في 2020، تم قطع ما يقرب من 14 مليون شجرة في جميع أنحاء اسكتلندا لإفساح المجال لتوربينات الرياح، ولقد توقعت الحكومة الاسكتلندية أن تكون لديها القدرة على توليد 100 في المائة من الكهرباء للبلد بأكمله من مصادر متجددة، لكن صاحبت ذلك مخاوف أثيرت بشأن إيجاد توازن بين الطاقة الخضراء والحفاظ على الغابات. وأظهرت الإحصاءات الاسكتلدنية أنه تم قطع 13.9 مليون شجرة لإفساح المجال أمام 21 مشروع مزرعة رياح منذ 2000، حيث بنيت ست مزارع رياح في أرغيل وبوت، وثلاث مزارع رياح أخرى في كل من: دومفريز، وجالواي، وإيست أيرشاير. وشهدت مرتفعات اسكتلندا بناء ثلاث مزارع رياح بدلا من زراعة الأشجار أو الحفاظ عليها، في حين أنه قد شيدت اثنتان في جنوب لاناركشاير بدلا من زراعة الغابات على مدار الـ20 عاما الماضية، وكما تم بناء مزرعة الرياح في جنوب أيرشاير على حساب قطع الأشجار أيضا. إن مزارع الرياح والأشجار هي المفتاح لخفض مستويات الكربون، بل تلعب دورا أكبر في تحويل الكربون إلى أكسجين، وتم قطع الأشجار بشكل مثير للسخرية لإفساح المجال لتوربينات الرياح. ولحسن الحظ، فلا تمثل مساحة الغابات التي تمت إزالتها في اسكتلندا لتطوير مزارع الرياح، 1 في المائة من إجمالي مساحة الغابات الاسكتلدنية. بينما يتجه عدد كبير من الدول حول العالم نحو بناء محطات طاقات متجددة في الأعوام الـ20 المقبلة، نرى دولا معروفة بكمياتها الهائلة من انبعاثات الكربون قد تعهدت أيضا بخفض معدل انبعاث غازات الاحتباس الحراري بشكل كبير، ما أدى إلى تسريع التركيز على بناء محطات الطاقة المتجددة. وعلى الرغم من أن القصد من هذه التعهدات هو تقليل آثار الانبعاثات الكربونية، فهل هذه المبادرات صديقة للبيئة بالفعل؟ وما الوجه الآخر من الطاقة المتجددة؟ دعونا نبدأ الحكاية المتجددة من البداية. يشير أحدث تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة International Renewable Energy Agency، إلى أن صافي قطاع الطاقة المتجددة في العالم هو 3.06 تيرا واط في نهاية 2021 بعد أن ارتفعت بـ9.1 في المائة. إن حصة الطاقة الشمسية الإضافية Added Capacity هي الأكبر بإضافة 133 جيجا واط، تليها 93 جيجا واط من طاقة الرياح، و19 جيجا واط من الطاقة الكهرومائية في 2021. بينما بلغت قدرة توليد الكهرباء الكلية خارج الشبكة الكهربائية على أساس تراكمي 11.2 جيجا واط، مع استهلاك الطاقة الشمسية 4.9 جيجا واط. وتأتي الحصة الأكبر من الطاقة الكهرومائية حاليا بواقع 1.2 تيرا واط من مجموع قدرات الطاقة المتجددة الكلية، لكن من المتوقع أن تستحوذ مشاريع الطاقة الشمسية على السيطرة الكاملة خلال الأعوام المقبلة بعد إضافة 133 جيجاواط إلى 257 جيجاواط قدرة جديدة العام الماضي، نتيجة لتحسن اقتصادات الطاقة الشمسية. لكن السؤال: ما الوجه الآخر من كل محطة طاقة متجددة؟ لا ينتج عند بناء وتشغيل محطات الطاقة الكهرومائية أي تأثير مباشر في جودة الهواء، لكن يمكن أن يسبب عديدا من الآثار الضارة في البيئة. وتميل السدود التي تم إنشاؤها لتسخير الطاقة الكهرومائية إلى التأثير بشكل كبير في تدفق الأنهار، ما قد يغير النظم البيئية ويؤثر سلبا في الحياة البرية والبشرية، إضافة إلى الفيضانات التي يمكن أن تؤدي إلى تدمير الأراضي الزراعية والغابات والحياة البرية. على سبيل المثال، أدى بناء محطة داوليجانجا الكهرومائية في الهند في 2013، إلى فيضانات مفاجئة غير مسبوقة، وقس على ذلك المخاوف التي نعيشها الآن من سد النهضة الإثيوبي... يتبع.