حذرت دوائر أمريكية مختلفة من أن السكوت على التسلل القطري إلى دوائر النفوذ الأمريكي قد يهدد المصالح الأمريكية وعلاقات واشنطن العربية، فضلا عن أن الأنشطة القطرية قد تستهدف الرئيس دونالد ترامب بسبب تحالف اللوبي القطري في الولايات المتحدة مع نظيره الإيراني. وكشف تقرير نشره موقع ديلي بيست أن جون موران عضو الكونجرس الذي يشتغل لفائدة الدوحة سعى صيف 2018 لتجنيد زملائه لخدمة أجندة قطر وخاصة ما تعلق بممارسة ضغوط على دول عربية في خلاف معها. كما سعى لتخفيف القيود المفروضة على سفر من تولى استقطابهم إلى الدوحة، حيث توصل إلى تسهيل مهمة ما لا يقل عن عشرة من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، بحسب الصحيفة . ووفق ما نقلته صحيفة العرب الدولية، تعتبر حملة موران لتجنيد أعضاء في الكونجرس أحد أساليب الدوحة في شراء الذمم، وتوظيف الأموال لتبديد الصورة التي ارتبطت في أذهان الأمريكيين بتمويل الإرهاب، وركوب موجة الإسلام السياسي بحثا عن استرضاء واشنطن والسماح لها بلعب ولو دور ثانوي في الملفات الإقليمية. وتنفق الدوحة أمولا ضخمة للحصول على خدمات شركات الدعاية الأمريكية لتبديد صورة الإرهاب التي ارتبطت بها لسنوات كثيرة قبل أن تؤكدها تقارير دول المقاطعة العربية. ووقعت قطر اتفاقية بقيمة 1.2 مليون دولار مع شركة بلوبرنت للاستشارات ذات العلاقات الوثيقة مع محامي الرئيس ترامب وعمدة نيويورك السابق رودي جولياني. ويكمن دور الشركة في نفي ادعاءات البلدان المقاطعة، التي أكدت تقارير موثقة نشرتها، أن علاقات قطر مع إيران تعزز الإرهاب وتعيق السلام في منطقة الشرق الأوسط. وتسعى الشركة لمساعدة النائب العام القطري، علي المري، في إطلاع صناع القرار الأميركيين على ما تقول الدوحة إنه أدلة تبرئها من الإرهاب. وتؤكد الصحيفة الدولية، أن نفوذ قطر بات ضعيفا بعد نجاح ترامب في التخلص من العناصر الموالية للرئيس السابق باراك أوباما وخاصة في وزارة الخارجية. وترى الصحيفة، أن المخاوف من تحريك ملفاتها المرتبطة بالإرهاب من قبل زعيم البيت الأبيض دفعت بقطر إلى إنفاق الكثير من الأموال لتجنيد أعضاء في الكونغرس للتغطية على تلك الملفات من جهة، وخدمة أجندتها في تشويه خصومها من دول المقاطعة من جهة ثانية. وتشير الصحيفة، إلى أن الدوحة تجاهد لتبديد الصورة السيئة التي ارتسمت في أذهان العالم بشأن وضع العمالة الأجنبية العاملة في ظروف قاسية لتجهيز مختلف المنشآت المتعلقة بكأس العالم لكرة القدم 2022 في الآجال المقررة مسبقا. وازداد الأمر صعوبة مع تتالي التقارير المنتقدة لأوضاع تلك العمالة ومن جهات ذات مصداقية عالية دوليا مثل المنظمات التي تعنى بملفات حقوق الإنسان. وأشار موقع “أودوير” الأميركي إلى أن قطر تعاقدت مع شركة “بالارد بارتنزر” للحصول على استشارات بشأن تحسين صورتها في قضية الاتجار بالبشر. وأضاف أن العمال غير المهرة من الذكور والنساء من باكستان ونيبال وبنغلاديش والسودان ونيجيريا وكينيا وأوغندا والفلبين وإندونيسيا وسريلانكا الذين يهاجرون إلى قطر بحثا عن العمل يشكلون أكبر فئة معرضة لخطر الاتجار بهم. وتحذر دوائر أميركية من أن السكوت على الدور القطري في تجنيد أعضاء في الكونغرس، فضلا عن العلاقات المثيرة للريبة بينها وبين وسائل إعلام ذات وزن، قد يفاقم من نفوذها، وأن الأمر قد يستهدف الرئيس ترامب ذاته في ظل ما يجري من حديث عن تواطؤ بين اللوبيين القطري والإيراني. وتبعث هذه التحركات على القلق في بعض الأوساط الأميركية التي تخشى من تواطؤ اللوبي القطري واللوبي الإيراني، اللذين كانا ناشطين وفاعلين في عهد إدارتي أوباما، للتأثير على مجرى الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2020. وترى هذه الدوائر أن المناعة الأميركية ضد إيران معرّضة للاختراق الناعم من خلال قطر التي يفترض أنها بلد صغير لا يجرؤ على الإضرار بمصالح الدول الكبرى في العالم ويفترض أنها بلد حليف ويقدم الخدمات دون حساب لواشنطن. وتعاني قطر من المقاطعة العربية وانقلاب الموقف الدولي ضدها، وتحتاج إلى تغييرات كبرى في الولايات المتحدة والعالم لإعادة تأهيل سمعتها إقليميا ودوليا. ويرى حسين إيبيش، وهو باحث بمعهد دول الخليج العربي في واشنطن، أن قطر لا تزال معزولة للغاية حتى الآن في منطقة الخليج العربي. وينقل عن اثنين من المسؤولين الأميركيين وثلاثة أشخاص آخرين مطلعين على جهود قطر، أن الدوحة عمدت خلال الأشهر الستة الماضية إلى تجنيد مسؤولين في جميع أنحاء العالم كجزء من حملة للعلاقات العامة تستهدف تشكيل صورة جديدة عن قطر مع التركيز على إبراز قيمتها الاستراتيجية لواشنطن وقوتها الاقتصادية.
مشاركة :