حوار- هاني إبراهيم أكدت الدكتورة سكينة فؤاد، مستشار الرئيس المصري الأسبق المستشار عدلي منصور، أهمية الدور الذي تلعبه عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية في مواجهة المخططات الإمبريالية والأمريكية والصهيونية والإيرانية في المنطقة، مشيرة في مقابلة أجرها معها موقع كل الوطن إلى أن بعض الأصوات الإعلامية المصرية التي تهاجم عاصفة الحزم يجب ان تدرك أهمية اللحظة الحرجة التي تمر بها المنطقة وطبيعة المخططات التي تحاك من أجل تفكيك المنطقة العربية وتحويل الدول العربية إلى دويلات وأن تدفع بالتحالف العربي، والذي كان العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حازماً في الدعوة له، إلى الأمام بدلاً من جرنا إلى هوة خلافات لن تنتهي. - ما تقييمك لعملية عاصفة الحزم؟ ما كان يمكن أن تبادر المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى عاصفة الحزم دون أن يكون هناك رصد حقيقي للأخطار التي تواجهها المنطقة العربية، وتمكن أهمية عاصفة الحزم في أنها مثلت رداً حازماً سريعاً على المخططات الامبريالية والأمريكية والصهيونية والإيرانية والتي أرادت تجاوز حدودها وطموحاتها بالتدخل في شؤون دول أخرى بهدف تحقيق طموحاتها التوسعية مستغلة في ذلك ما يمكن وصفه بأياديها في المنطقة، كما هو الحال بالنسبة للحوثيين في اليمن. - البعض يزعم بأن عاصفة الحزم هي حرب من أجل بسط النفوذ أو حرب بالوكالة.. فما تعليقك؟ هذا الكم لا يتسق مع تاريخ المملكة العربية السعودية، ولا مع مواقف ملوك المملكة بداية من الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، وحتى الملك الحازم سلمان بن عبد العزيز، فعلى مدى تاريخها، لم تقم فلسفة المملكة العربية السعودية على الحرب، وإنما قامت على حماية الصف العربي والحفاظ على لحمة النسيج العربي، والأمر نفسه بالنسبة للجيش المصري والذي ارتبط تاريخه بحماية الأمن القومي المصري والأمن القومي العربي، وبالتالي فكل ما يقال عن أن عاصفة الحزم هي حرب من أجل بسط النفوذ أو حرب بالوكالة هو كلام أجوف زائف لا يستقيم مع تاريخي المملكة العربية السعودية ومصر، ومنذ اللحظة الأولى الملك سلمان بن عبد العزيز كان حازماً في الدعوة للتحالف حماية للأمن القومي العربي التي انطلق فيها الطيران السعودي، ومن خلفه قوات التحالف، لدك معاقل الحوثيين في اليمن كان الهدف الاستراتيجي الذي وضعه الملك سلمان ليس ضرب شعب عربي وإنما الدفاع عن حق الشعب اليمني في الدفاع عن شرعيته وحكومته الشرعية، وأن لا تلحق اليمن بمصير سوريا والعراق وليبيا، لقد كان الموقف السعودي منذ البداية هو إيقاف الخطر والتصدي لمخططات تفكيك المنطقة، ومواجهة غطرسة الدول التي تتجاوز طموحاتها حدود قدراتها من خلال السعي نحو إشعال فتيل النزعات الطائفية في المنطقة. - عاصفة الجزم إذاً أكبر من كونها استعادة لشرعية مسلوبة في اليمن.. أليس كذلك؟ نعم القضية أكبر من عملية عسكرية لاستعادة الشرعية المسلوبة في اليمن، فرغم ما يمثله ذلك من أهمية، فإن عاصفة الحزم هي قضية أمن قومي تستهدف حماية ما تبقى من أمن المنطقة، وإلا فلماذا يهدد الحوثيون الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية؟ ومن الذي يدفعهم دفعاً نحو ذلك؟ ولصالح من جر الحوثيين لليمن لأتون حرب أهلية؟ وفي مقابل ذلك، نجد أن الهدف من عاصفة الحزم ليس التقسيم ولا التفتيت ولا الإيذاء. - ما تعليقك على بعض الأصوات الإعلامية المصرية التي تهاجم عاصفة الحزم؟ يجب أن يدرك أصحاب هذه المنابر الإعلامية أهمية اللحظة الحرجة التي تمر بها المنطقة وطبيعة المخططات التي تحاك من أجل تفكيك المنطقة العربية وتحويل الدول العربية إلى دويلات وأن تدفع بالتحالف العربي، والذي كان العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حازماً في الدعوة له، إلى الأمام بدلاً من جرنا إلى هوة خلافات لن تنتهي، وأن يدركوا أهمية تماسك وحدة الأمن القومي العربي، وأن يعوا أن هذه اللحظة التي تعيشها الأمة العربية لا تقبل السخافات ولا اللعب على أوتار الخلافات. - هناك أصوات أمريكية وغربية تريد سحب البساط من تحت أقدام التحالف العربي بالدعوة لحوار الأطراف اليمنية في أمريكا أو غيرها من الدول الغربية.. فما تعليقك؟ أنا على ثقة تامة بان القادة العرب لا يمكن أن يسمحوا لأحد بالإلتفاف على وحدة الموقف العربي، ولن تسمح المملكة العربية السعودية ولا مصر ولا غيرها من دول التحالف العربي للغرب بأن يلهوا العرب بـكامب ديفيد جديدة. التحالف العربي لن يسمح للغرب بأن يلهوا العرب بـكامب ديفيد جديدة لا يمكن أن ننسى في مصر مواقف العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز في مرحلةما بعد ورة 30 يونيو، وهي المواقف التي ساعدت في إعادة بعض الدول الأوربية لنظرتها وموقفها من ثورة 30 يونيو، حيث مثل بيان الملك الراحل عقب ثورة 30 يونيو بالنسبة لمصر وقفة الرجال، حيث شدد من خلاله على صد الهجوم على مصر في تلك المرحلة بما ساهم في تحجيم كل القوى التي حاولت التدخل في الشأن الداخلي المصري، وهذه المساندة أعطت لمصر قوة دفع في مواجهة ما كان يحاك لها من مخططات خارجية ومحاولات للتدخل في شؤونها الداخلية، ولا ننسى أن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أدار بحنكته السياسية. اللحظة التي تعيشها الأمة العربية لا تقبل السخافات الإعلامية ولا اللعب على أوتار الخلافات والدبلوماسية حملة لتوضيح صورة حقيقة ما يجري في مصر للدول الأوربية خلل تواجده بالعاصمة الفرنسية باريس، فضلاً عن الدعم المادي والسياسي السعودي والذي مكن مصر من التحرك بقوة وحرية واستقلالية في مواجهة الضغوط الخارجية التي سعت إلى فرض مواقف معينة ضد مصالح الوطن والشعب المصري، وهي مواقف ليست بغريبة على المملكة والتي طالما ساعدت مصر ووقفت إلى جوارها على مر التاريخ، ويكفي أن موقف الملك الراحل وخروجه معلناً دعم مصر ضد الإرهاب ورفضه لأي تدخل دولي في شؤون مصر الداخلية، ساعد مصر كثيراً في المضي في خارطة الطريق التي رسمتها لنفسها بعد 30 يونيو، فضلاً عن الدعم الدبلوماسي الذي وفرته المملكة لمصر في المحافل الدولية لتوضيح حقيقة ما يجري في مصر على مدى العام الماضي، وكلها مواقف تثبت أن لمصر شقيقا كبيرا هو المملكة العربية السعودية.
مشاركة :