على هامش مؤتمر الأحواز الذي سيعقد في لاهاي غدًا في ذكرى احتلال إيران للأحواز في 20 أبريل (نيسان) 1925، تحدثت «الشرق الأوسط» إلى علي قاطع الأحوازي، عضو المرصد الأحوازي لحقوق الإنسان بالعاصمة لندن، أحد منظمي مؤتمر لاهاي المقبل. وأكد علي الأحوازي أن المشروع الفارسي يهدد باقي العواصم العربية، بعد احتلال أربع عواصم عربية ظلت فيها القضية الأحوازية في غضون تلك السنوات قضية مساومة لسنوات طويلة. ووصف الأحوازي «عاصفة الحزم» بأنها أول عمل عسكري على الأرض يتصدى للمشروع الفارسي. وأكد في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط»، أمس، أن أبناء الأحواز التي تعد مساحتها 372 ألف كيلومتر مربع مع «عاصفة الحزم» ويؤيدونها قلبا وقالبا. وكشف الأحوازي عن مشاركة شخصيات عربية وأجنبية وأحوازية في مؤتمر لاهاي المقبل «لأننا نعلم جيدًا أهمية عمقنا العربي في صراعنا مع العدو الفارسي» حسب قوله، مشيرا إلى أن «مؤتمر لاهاي سيكون نقلة من خلال الوفود العربية التي ستشارك، وكذلك وفود سياسية وحقوقية وإعلامية مهمة، تناولت القضية العربية الأحوازية من جوانب مختلفة بغية استعادة الحق العربي المغتصب فارسيًا، وهذا شكَّل منطلقًا صلبًا للتحرك نحو المؤسسات العربية والدولية». واعتبر علي الأحوازي أن القوات العربية المشتركة التي صدر بها قرار من القمة العربية المشتركة في شرم الشيخ هي أول خطوة نحو هزيمة المشروع الفارسي في المنطقة، مشيرا إلى أن «هزيمة ومواجهة المشروع الفارسي تبدأ باختراق الجبهة الداخلية لإيران عبر الأحواز، وذلك من خلال مشروع عربي متكامل، وهذا ما نؤكده دائمًا، لاستعادة زمام المبادرة تجاه ما يجري في الشرق الأوسط، ولهذا يجب أن تكون القضية العربية الأحوازية محورًا رئيسيًا في المرحلة القادمة، نظرًا لأهمية الأحواز في نقل المعركة إلى داخل جغرافية ما تسمى إيران، واستعادة الحق العربي المشروع بتحرير الأحواز، وإعادة الفرس إلى خلف جبال زاجروس». وأشار إلى أن استهداف العدو الفارسي كان يتوجه إلى طمس شخصية ومعالم وملامح ولغة وحتى معتقدات الإمارات العربية الأحوازية بشتى الطرق؛ سعيًا وراء صهر الحضارة والثقافة والشعب الأحوازي في بوتقة الدولة الفارسية. وأوضح أن «اليمن كغيره من بلاد العرب من العراق وسوريا ولبنان يشكل أهمية خاصة في المشروع القومي الفارسي بسبب موقعه الجغرافي المهم المطل على مضيق باب المندب، والحاضن لخاصرة المملكة العربية السعودية، التي أصبحت الحصن الوحيد الذي تعلق عليه آمال أجيالنا الحاضرة بعد احتلال بغداد عاصمة الرشيد عام 2003». وعن كيفية وقف التمدد الإيراني، خاصة بعد الاختراق في اليمن، ممثلا في «أنصار الله» قال علي الأحوازي «إيران اعتمدت على فكرة ولاية الفقيه، التي من خلالها استطاعت اختراق الجسد العربي، ومع الأسف لولا هذه الفتوى لما كان الحوثيون في اليمن وتنظيمات عراقية وغيرها في الدول العربية الأخرى ينقادون من قبل حكام طهران. وصول إيران إلى صنعاء ودمشق وبيروت وقبلها بغداد تأسس على هذه التبعية، التي استخدمت الدين لمآرب سياسية توسعية وتحقيق حلم فارس الإمبراطوري، وتقويض فتوى ولاية الفقيه يعتمد على المرجعيات الدينية الوطنية والعربية، الذين يجب أن يتصدوا لاستغلال الفرس للعامل الطائفي عبر ولاية الفقيه الفارسي»، مشيرا إلى أن «وصول الإيرانيين إلى صنعاء هو الحلم الذي تحقق لإيران بفعل الظروف الحالية التي تعيشها المنطقة، والتي تقف فيها إيران واثقة من نفسها من خلال سيطرتها على قطاعات شعبية آمنت بالولي الفقيه قائدًا لها، وعبرت الحدود القومية، وهذا ما اتبعته في استراتيجيتها للتعامل مع واقع وأحداث المنطقة العربية». وعما يحتاجه الشعب الأحوازي من دعم للتصدي للمشروع الإيراني المهيمن على بلادهم قال علي قاطع الأحوازي «الوعي الوطني العام يتزايد بشكل مطرد، وأصبحت القاعدة الشعبية مهيأة لأي تحرك نضالي ضد المحتل الفارسي، والمظاهرات الأخيرة في الأحواز التي ندد شعبنا من خلالها بوجود العدو اللامشروع في أرضنا وسياساته الإجرامية، التي تستهدف الأرض والإنسان الأحوازي، خير دليل على ذلك. وكذلك هناك الحراك الوطني الذي يرتبط باستراتيجية الحركة وعملها التنظيمي في الداخل والخارج، واستطاعت الحركة في فترة زمنية لا تتخطى بضعة أعوام أن تتجذر في أوساط الجماهير الأحوازية وتشكل الركائز الأساسية للعمل المطلوب والمقاوم». وبالنسبة لعام 2015، قال الأحوازي «سيكون عامًا استثنائيًا حافلاً بالعمل والفعاليات الوطنية المهمة، التي تتمثل في تسيير الوفود إلى جهات عربية ودولية على المستوى الرسمي، وأيضًا على مستوى المؤسسات الحزبية والشعبية وإقامة مظاهرات حاشدة في أوروبا وخارجها. وهنالك جهد حثيث لإقامة مؤتمر في إحدى الدول العربية». وقال إن الأحواز «هي تلك المنطقة العربية التي تمتد شرقًا بطول الخليج العربي والتي كانت مسرحًا لأحداث ووقائع مهمة في تاريخ المشرق العربي، حيث شيدت عليها الحضارة العيلامية السامية، وامتدت إليها حضارات سامية أخرى كالحضارة السومرية، والحضارة الأكادية، والحضارة البابلية، والحضارة الآشورية، وخاض الشعب الأحوازي حروبًا كثيرة ضد الغزو الأجنبي، من أهمها حروب الشعب الأحوازي ضد غزو القبائل الفارسية، لكن الشعب الأحوازي ورغم تلك الحروب والغزوات تمكن من تشييد الحضارات، وواصل عطاءه الحضاري في المنطقة حتى خلافة الفاروق عمر (رضي الله عنه)، حيث هُزم الفرس، وتم إسقاط الإمبراطورية الساسانية، وتم تحرير الأحواز؛ ومن ثم ضمها للخلافة الإسلامية». وعن حركة النضال العربي لتحرير الأحواز قال «إن الحركة هي حركة عروبية قومية، وإننا في الأحواز نعُد أنفسنا خط الدفاع الأول في الصراع الفارسي العربي». وعن الاستفادة من «عاصفة الحزم» قال «إن إيران دولة هشة من الداخل، وإنها اعتادت على تصدير مشكلاتها إلى خارجها».
مشاركة :