تتناوب المصائب على الإنسان لتصنع منه بطلًا لا يشق له غبار، وقائدًا يُحتذى به، كذلك كانت الحالة التي عليها أحمد محمد عبدالرحمن الهوان، الشهير بـ«جمعة الشوان» في أعقاب نكسة ١٩٦٧. وكأن إسرائيل تترصده من بين أفراد الشعب المصري، حيث أجبر بعد النكسة على الهجرة من مسقط رأسه السويس إلى القاهرة، وتسبب في فقدان زوجته نعمة البصر، بالإضافة إلى تدمير اللنش الذي كان يملكه قبل العدوان الإسرائيلي.. وتحل اليوم الذكرى الثمانين لمولده، حيث وُلد في مثل هذا اليوم السادس من أغسطس عام ١٩٣٩.أجبرته الظروف الصعبة التي واجهها بعد النكسة على الهجرة لليونان، ولكن حاله لم يتغير إلى أن قابل اللواء عبدالسلام المحجوب، الذي كان يعمل في المخابرات العامة، الذي فشل في إقناع «الهوان» بالعودة إلى مصر، وبعد مكوثه باليونان قابل الفتاة اليهودية «جوجو» التي أغرته وحاولت تجنيده لصالح «الموساد» وعمل على إحدى السفن التي يملكها والدها ليتقابل مع شيمون بيريز، رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، الذي كان أحد رجال الموساد آنذاك، وطلب من «الهوان» العودة إلى مصر وجمع معلومات عن بعض السفن.عند عودته إلى مصر بدأ فى جمع المعلومات التى طلبها منه «بيريز»، ولكنه شعر بالقلق فتوجه للمخابرات العامة، وهناك قابل «المحجوب» الذي التقاه في اليونان وأخبره عما دار مع شيمون بيريز، لتبدأ رحلته في خداع إسرائيل، والتي استمرت حتى بعد حرب أكتوبر، ونتيجة لنهم إسرائيل وتلهفها على المعلومات بعد الهزيمة المذلة في ١٩٧٣ قررت إعطاءه أحدث جهاز إرسال في العالم ليعود به إلى مصر ويكشف نفسه للموساد. وتوفى أحمد الهوان في الأول من نوفمبر من عام ٢٠١١ عن عمر ناهز الثانية والسبعين.
مشاركة :