ما زال معلم اللغة الإنجليزية يُدرِّس طلابه ال 24 و يملي عليهم ما عنده ، و الطلاب بين غافل و لاه و نائم كالعادة . في هذه الأثناء و إذ بباب الفصل يطرق . ذهب المعلم ليرى من بالباب . تفاجأ الطلاب و إذا بطالب غريب ـ ذوي خصلتي الشعر و القبعة السوداء الصغيرة التي على رأسه ـ عند الباب . فرح المعلم جون بمقدم الطالب الغريب ، فرحب به و أدخله للفصل ، على الرغم أنه لا يوجد له أي مكان . قال الطالب الغريب للجميع : لا مشكلة لدي أن أكون واقفا بالفصل ، فالمهم عندي أن أنهل من خبرات المعلم و أستفيد منه، ثم ذهب بجوار الطالب إسراء في زاوية الفصل ، حيث لا يلقون له بالا و لا يعيرون له أي اهتمام . استمر المعلم بالشرح و الطلاب كعادتهم نيام و غافلين . بعد فترة يهمس الطالب الغريب في أذن الطالب إسراء و كأنه متعبا : هل لي بالجلوس في نفس الكرسي الذي تجلس عليه . قال إسراء : كيف تجلس في مكاني وهو ملكي و أنا أحق به . قال الغريب : نجلس سويا بسلام . فصاح إسراء في وجهه : لا و ألف لا . استمر الطالب الغريب ـ ذو خصلتي الشعر ـ واقفا يستمع بإنصات لشرح المعلم جون . و في أثناء استمرار غفلة الجميع جلس الطالب الغريب بقوة بجوار إسراء على نفس كرسيه الدراسي . نادى إسراء معلمه : يا أستاذ ، هذا الغريب جلس بالقوة معي و في مكاني ، و لا يحق له المشاركة معي . جاء المعلم له وقال : عيب عليك يا إسراء ، فهذه ليست من أخلاقكم كعرب . ترد الضيف و تجعله واقفا بلا كرسي ، لماذا لا يشاركك المكان ، فلك غالبه وهو يجلس في طرفه فقط ، لأنه مرهق من الوقوف . نظر إسراء إلى زملائه لعله يجد موقفا قويا لمناصرته في محنته هذه , و لكن للأسف الأغلب نيام أو غافل لا يعلم ما يحصل . استمر المعلم جون في سرد ما عنده و الشجار و التلاسن مستمر بين إسراء و الطالب الغريب على مقعد الدراسة .لكن الطالب الغريب بقوته و بتراخي من المعلم جون استطاع أن يزيح إسراء من مقعده تماما و يطرحه أرضا في استمرار غفلة جميع الطلاب. ثم قال الطالب الغريب بكل بجاحة : اغرب يا هذا ، فالكرسي لي أنا وحدي فقط . قام الطالب إسراء يشتكي للمعلم ما حصل . اعتذر المعلم و قال : انتهت الحصة نلتقي في لقاء قادم و خرج من الفصل . دار الطالب إسراء بين زملائه لعله يجد أحدا يستنجد به ليعيد له حقه الذي سلب . قام أحد الطلاب وقال : يا زملاء الفصل لنجتمع من أجل زميلنا و لننظر في المسألة ، و الطالب الغريب يتربع على الكرسي بلا مبالاة . اجتمع الطلاب ال 24 ، و الطالب إسراء في قهر من ضياع حقه بدون سبب . و بعد نقاشات و مداولات ، قرر زملاء إسراء رفع القضية للإدارة و استدعاء وكيل المدرسة ، مع استنكارهم و شجبهم لما قام به الطالب الغريب ضد زميلهم .جاء الوكيل لسماع ملابسات القضية ، و حينها جاءهم بالرد الشافي و السريع : أنا أعبر عن قلقي لما يحدث في فصلكم . فهناك 57 طالبا في هذه المدرسة ، و فصلكم كان أشد الفصول هدوءً بنومكم ، ففي المدرسة مشاغبون كثر ، و ليس لدي الوقت معكم . انتظر إسراء مساعدة من زملائه ال 23 في الفصل فلم يجد ذلك إلا بالاستنكار و الشجب فقط . صاح في زملائه ال 57 بالمدرسة لعله يجد بغيته ، لكن لا مجيب . انتظر إدارة المدرسة تتخذ إجراء أكثر صرامة فلم يسمع إلا التعبير عن القلق إزاء مشكلته . ذهب الطالب إسراء للطالب الغريب وهو جالس متبختر على الكرسي . فلطمه بكل قوته ، وصاح بأعلى صوته قائلا : هذا مكاني يا غريب ، فاستغرب الكل كيف استطاع فعل ذلك . نظر إسراء في زملائه ثم قال : هذا مكاني و أنا سأسترده بشرف . أما أنتم استمروا في نومكم . قال الطائر الأزرق : ثلاثة وعشرون طالبا في الفصل نائمون ، و سبعة وخمسون طالبا في المدرسة مشاغبون . و الطالب إسراء بكل عزة سوف يسترد حقه . فإما أن تساندوه ، أو اتركوه يفعل ذلك بنفسه . بدر بن محمد الغامدي ـ ( @BadrAlghamdi رابط الخبر بصحيفة الوئام: مدرسة المشاغبين
مشاركة :