توني موريسون مناضلة سلاحها الأدب

  • 8/7/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

«إن شخصي الأسود وهويتي كامرأة جعلا قلبي يجيش بمشاعر لا ينعم بها أحد دون ذلك.. فلم ينكمش إطار عالمي بسبب أني كاتبة سوداء وامرأة، على النقيض اتسعت آفاقه»، هذه الكلمات المليئة بالإرادة لتحقيق الحرية والخروج من سلاسل العبودية، قالتها يوماً الأديبة الأميركية من أصل أفريقي «توني موريسون» صاحبة نوبل في الآداب التي رحلت عن عالمنا أمس «الثلاثاء»، في لحظة فارقة للمجتمع الأميركي، بعد حياة حافلة بالنضال والدفاع عن قضايا المضطهدين نتيجة التفرقة العنصرية التي تعرض لها أبناء جلدتها. ملأ أدب موريسون الهوة بين أصحاب البشرة البيضاء والبشرة السوداء في المجتمع الأميركي، فتمكنت بأدبها، الذي اتخذت منه وسيلة للتحرر، من صياغة هوية لأبناء شعبها تنفي عنهم صفة الهمجية التي لاحقتهم لسنوات طويلة من قبل المجتمع. لجأت موريسون إلى الأدب والإبداع كوسيلة دفاعية، ولتوكيد حقها وحق أبناء شعبها بالمساواة في الحقوق، فأنتجت أدبًا إنسانيًا رفيعا موجهًا إلى السود وليس إلى المجتمع، أدباً لا يتوقف عن تذكيرهم بالحرية وأهميتها كقيمة إنسانية بأسلوب جديد اعتبره النقاد تأسيسًا لأدب جديد أطلقوا عليه «أدب السود»، حيث كان هذا الأدب يطمح لأن يأتي يوم يصعد به الإنسان الأسود في أميركا على وجه التحديد إلى مكانة مرموقة يستحقها، تجلى ذلك في روايتها الشهيرة «العين الأكثر زرقة» التي صدرت عام 1969. وبعد صدور روايتها المذكورة، ألحقتها برواية أخرى بعنوان «سولا» عام 1973، أما روايتها الثالثة فجاءت بعنوان «نشيد سليمان» وقع عليها الاختيار لنشرها ضمن سلسلة كتاب الشهر لتكون أول رواية لكاتب أسود يتم اختيارها بعد رواية الكاتب ريتشارد التي اختيرت عام 1940، وقد حصلت الرواية أيضاً على جائزة النقاد الوطنية والعديد من الجوائز المهمة التي توجت بنيل موريسون جائزة نوبل للآداب عام 1993 لتميز أعمالها بقوة البصيرة والمضمون الشاعري الذي يمنح الواقع الأميركي ملامحه الأساسية، وفقاً لبيان الجائزة. من أشهر أقوالها: «لست مضطرة للاعتذار أو أن أعتبر نفسي مقيدة لأنني لا أكتب عن البيض، ثم هذا ليس صحيحاً أبداً، فهناك العديد من ذوي البشرة البيضاء في كتبي. والنقطة أنه لا يقف فوق كتفي وأنا أكتب هذا الناقد ذو البشرة البيضاء».

مشاركة :