شنت مقاتلات النظام ومروحياته أمس أكثر من خمسين غارة على إدلب وريفها في أعنف قصف منذ الحملة التي بدأت بعد سقوطها وسيطرة المعارضة عليها نهاية الشهر الماضي، في وقت اتهم الرئيس السوري بشار الأسد أنقرة بأنها «العامل الرئيسي» وراء خسارة إدلب شمال سورية وقرب حدود تركيا، واعترف بضعف الجيش النظامي بعد أربع سنوات على انطلاق الأزمة باحتجاجات سلمية في بداية 2011. (للمزيد). وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «قوات الدفاع الوطني» ومسلحين محليين من بلدتي نبل والزهراء اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية وتنحدر منهما عناصر الميليشيا الموالية للنظام «تمكنوا من استعادة السيطرة على منطقة المعامل جنوب بلدة الزهراء» التي سيطرت عليها فصائل إسلامية نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي»، لافتاً الى مقتل طفل ورجل وجرح عشرة آخرين بـ «أربع غارات شنتها مقاتلات النظام على مناطق في مدينة الباب في ريف حلب الشمالي الشرقي» ضمن حملة القصف على حلب وريفها. وفي إدلب المجاورة، أفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة بأن مقاتلات النظام ومروحياته شنت أمس «أكثر من 50 غارة جوية على ريف إدلب، ما أدى إلى سقوط عشرات الجرحى والقتلى، حيث قتل ستة على الأقل بإلقاء براميل على بلدة مجيزر التابعة لمدينة سراقب، كما قتل سبعة في بلدة معرة مصرين بريف إدلب الشمالي». وقال «المرصد» إن «الطيران الحربي شن ثلاث غارات على مناطق في بلدة المقبلة القريبة من معسكر المسطومة» العسكري الواقع بين إدلب وأريحا الخاضعة لسيطرة النظام. في دمشق، اغتال مسلحون مجهولون العميد يحيى زهرة المنشق من إدارة الحرب الإلكترونية في قوات النظام، «وذلك عقب اختطافه من منزله في منطقة عرسال داخل الأراضي اللبنانية الحدودية مع سورية»، وفق «المرصد»، الذي أضاف أنه «عثر على جثته عند أطراف منطقة عرسال، وعليها آثار تعذيب ومقتولاً بطلقات نارية». إلى ذلك، قال نشطاء معارضون إن «حركة المثنى الإسلامية» و «فرقة عامود حوران» أجرتا عملية تبادل مع قوات النظام، «حيث سلمت الحركة والفرقة قوات النظام أربع عشرة جثة من مقاتليه الذين قضوا خلال معركة تحرير بصرى الشام»، مقابل تسليم قوات النظام كتائب الثوار عشرة معتقلين بينهم امرأتان، وثمانية شبان. وفي شمال شرقي البلاد، بدأ تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) بإصدار بطاقات هوية ورخص سوق ووثائق شخصية أخرى باسمه للسكان الموجودين في محافظة الرقة معقل «داعش» في سورية. ووزع التنظيم بطاقة هوية طبع عليها شعار «الدولة الإسلامية» الأسود، مع عبارة «الدولة الإسلامية، خلافة على منهاج النبوة». وتتضمن البطاقة اسم حاملها مع اسمي أبيه وأمه ومحل وتاريخ ولادته، بالإضافة إلى صورته. كما تحمل البطاقة اسم «ولاية الرقة». وتحمل الجهة المقابلة تفاصيل عن الجنس والعنوان وتاريخ منح البطاقة، بالإضافة الى ختم «الدولة الإسلامية». سياسياً، قال الأسد في مقابلة مع صحيفة «إكسبرسن» السويدية نشرت أمس: «أي حرب تضعف أي جيش» بغض النظر عن مدى قوة هذا الجيش. وأضاف أنه في ما يتعلق بسقوط إدلب «فإن العامل الرئيسي كان الدعم الهائل الذي قدمته تركيا... الدعم اللوجستي والدعم العسكري وبالطبع الدعم المالي الذي تلقوه من السعودية وقطر».
مشاركة :