باحث أميركي: خلايا إيرانية نائمة جاهزة لضرب مصالح واشنطن وتل أبيب

  • 8/8/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

حذر باحث أكاديمي أميركي من أنه في حالة نشوب حرب مع الولايات المتحدة، يمكن لطهران أن تستعين بـ 200,000 من العناصر الناشطة بالوكالة في الشرق الأوسط لمهاجمة أهداف أميركية وإسرائيلية. وأشار الباحث ماثيو ليفيت، مدير برنامج راينهارد لمكافحة الإرهاب والاستخبارات في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، في تقرير نشرته صحيفة "هآرتس"، إلى أن الكثير من عناصر وحدات العمليات السوداء في الخارج التابعة لحزب الله غير معروفين في حين أن الأهداف الإسرائيلية والأميركية في متناول اليد. وبعد أن أسقطت إيران طائرة مسيرة أميركية في الخليج الشهر الماضي، ذكرت الأنباء أن القوات الأميركية كانت على بعد عشر دقائق من إطلاق الصواريخ على أهداف إيرانية عندما أوقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب الهجوم بشكل مفاجئ. وقال ترمب في وقت لاحق إن الضربات الصاروخية كانت ستقتل الكثير من الإيرانيين، مضيفاً أنه لا يتعجل شن هجوم ضد إيران، وإنما "تمت إعادة انتشار القوات (الأميركية) مجددا، وأصبحت على استعداد للقيام بأي عمليات". ويصر مسؤولون أميركيون على أنه ما زالت هناك "مجموعة كاملة من الخيارات" مطروحة للتعامل مع أنشطة إيران الخبيثة، بما في ذلك الخيارات العسكرية. لكن هذه الخيارات العسكرية يمكن أن يكون لها آثار مهمة على أمن حلفاء واشنطن في المنطقة، بما في ذلك إسرائيل، خاصة فيما يتعلق بأنشطة وكلاء إيران، الذين تتزايد قدراتهم، وفق الكاتب. هجمات بالنيابة عن إيران ومع تصاعد التوترات بين إيران والغرب، خاصة حول العقوبات النفطية وحرية الملاحة في الخليج العربي، تمكنت إيران من الاستفادة من شبكتها من الوكلاء المتطرفين لشن هجمات نيابة عن إيران. وعلى حد تعبير القائد السابق للحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري، "يتمثل الشق الأبرز من (النزاعات) الأخيرة في تعبئة قوة تضم حوالي 200 ألف مسلح في بلدان مختلفة في المنطقة، تحت إشراف فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، كما يشتمل (جيش التحرير الشيعي) غير الرسمي على ميليشيات شيعية عراقية وعناصر الحوثي اليمنيين، وبالطبع حزب الله اللبناني". واستهدفت ميليشيا الحوثي منشآت سعودية وبلدات حدودية ومنشآت نفطية ومدنيين. وفي نفس الأثناء، أعادت الميليشيات العراقية، التي قامت بعمليات مسلحة في سوريا، تشكيل المشهد السياسي والأمني العراقي لصالح إيران، وأطلقت الصواريخ على منشآت دبلوماسية وعسكرية أميركية في العراق، وقامت بمحاولة هجوم بطائرة مسيرة ضد منشأة نفطية سعودية. وقامت إيران بتحميل قاذفات صواريخ على متن قوارب تجارية إيرانية في الخليج العربي في مايو، بعد أسابيع فقط من رصد المخابرات الأميركية قيام طهران بإصدار توجيهات لوكلائها بالاستعداد لاتخاذ نهج مواجهة على نطاق أكبر ضد أهداف تابعة للولايات المتحدة. "نصف ساعة في عمر إسرائيل" تقع إسرائيل ضمن نطاق تقاطع هؤلاء الوكلاء أيضاً. وقال مجتبى ذو النور رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني "إذا تعرضنا (إيران) لهجوم من الولايات المتحدة، فستبقى نصف ساعة فقط من عمر إسرائيل". وبغض النظر عن الغلو، بدأت إيران في تزويد مجموعات الميليشيات الشيعية العراقية بصواريخ دقيقة قادرة على ضرب أهداف في أي مكان في إسرائيل، ربما للتعويض عن منصات الهجوم التي خسرتها إيران في سوريا نتيجة للغارات الجوية الإسرائيلية. في الآونة الأخيرة، زعمت تقارير صحفية أن المقاتلات الإسرائيلية استهدفت شحنات الصواريخ الإيرانية في العراق والتي كان من المفترض نقلها إلى حزب الله. في الحقيقة، اعتبر الكاتب، أن موقف حزب الله واضح من المشاركة في القتال إذا كان الأمر يتعلق بحرب أميركية مع إيران. ففي مقابلة مع تلفزيون المنار التابع لحزب الله، قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله: "لن تكون إيران وحدها في الحرب، هذا واضح". وفي حال وقوع حرب واسعة النطاق مع إيران، فمن المؤكد أن حزب الله سيستهدف إسرائيل بقذائف المدفعية والصواريخ. وتفاخر حسن نصر الله مؤخراً بأن هذه الترسانة "تضاعفت 3 مرات" منذ حرب عام 2006، وأنها باتت تشتمل على أسلحة قادرة على ضرب أي شيء من الحدود الشمالية إلى إيلات (جنوباً). إعادة إسرائيل للعصر الحجري ويزعم حسن نصر الله أن حزب الله يمكن أن يهاجم شمال إسرائيل طالما استمر أي صراع، لكنه شدد أيضاً على ضعف المراكز السكانية الإسرائيلية والبنية التحتية الحيوية ووصفها بأنها "أوهى من بيت العنكبوت". وخلص نصر الله إلى القول: "سنرى من سيحول الآخر إلى العصر الحجري." لكن على الرغم من كلامه، فإن نصر الله لا يريد الحرب مع إسرائيل في الوقت الحالي، وفق المقال في هآرتس، خاصة بعدما كشفت إسرائيل ودمرت أنفاق حزب الله الهجومية التي تخترق إسرائيل، وبالنظر إلى الهجوم الإسرائيلي المستمر ضد الحشد العسكري والاستخباراتي الناشئ لحزب الله على الجانب السوري من مرتفعات الجولان. استراتيجية الحرب بالوكالة علاوة على ذلك، في سياق أي صراع لا يرقى إلى مستوى حرب شاملة، من غير المرجح أن تريد طهران أن تُعرض للخطر أكثر الإنجازات الملموسة لاستراتيجيتها بالوكالة، وهي الموقف العسكري والسياسي والاجتماعي القوي لحزب الله في لبنان. وربما لا تزال إيران تريد أن يقوم حزب الله بالتعامل في ظل هذه الأوضاع، كما أن حسن نصر الله كان واضحاً بأن حزب الله لن يجلس ويراقب، وفق الصحيفة. وأوضح الكاتب أنه "من هذه النقطة يأتي دور جهاز العمليات الخارجية لحزب الله، منظمة الجهاد الإسلامي أو الوحدة 910. فخلال السنوات القليلة الماضية، كانت أنشطة حزب الله وحدة العمليات الخارجية آخذة في الارتفاع، ووصلت إلى الذروة في عام 2008 انتقاماً لاغتيال إرهابي حزب الله عماد مغنية، واستمر فيما بعد كعامل في حرب الظل الإيرانية مع الغرب بسبب برنامج طهران النووي". واستهدف آخر هجوم لحزب الله سياح إسرائيليين في بلغاريا عام 2012. لكن منذ ذلك الحين تم إحباط قائمة طويلة من المخططات الإرهابية الأخرى حول العالم في أماكن بعيدة مثل بوليفيا وقبرص وبيرو وتايلاند والمملكة المتحدة. وتم رصد عمليات مراقبة تنفذها وحدة العمليات الخارجية لحزب الله قبل تنفيذ الضربات التي تم إحباطها في كندا وبنما والولايات المتحدة وأماكن أخرى. جواسيس حزب الله في أميركا وكانت الواقعة الأكثر إثارة للقلق، حسب الصحيفة، هي التي حدثت في الولايات المتحدة وكندا. ووفقاً لما ذكره الادعاء العام الأميركي، تم تكليف عضوين في حزب الله، هما علي كوراني وسامر الدبيك، بمهام مراقبة وتجسس ما قبل العمليات التنفيذية لهجمات محتملة لحزب الله في الولايات المتحدة وبنما. وتزعم السلطات أنه تم إرسال الدبيك إلى تايلاند لإغلاق معمل تصنيع متفجرات تابع لـ "حزب الله"، وأن تكليفات علي كوراني كانت رصد وتحديد أشخاص إسرائيليين في نيويورك، يمكن أن يستهدفهم "حزب الله" بالإضافة إلى التوصل لأشخاص يمكن تجنيدهم لشراء الأسلحة، التي يمكن أن تقوم عناصر حزب الله بتخزينها في المنطقة. كما قام كوراني أيضاً، بحسب اعترافاته، بمراقبة مطارات نيويورك وتورونتو بالإضافة إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي والمخابرات والمرافق العسكرية الأميركية في مدينة نيويورك. تعرض تلك القضية أيضاً لنظرة فريدة حول كيفية ومتى قد تطلب إيران من خلايا وحدة العمليات الخارجية بحزب الله تنفيذ هجمات. وذكر أحد ضباط مكتب التحقيقات الفيدرالي أنه خلال أحد اللقاءات قال كوراني: "أنا عضو في الوحدة 910، المعروفة أيضاً باسم الجهاد الإسلامي أو العمليات السوداء لحزب الله. وتسيطر إيران على هذه الوحدة". إدارة الوحدة 910 وبحسب أقوال كوراني، تقدم الوحدة 910 تقاريرها داخل حزب الله مباشرة إلى حسن نصر الله، لكن إيران تشرف على عمليات الوحدة. ومضى كوراني في وصفه لمكتب التحقيقات الفيدرالي بأنه جزء من "خلية نائمة"، وأوضح "سيكون هناك بعض السيناريوهات التي تتطلب اتخاذ إجراء أو سلوك من جانب أولئك الذين ينتمون إلى خلية نائمة". وقال كوراني إنه في حالة خوض الولايات المتحدة حربا ضد إيران، فإن الخلية النائمة في الولايات المتحدة تتوقع أن يتم استدعاؤها للعمل. وأضاف كوراني أنه إذا كانت الولايات المتحدة ستتخذ بعض الإجراءات غير المحددة التي تستهدف حزب الله ونصر الله نفسه أو المصالح الإيرانية، "في تلك السيناريوهات، فإن الخلية النائمة ستنطلق أيضاً". هجمات صاروخية في حالة الحرب مع إيران، يمكن لحلفاء فيلق القدس في المنطقة إطلاق صواريخ أو تنفيذ هجمات أخرى تستهدف إسرائيل، قالت الصحيفة. وأضافت "يبدو أن إيران توسطت في اتفاق مع حماس تقوم بموجبه المجموعة بتنفيذ هجمات تستهدف إسرائيل من غزة في حالة اندلاع أعمال قتال على طول الحدود الشمالية لإسرائيل. ويمكن للمسلحين العراقيين إطلاق الصواريخ على إسرائيل من غرب العراق، أو مساعدة إيران في نقل الصواريخ إلى لبنان لكي يطلقها حزب الله من هناك. كما يمكن أن يستهدف عناصر حزب الله إسرائيل من الجانب السوري من مرتفعات الجولان، أو عبر الحدود اللبنانية". لكن، وحسب الصحيفة، "سيستدعي أي من هذه السيناريوهات رد فعل انتقامياً إسرائيلياً عنيف، في حين أن الهجمات الإرهابية التي تقوم بها خلايا سرية لا تقدم في كثير من الأحيان ما يعد أهدافاً سهلة للانتقام". وربما تعد الإجراءات الوقائية الإسرائيلية التي تستهدف شحنات الأسلحة لحزب الله الوكيل الإيراني وأنفاق الهجوم والخدمات اللوجستية والتمويل ذات فعالية لتقويض قدرات إيران وحرمانها من خيارات الهجوم المختلفة، وفق "هآرتس". لكن إذا اندلعت الأعمال العدائية بين واشنطن وطهران، فمن المرجح أن تكون المصالح الأميركية والإسرائيلية مستهدفة من قبل مجموعات بالوكالة الإيرانية، بما في ذلك عناصر "العمليات السوداء لحزب الله"، على ما ذكرت الصحيفة الإسرائيلية.

مشاركة :