كمجتمع مستهلك اعتدنا استقبال أدوات التكنولوجيا من الغرب والاستفادة من الخاصيات التي تأتي بها تلك الأدوات من تسهيل الأعمال وتوفير الوقت واختصار الجهد وتقريب البعيد. هناك مقولة شائعة عن إتيان التكنولوجيا بالمفيد والضار معا لكن عدا عن الإستثناءات الضئيلة القاعدة أنها تأتي بالفائدة وفقط مستخدميها قد يسخروها للضرر بإساءة استخدامها. خاصيَّة المجموعات ضمن تطبيق الواتس آب هي أحد نعم التكنولوجيا الحديثة التي ساهم البعض منا بقصد أو بغير قصد الى تحويلها لنقمة يتفاداها ويهرب منها البعض الآخر. وقد لامست تضجر الناس حولي من سوء أدب الآخرين في تطفلهم على خصوصية الغير بدون استئذان بحيث يستيقظ أحدهم فيجد أنه قد تمت إضافته لمجموعة لم يوافق على الانضمام لها وقبل أن يستوعب اسم المجموعة وصورة العرض يفاجأ بعدد رسائل المجموعة الذي تجاوز الثلاثمائة بينما هو نائم بسلام. وبينما يبرر منشئو المجموعات المفروضة على أعضائها فعلتهم بأن المضافين يستطيعون ترك المجموعة وقتما شاؤوا يغيب عنهم أنهم يضعون المضافين في موقف محرج معهم ومع بقية أعضاء المجموعة وقد يأخذ كثر منهم ترك أحدهم للمجموعة على محمل شخصي وعند ذلك يكون المنشئين بسوء استخدامهم للخاصيَّة قد تسببوا بفتنة كان من الممكن تفاديها لو أنهم فقط راعوا خصوصية من وثقوا بهم وسلموهم أرقامهم و تحلُّوا بآداب الإستئذان.. ما يقودنا لقصَّة أخرى وهي أنه في حال تم استذان شخص لضمه لمجموعة لها هدف معيَّن ووافق _وعادة تنشأ المجموعات بغرض محدد كتواصل عائلي أو دراسي أو ثقافي الخ_ قد يجد بين الأعضاء من يتبادلون رسائل خاصة على صفحة المجموعة لايمكن بأي حال أن تحقق هدف المجموعة أو حتى فائدة تذكر لبقية الأعضاء.. كأن يسأل أحدهم الآخر ما إن كان يعرف فلان أو له صلة قرابة بعلاَّن أو متى سيسافر وأين.. الى آخر ذلك من أحاديث جانبية كان يمكن أن تأخذ مكانا على صفحاتهم الشخصيَّة بلا داعي لإزعاج المجموعة وهدر وقتهم في قراءة ما ظنُّوا أن يجدوا بين أسطره فائدة. في نفس السِّياق لا بد من ذكر ما غدت تشكِّله هذه المجموعات من أرض خصبة للإشاعات يتناقل سكانها الأخبار بدون تثبت من صحَّتها أو الإتيان بمصدرها على الأقل.. ناهيك عن أن خطورة نقل الإشاعات تزداد مع وجود أعضاء يصدقون كل ما يقرأون تلقائيا ويتفاعلون مع الخبر بحماس ويعيدون نقله للمجموعات الأخرى وينفرط على أيديهم عقد الفتن بلا ذنب سوى الجهل وربما قليلا من الكسل. مجموعات الواتس آب نعمة للتواصل وتبادل الآراء والإحاطة بما يحدث حولنا فلنتلتزم بآداب استخدامها حتى لا ينفر الناس منها ومنَّا. @tamadoralyami alyamit@gmail.com
مشاركة :