أكد الشاعر علي الدميني أن رواية شيخة للراحل على بن حسن أبو السعود تجسد مدى ولاء أبناء الوطن لوطنهم وحرصهم على سلامته، جاء ذلك في ندوة بعنوان «علي أبو السعود»، نظمها منتدى الحضارات البارحة الأولى بالقطيف. فيما أوضح محمد رضا نصر الله (عضو مجلس الشورى) أن التاريخ الأدبي سوف يقف أمام ما كتبه علي أبو السعود، ففي هذه الرواية نجده يزاوج بين المادة التاريخية الدقيقة والتعبير السردي المتفوق، ولعل سؤالا عريضا يثار هنا وهو: كيف تسنى لأبي السعود أن يكتب هذا النص في تلك الحقبة، وبهذا الإتقان، وبمن تأثر، وما هي مرجعيته. وقال راعي منتدى حوار الحضارات الإعلامي فؤاد بن عبدالواحد نصر الله إن «الراحل (أبو السعود)، وبلا شك، قد استفاد من الروايات العربية الكلاسيكية التي قرأها لكتاب عرب آخرين، لكنه لم يستغرق في محاولة التقليد، بل امتلك القوة والشجاعة الإبداعية كي ينفلت من هذا القيد، فراح يتحدث عن أبطال من مجتمعه الذي عايشه وفهمه، وقاسمه طموحاته، فنحت شخصياته، وأجرى حوارا ناضجا بين أبطال الرواية، متلمسا حلولا سردية في غاية العمق.. لقد تمكن علي أبو السعود من استعراض خريطة الواقع، وذكر طرفا من الأحداث التي جرت في القرن الثالث عشر الهجري (القرن التاسع عشر الميلادي) متسلحا بمراجع موثقة قرأها، وبمرويات شفاهية وصلته من شخصيات عاصرها». وقال الأديب عدنان العوامي إن «الراحل شخصية متعددة الجوانب، شمولية المواهب، ذات أفق واسع في الأدب والشعر والحضور الاجتماعي، وما يتسم به أنه له نكهة خاصة في عطائه للمجتمع، لم يكن يعمل من أجل الثناء ولا من أجل المصالح الشخصية، وإنما كرس حياته لخدمة وطنه ومواطنيه، فهو بذلك مصدر فخر واعتزاز لكل أبناء الوطن». وقال العبدالمحسن إن «الرواية التي كتبت في عام 1373 هـ قبل وفاة مؤلفِها بعام، أي قبل أكثر من ستين عاما، كتبت في زمن لم تكن الرواية شائعة حتى قراءة، ولم يكن الزمان زمانها لا اقتصاديا، ولا اجتماعيا، ولا فكريا، وإذا كان هناك لها حضور، فهو محدود ومقتصر على ثلة من قراء محدودين أيضا، أي أن كاتب رواية شيخة لم يكن له سند فني محلي يعتمد عليه، ولم تكن بين يديه نماذج سردية ليحاكيها، وتحرضه على المغامرة في خوض تجربة تحاشاها الآخرون من قبله، ومن بعده من حملة الأقلام، مما يخولنا أن نعد هذه الرواية سابقة فنية في أدبنا، وأن نصف مبدعها بالمبتكر الأول لهذا الفن الأدبي محليا، لم يسبقه ــ بحسب علمي ــ أحد».
مشاركة :