الفقدان شعور لا يعرفه جيداً سوى من ذاق من كأسه... لكنه لا يرتبط فقط في فقد الأشخاص، بل متصل بفقداننا الفرح والسعادة، أو حتى فقداننا لأنفسنا وسط مشاغل هذه الحياة.ودائماً تجدنا نشعر بلوعة هذا الفقد عندما تحين أوقات الفرح والسعادة، وتجد الجميع محاطاً بمن يحب، أو يفعل ما يحب، وهنا تأتي تلك اللحظة التي تمرّ كأنها أعوام مديدة تكاد لا تنتهي.في عيد الأضحى، استطلعت «الراي» آراء عدد من الفنانين حول ما يفتقدونه بشدّة في العيد الحالي، فجالوا وغاصوا في أعماق أنفسهم، حتى جاءت ردودهم عفوية، كأنهم أعادوا مجدداً إحياء شيء ما حاولوا جاهدين تجاوزه لإكمال مسيرة الحياة.في البداية، كان الحديث مع الفنان عبدالرحمن العقل، الذي انطلقت كلماته بالقول: «أكثر من أفتقده هو أخي وعضيدي - رحمه الله - فهو أعز ما عندي، لكن هذه هي سُنّة الحياة، ولا يسعني سوى القول دائماً الحمدلله على كل حال، ورسالتي إلى الجميع (استأنسوا بالعيد مع بعضكم وافرحوا). وفي هذه المناسبة أتوجه بأسمى التهاني والتبريكات إلى حضرة صاحب السمو وولي عهده الأمين، وإلى حكومتنا وممثلي الشعب من دون استثناء وكل أهل الكويت (عسى الله يديم علينا نعمة الأمن والأمان)».وأكمل العقل: «نحن الفنانين جميعاً لا نعرف لذة الاحتفال بالعيد كحال البقية، وربما يسنح لنا قليل من الوقت في فترة الصباح نلتقي فيه الأحبة والأهل ومن ثم نتوجه مباشرة وقت العصر إلى المسرح كي نتجهز للقاء جمهورنا، وكل ذلك في سبيل لقمة العيش».وبدورها، تحدثت الفنانة ريم ارحمة، وقالت: «الإعلامية والفنانة صابرين بورشيد - رحمها الله - هي أكثر إنسانة أفتقدها في عيد الأضحى الحالي، الكلمات ربما لن تستطيع التعبير عما في قلبي، لكنها كانت أكثر من زميلة عمل بالنسبة إليّ، فهي الأخت والصديقة التي عشت معها أجمل السنوات، والتي اجتمعت وإياها في أحلى الأعمال الدرامية، فقدها كسرني من الداخل، لكن هذه إرادة الخالق، ولأنني أحبها لا يسعني سوى الدعاء لها بالرحمة والمغفرة».وتبعها في الحديث الفنان خالد العجيرب، الذي قال: «بالنسبة إليّ أكثر شيء أفتقده هو جلوسي مع عائلتي منذ صبيحة العيد إلى ما بعد الغداء، ولن تصدق أنني لم أستمتع بهذا الأمر وحلاوته منذ العام 1997 بسبب ارتباطي بالعروض المسرحية. كذلك، تخيل لو كانت عروضنا المسرحية تقدّم خارج الكويت، وتصادف توقيتها مع عرس لأحد أبناء العمومة أو أبناء الاخوال الأقرباء، حينها (يزعل عليك، وتبتلش تراضيه)، بعض الناس لا ترحم».وأردف: «كل الإخوان فيهم الخير والبركة، لكن يبقى هناك شخص أقرب من البقية، لذلك بالنسبة لأكثر إنسان أفتقده هو شقيقي سلمان – رحمة الله عليه – لأنه بالنسبة إليّ وردة العيد بل (شوفته عيد)، إذ تجمعنا ذكريات عشناها معاً لن تنسى وتمحى من الذاكرة والوجدان ما حييت». أما الفنانة رانيا شهاب، فقالت: «في كل عيد أضحى اعتدت أن أتواجد في مصر وأن أضحي بنفسي، وهو الأمر الذي لن أفعله هذا العام بسبب ارتباطي مع المسرحية الكوميدية (رحلة بدينار ونص) الذي حال دون ذلك، ودفعني للبقاء في الكويت وحيدة بعد شدّ جميع أفراد أسرتي الرحيل متوجهين إلى مصر لقضاء الإجازة هناك. لن تصدق أن هذه المرة الأولى التي أقضي فيها أيام عيد الأضحى بعيداً عن أفراد عائلتي، وتحديداً والدي ووالدتي، كما أشتاق إلى هذه اللمة معهما في الصباح، وتناول (فتّة اللحمة) من يدي والدتي».من جانبه، تحدث الفنان شهاب حاجية، فقال: «في عيد الأضحى نفتقد كفنانين الوقت الذي يسمح لنا بزيارة أهلنا والتواصل معهم، لكن هذا العام الوضع مختلف بالنسبة إليّ لأنني أشارك في مسرحية (رحلة بدينار ونص) وعروضنا تبدأ من الساعة 9 مساء، وبالتالي سيكون هناك متسع من الوقت أقضيه مع الأسرة على عكس السنوات الماضية (ما كنّا نعايد أهلنا، ولا ندري عنهم)». وأردف مشيراً إلى الإنسان الذي يفتقده، بقوله: «لا شكّ أنني في هذه الأيام وفي كل يوم أفتقد لمّة وضحكة وحديث والديّ رحمهما الله».أما الفنانة نورا محمد، فقالت بدورها: «أكثر ما أفتقده في عيد الأضحى الحالي والدتي رحمة الله عليها ودعاءها لي ولمسة يديها والنظر إلى وجهها. كما أفتقد أن أذهب برفقتها إلى الزوارة وجمعة العائلة، لكن الحمد لله في هذا العام سأتمكن من القيام بدوري الاجتماعي وأن أصل الرحم وأمارس هذه العادة الجميلة (عساها ما تنقطع) من دون أن أكون مهملة في الوقت ذاته لعملي، بسبب امتلاكي للوقت الكافي»، وأضافت بالقول: «إلى جانب ذلك كله أشعر بالحنين والفقد لطعم كعك العيد المصري الذي كانت والدتي تحضره لي، وصحيح أنه متوافر في كثير من أفران السوق، لكنه بالنسبة لي لا يضاهي لذة وحلاوة ما كانت تحضّره الغالية».ثم تبعها الفنان أحمد إيراج، وبادر قائلاً: «لم أكن مخططاً للاجابة بهذه الطريقة، لكن بمجرد ما طرحت السؤال عليّ حتى طرأ في مخيلتي بسرعة صورة الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا، وشخصياً أرجع السبب لأننا اعتدنا في كل الأعياد على مشاهدة أعماله المسرحية وعلى التواصل معه ومعايدته، لأنه كان حريصاً على التواصل مع الجميع والرد على جميع الاتصالات والمسجات التي تأتيه، وفي هذه المناسبة أريد انتهاز الفرصة لأدعو له بالرحمة والمغفرة ولجميع الفنانين ممن رحلوا عن هذه الدنيا من دون استثناء، وتركوا في ذاكرتنا صورة جميلة»، وأردف: «إلى اليوم ما زلت أحتفظ بـ(مسج) بيننا أقرأه بين الحين والآخر، صحيح أنه رحل عن هذا العالم، لكنه ما زال في قلوبنا، وفي كل لحظة، وفي كل فن وزاوية بالكويت».بدورها تحدثت الفنانة مرام البلوشي، وقالت: «أكثر إنسان أفتقده هذه الأيام هو زوجي (أبو العيال) كونه متواجداً في أطهر بقاع الأرض يؤدي فريضة الحج (عسى ربي يتقبل منه، ويرده لي سالما)، وما يحزنني أنني لن أكون هنا في استقباله بسبب ارتباطي مع فريق مسرحية الرعب الفكاهية (خطوات الشيطان) والتي ستعرض في خارج الكويت». وأكملت البلوشي: «في حقيقة الأمر يؤسفني القول إننا أصبحنا مفتقدين البركة والحرص على قراءة الأدعية بهذه الأيام الفضيلة – العشرة – التي يجب اغتنامها بالشكل الصحيح قدر المستطاع، لأنني لاحظت أن الكثير من الناس لم يعودوا يتداولون هذه الأمور وأصبحوا (لاهين) في مشاغل الحياة».
مشاركة :