تدفق حجاج بيت الله الحرام من شتى أنحاء العالم، أمس الأحد، يوم النحر أول أيام عيد الأضحى المبارك، على مشعر منى لرمي جمرة العقبة الكبرى. وتربط المملكة سمعتها بإشرافها على الحرمين الشريفين في مكة والمدينة، وعلى تنظيم الحج. ونشرت السعودية عشرات الآلاف من أفراد قوات الأمن والمسعفين، كما تستخدم التكنولوجيا الحديثة بما فيها طائرات استطلاع مسيّرة، للحفاظ على النظام. وجاء ما يقرب من مليونين ونصف المليون حاج، أغلبهم من خارج السعودية، لأداء الفريضة التي تستغرق خمسة أيام ويطلب منهم اتباع جدول زمني محدد بدقة وحرص، لأداء كل الشعائر وسط إجراءات وترتيبات سعودية تستهدف الحيلولة دون حدوث تدافع، وهو هاجس دائم في مواسم الحج. وتوافد الحجيج بملابس إحرامهم البيضاء في ظل رقابة وثيقة على جسر الجمرات المؤلف من ثلاثة طوابق لرمي العقبة الكبرى. وقد شيّد الجسر لتخفيف الزحام بعد وقوع حوادث تدافع في سنوات سابقة. وكانت شعيرة رمي الجمرات في الماضي، إحدى الشعائر التي يواجه حجاج بيت الله مشقة في أدائها. أما اليوم وبعد التنظيمات والمشاريع الضخمة فأصبح الرمي أكثر يسراً وسهولة. وتعد منشأة الجمرات من أبرز المشروعات في مشعر منى؛ إذ بلغت تكلفتها الإجمالية أكثر من 4 مليارات و200 مليون ريال، وطاقتها الاستيعابية 300 ألف حاج في الساعة، كما نفذت بطول 950 متراً، وعرض 80 متراً. وصممت على أن تكون أساسات المشروع قادرة على تحمل 12 طابقاً، وخمسة ملايين حاج في المستقبل إذا دعت الحاجة لذلك. وبحسب تقرير لوكالة الأنباء السعودية (واس)، يتكون المشروع من خمسة طوابق ارتفاع كل منها 12 متراً، وتتوفر بها جميع الخدمات المساندة لراحة ضيوف الرحمن، بما في ذلك نفق أرضي لنقل الحجاج، بحيث تُفصل حركة المركبات عن المشاة. ويشتمل المشروع على ثلاثة أنفاق وأعمال إنشائية مع إمكانية التطوير المستقبلي، و11 مدخلاً للجمرات، و12 مخرجاً في الاتجاهات الأربعة، إضافة إلى تزويدها بمهبط لطائرات مروحية لحالات الطوارئ، وأنفاق أرضية ونظام تبريد متطور يعمل بنظام التكييف الصحراوي، يضخ نوعاً من الرذاذ على الحجاج والمناطق المحيطة بالجمرات، مما يسهم في خفض درجة الحرارة إلى نحو 29 درجة. ويعد المشروع من أبرز المشروعات التي حرصت قيادة المملكة العربية السعودية على تنفيذها، لتوفير الأمن والسلامة لحجاج بيت الله الحرام، والقضاء على المخاطر التي كانت تحدث بمنطقة الجمرات، وتجنب جميع المشكلات الناجمة عن الزحام الشديد الذي كان يحدث عند رمي الجمرات. ويمثل الحج عماد خطة للتوسع في السياحة، في ظل حملة لتنويع اقتصاد المملكة بدلاً من الاعتماد على النفط. ويُدر الحج ورحلات العمرة، على مدار العام، مليارات الدولارات من إيرادات إقامة الحجاج وانتقالاتهم ومصروفاتهم، وما يشترونه من هدايا. ويهدف المسؤولون لزيادة عدد الزائرين للعمرة والحج إلى 15 مليوناً، وخمسة ملايين على الترتيب، بحلول العام 2020، وزيادة عدد المعتمرين إلى 30 مليوناً بحلول 2030. (وكالات)
مشاركة :