ضيوف الرحمن يرمون اليوم جمرة العقبة الكبرى

  • 9/24/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

مع إشراقة أول أيام عيد الأضحى اليوم تتدفق مواكب ضيوف الرحمن ومن بينهم حجاج الدولة إلى مشعر منى بعد أن قضوا ليلتهم في مشعر المزدلفة وجمعوا الحصى، لرمي جمرة العقبة، ثم يذبحون اليوم الأضاحي في منى، ويحلقون رؤوسهم لبدء التحلل الأصغر، وسيقضي الحجاج في منى أيام التشريق التي تبدأ اعتباراً من غد الجمعة الحادي عشر من ذي الحجة. وكان نحو مليوني حاج وقفوا أمس في موكب إيماني مهيب على صعيد عرفات مؤدين الركن الأعظم، ملبين ورافعين أياديهم بالتضرع إلى الله طلباً للمغفرة والرحمة، كما أدوا صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً في مسجد نمرة، ومن ثم نفروا إلى مزدلفة استعداداً لرمي الجمرات ونحر الهدي والتحلل اليوم. وتهيأ مشعر منى لاستقبال ضيوف الرحمن الذين التأمت جموعهم يوم أمس على صعيد عرفات الطاهر وتوافدت جموع ضيوف بيت الله الحرام مساء أمس إلى مشعر مزدلفة وقضوا ليلتهم وهم يلهجون بالذكر والثناء. خادم الحرمين في منى وفي خطوة لافتة تعكس الاهتمام الفائق، وصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمس إلى منى للإشراف المباشر على راحة حجاج بيت الله الحرام وما يقدم لهم من خدمات وتسهيلات ليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة وأمان، وليطمئن على جميع مراحل الخطة العامة لتنقلات الحجاج في المشاعر المقدسة. وستقوم جموع حجاج بيت الله الحرام صباح اليوم بأعمال يوم النحر ورمي جمرة العقبة الكبرى بسبع حصوات ثم الاتجاه للمسجد الحرام لأداء الركن الثالث من أركان الحج وهو طواف الإفاضة والسعي لمن لم يسع بين الصفا والمروة وسائر أعمال يوم النحر من حلق وتقصير وذبح للهدي والأضاحي والفدي، ثم يعودون مساء لمشعر منى لقضاء الليلة الأولى من ليالي أيام التشريق تمهيداً لرمي الجمرات الثلاث بعد زوال الشمس من يوم غد. خطط ناجحة ومن جهته أوضح وزير الحج د. بندر الحجار أن جميع الخطط التي وضعت لتيسير السبيل للحجاج لأداء مناسك حجهم سارت بكل يسر وسهولة وبين معاليه بأن خطة نفرة الحجاج من مشعر عرفات إلى مشعر مزدلفة يوم أمس تمت بكل يسر وسهولة ثم بفضل المشروعات الكبيرة التي هيأتها الحكومة السعودية. وأسهمت مشروعات الطرق والإنفاق والجسور وما خصص منها للمشاة إسهاماً مباشراً في سهولة حركة السيارات والمشاة أثناء نفرة الحجاج من مزدلفة إلى منى، حيث استوعبت الأعداد الهائلة من السيارات والمشاة بشكل ملحوظ حيث دخلوا إلى منى في وقت قياسي رغم تلك الكثافة. وإلى ذلك، أكد وزير الصحة المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح أن الوضع الصحي للحجاج جيد ولم تسجل أي حالة وبائية إلى الآن، مشيراً إلى أن الوزارة اتخذت هذا العام إجراءات احترازية تحسباً لأي طارئ، مشيداً بأداء المنظومة الصحية بشكل عام وبالتعاون بين الأجهزة الصحية لتقديم خدمات صحية متكاملة ومكملة فيما بينها. تجهيزات 1.100 هيأت أمانة العاصمة المقدسة مواقع الحلاقة بمشعر منى، تحتوي على 1100 كرسي مجهزة وموزعة في مختلف نواحي مشعر منى، ويتركز غالبيتها حول جسر الجمرات. 1.600 وظفت أمانة العاصمة المقدسة حوالي 1600 مراقب صحي مؤقت في مكة والمشاعر، إضافة إلى مراقبي الأمانة البالغ عددهم حوالي 1250 مراقباً صحياً داخل مسطح منى بالكامل. 14.000 جندت أمانة العاصمة المقدسة نحو 14 ألف عامل نظافة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة على مدار الساعة مجهزين بكامل المعدات اللازمة، التي يسهل استخدامها في أماكن الازدحام. 18.000 أرشد الكشافة العاملون في معسكرات الخدمة العامة التابعة لجمعية الكشافة العربية السعودية بمشعر منى حتى يوم الثامن من ذي الحجة أكثر من 18 ألف حاج من مختلف الجنسيات. خطبة عرفة تؤكد رسالة الإسلام السامية ألقى سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ خطبة عرفة -قبل الصلاة-، استهلها بحمد الله والثناء عليه على ما أفاء به من نعم، ومنها الاجتماع العظيم على صعيد عرفات الطاهر، مؤكداً رسالة الإسلام السامية. وقال سماحته: إن من أعظم النعم الهداية للإسلام، والحمد لله أن هدانا للإسلام وشرح صدورنا لقبوله والدخول فيه، والحمد أولاً وآخراً وظاهرًا وباطنًا سرًا وجهارًا، عدد ما خلق وملء ما خلق وملء السماء والأرض. وأكد سماحة آل الشيخ فضل الإسلام، منبع حياتنا ومصدر سعادتنا ودواء جراحنا وشفاء لمريضنا وقائدنا وهادينا إلى الصراط المستقيم ومنظم شؤون حياتنا، مشيرًا إلى أن العهد السعودي يتشرف قادته بخدمة الحرمين الشريفين والاعتناء بهما عناية فائقة. وبشأن اليمن لفت سماحته النظر إلى أن المملكة هبت إلى نصرته بكل ما يمكن من قوة ليخلصوا هذا اليمن السعيد من ظلم الظالمين وعدوان المعتدين عندما استهدفهم الأعداء وقصدوهم بالشر والبلاء. وقال سماحة مفتي عام المملكة: لقد نبت بيننا من أبناء السوء من عرفوا بانحراف أخلاقهم وطيش عقولهم شذوا عن جماعة المسلمين وخرجوا عنهم وكفروهم واستباحوا دماءهم بالأعمال الانتحارية فدمروا مساجد الآمنين، ونسبوا قولهم السيئ ورأيهم الخبيث إلى الإسلام كذباً وزوراً. وخاطب علماء المسلمين بقوله إن الله ائتمنكم على العلم والشريعة، فعلى عاتقكم نشر هذا العلم، وانطقوا بالحق وكونوا مع الحق. ثم وجه سماحته الخطاب لدعاة الإسلام بأن ينشروا رسالة الإسلام السامية وعقيدته الكافية وأخلاقه الفاضلة، وأن يدعوا إلى الله بالحكمة والموعظة والبصيرة، وأن يبينوا للأمة أن الإسلام دين البشرية كلها، مؤكداً أن الإسلام دين عدل وإنصاف ونقاء وطهر ورحمة وسماحة، ويحمي الدماء والأموال والأعراض، ودين يرحم الكبير ويحن على الصغير ويقف مع المظلوم. كما دعا القادة المسلمين إلى أن يتحدوا ليقفوا ضد كل التحديات التي تحاك ضد الإسلام وأهلة، وحثهم على ألا ينسوا ما تحت أيديهم من الشعوب والرعايا وأن ولايتهم عليهم أمانة. وتناول سماحته في خطبته ما يشهده المسجد الأقصى في الوقت الراهن من تدنيس وإيذاء للمصلين والتضيق عليهم.

مشاركة :