الأطفال هبة السماء للأرض، ومنّة الله على الخلق وهدية الخالق للوالدين. وهم وديعة بين أيدينا، يكون قدرها على قدر محبتنا وإجلالنا لمودعها. فالإلمام بخصائص نمو الطفل في مراحله العمُرية المختلفة من أوجب واجبات المربي، وبها يستطيع النّفاذ إلى مكنونات نفسه وما يدور في خَلَده فيستلهم الأسلوب الأمثل في غرس قيمة، أو تعديل سلوك، أو تغيير قناعة، وبهذا يجنّب نفسه الوقوع في تبعات أخطاء الاجتهاد الشخصي الذي يُفضي إلى نتائج عكسية أحياناً. يخطئ من يظنّ أنّ حدود مسؤوليته تجاه طفله تنتهي عند تلبية حاجاته الحسية أو حين يغرقه بطوفان حبّه الأبوي، أو يغدق عليه من اللُّعب، ويحضر له المربية والسائق، إنّ الأمر أبعد من ذلك وأخطر، ولكي نحقق في أبنائنا ما نرتجيه علينا أنّ نتعرف حاجاتهم النفسية والعاطفية والعقلية والاجتماعية. إنّ الصحة النفسية أساس بناء الشخصية المتزنة ولن تتحقق إلا إذا شعر الطفل بالأمن، هذا الشعور منبته الاستقرار الأسريّ الذي يختفي فيه العنف، والسخرية، والإهمال والانفعالات السلبية كالغضب، أو مناقشة المشكلات الأسرية الحسّاسة أمامه، وبدلاً من ذلك يبرز خُلق الرفق واللين والتشجيع بدل التقريع أثناء معالجة الأخطاء، كما يحرص الأبوان على ترسيخ صور التعاون والإيثار وإضفاء البهجة وهما بين أطفالهما.
مشاركة :