قالت صديقتي: أُهديَ إليّ باقة ورد فطرت بها فرحاً، وسارعت إلى أجمل زُهرية فملأتها ماء وأضفت بعض السكر، ثمّ وضعتها على طاولة بالقرب من النافذة، وكنت أُلقي عليها تحية الصباح والمساء وأتحدث إليها، وأُسمعها الموسيقى فذلك يُنعش الورد ويُطيل عمره. قارنت بين سلوك صديقتي وبين سلوك بعض الآباء وتمنيت لو أنّ أطفالهم يحظون بالرعاية كما حظيت تلك الباقة، ومع أنّي أثق في حبّ الآباء أبناءهم إلّا أنّ بعضهم لا يُحسن التعبير عن هذا الحبّ فيحرمهم الشعور بالأمن الذي تنتج عنه ردود أفعال سلبية كالعناد، وسرعة الانفعال، ونوبات البكاء، والخوف، والعدوانية، والانعزال، والتبول اللاإرادي، أو بعض العادات السيئة كقضم الأظافر، ومصّ الأصابع، ورفض الذهاب إلى المدرسة. في تسلسل ماسلو الهرمي للاحتياجات جاء الأمن في المرتبة الثانية بعد الحاجات الفسيولوجية، وذكر أنّه حين يحدث خلل في إحدى هذه الحاجات فإنّه يؤثر سلباً في الحاجات الأخرى، فالطفل الذي يفقد الأمن يفقد الشعور بالألفة، والعلاقات الأسرية، والثقة، وتقدير الذات، واحترام الآخرين، وتتعطل لديه القدرة على الابتكار وحلّ المشكلات، وتقبّل الحقائق. قال تعالى: «الذي أطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خوف» (سورة قريش: الآية 4).
مشاركة :