فجر موت رجل الأعمال الأمريكي جيفري إيبستين، أو انتحاره، كما قالت السلطات الأمريكية، موجة هائلة من التكهنات ونظريات المؤامرة، التي حيكت كلها حول فكرة فضيحة أمريكية هائلة كان يجب تجنبها بإسكات الرجل إلى الأبد، وحماية أسماء وشخصيات بارزة من التورط في القضية الشائكة التي سيزيد من تعقيدها هذا الموت المفاجئ. التساؤلات والنظريات شملت عدة مستويات، كذلك ردود الأفعال، وامتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بالمنشورات والنكات والصور التي تروج لأحداث وروابط أغلبها لا يمت للحقيقة بصلة، ليس من قبل الرواد العاديين فقط بل حتى من قبل سياسيين وصحفيين وشخصيات معروفة. من أبرز الأسئلة التي أثارتها غرابة الحادثة:كيف انتحر إبستين بهذه السهولة في محاولة تعتبر الثانية من نوعها؟ استغرب العديد من متابعي القضية كيف للرجل الذي حاول الانتحار قبل أسابيع، حيث وجد في الثالث والعشرين من يوليو/ تموز فاقداً الوعي في زنزانته وعلى رقبته جروح تشير إلى محاولة انتحار، أن يترك بهذه البساطة لمصيره الذي قرره هو دون رقابة كافية وفاعلة. بحسب نيويورك تايمز فإن حراسه من المفترض أن يلقوا نظرة فاحصة عليه في زنزانته كل ثلاثين دقيقة، إلا أن هذا لم يحصل ليلة الوفاة. كما أن محاولته الأولى وضعته تحت برنامج رقابي صارم لتجنب الانتحار مع متابعة نفسية يومية إلا أن هذا البرنامج تم إيقافه بعد ستة أيام لأسباب غير معروفة، مما عزز من الغموض والتساؤلات والاتهامات والتشكيك بالإجراءات الرسمية. وفي رسالة وجهها السناتور الجمهوري بن ساسي عضو اللجنة القانونية التابعة للغرفة العليا للكونغرس إلى وزير العدل والمدعي العام وليام بار، أشار إلى أن إبستين كان من المفترض أن يكون تحت رقابة مشددة 24 ساعة وأضاف أنه" من الواضح أن رؤوساً ستقع، وأن الضحايا يستحقون مواجهة المعتدي المتسلسل في المحكمة".تورط لأسماء في رأس هرم السلطة السؤال الثاني كان عن تورط أسماء كبرى في نشاطات إبستين وخوفها من افتضاح أمرها، وتوظيف هذا في معارك بين معسكري المحافظين والليبراليين في بلاد تشهد استقطاباً سياسياً واجتماعياً هائلاً مع اقتراب الانتخابات الرئاسية ووجود ملفات سياسية وأمنية مفتوحة لم تجد حلولها وأجوبتها الشافية بعد. لم يكن اسمان محددان ليمرا مرور الكرام في هذه الأجواء، بيل كلينتون ودونالد ترامب، فمعسكر الأول رأى أن ترامب لا شك ضالع في الحادثة، فيما معسكر الثاني أشار إلى تورط الزوجان كلينتون بمقتل إبستين، وهي نظرية قديمة عمرها يقارب العقدين تقول أن الزوجان كلينتون كانا يقتلان أعداءهما سراً، وأذكى نار هذه النظرية مشاركة ترامب تغريدة لأحد الكوميديين المؤيدين له، تيرانس وليامز، يدور فحواها حول حيازة إبستين لمعلومات حول بيل كلنتون ولكن الرجل قد مات الآن! ليتم مشاركة هذه التغريدة 55 ألف مرة. بطبيعة الحال لا يملك أي من المعسكرين أي دليل على ما يسوقانه من تهم ونظريات.هل فعلاً قام إبستين بالموافقة على صفقة لحماية كلينتون، متورط فيها أوباما؟ هذه نظرية أخرى، طفت على السطح مطلع الشهر الماضي بعد القبض على إبستين وعادت للظهور يوم السبت، تتحدث عن صفقة أبرمت سراً عام 2008 مع إبستين يقر فيها بالذنب في تهم تتعلق بتحريض قاصر على ممارسة الدعارة لتجنب مواجهة اتهامات في جرائم أخرى أكثر خطورة، خلال ولاية باراك أوباما وبتخطيط من إدارته، بهدف حماية الرئيس الأسبق وزميله في الحزب بيل كلينتون، إلا أن هذه الصفقة تم إبرامها في زمن جورج بوش الابن قبل تولي أوباما منصبه، واستقال الشهر الماضي على إثر دوره فيها وزير العمل أليكس أكوستا.قصر باكنغهام يخرج عن صمته ضمن الأسماء المتورطة التي ورد ذكرها في التحقيقات وشهادات الضحايا، هي الأمير أندرو الابن الثالث للملكة إليزابيث. فتتهم إحدى الضحايا الأمير الذي ربطته صداقة طويلة برجل الأعمال الشهير، بالاستفادة من الخدمات الجنسية التي كان يوفرها الأخير لمدعويه، حيث أجبرت على المشاركة بنشاطات جنسية مع الأمير في بيت الملياردير في نيويورك. في رد على هذه الاتهامات صرح المتحدث باسم قصر باكنغهام لسي إن إن "أن دوق يورك يدرك أنه لم يكن من الحكمة بشيء لقاء إبستين في كانون الأول/ ديسمبر 2010، وهو لم يره منذ ذلك الحين".في إسرائيل، إيهود باراك يتهرب في إسرائيل وضع موت إبستين رئيس الوزراء السابق والمرشح للانتخابات التشريعية القادمة إيهود باراك تحت المجهر، ففي لقاء مع قناة إسرائيلية قال إيهود باراك: "مثل كثير من الأشخاص المحترمين في الولايات المتحدة، كنت أفضل ألا أكون على اتصال به مطلقًا". وبعد انتشار صورة للسياسي الإسرائيلي في بيت إبستين عام 2016، أكد باراك أنه لم ير على الإطلاق ولا فتاة واحدة خلال مواعيدهما.فرنسا تطالب بالتحقيق طالبت وزيرة الدولة للمساواة بين الجنسين مارلين شيابا، ووزير الدولة لشؤون الصحة أدريان تاكيه بأن لا يكون موت رجل الأعمال باباً لحرمان الضحايا العدالة التي يستحقونها، وطالبا بفتح تحقيق في فرنسا. وفي بيان صدر صباح الإثنين، قال كلاهما إن موت الرجل "يترك العديد من الأسئلة دون إجابة"، كما أن القضاء الأمريكي "كشف روابط مع فرنسا" في ملف القضية، وأكدا "تصميمهما" على "حماية الفتيات الصغيرات من العنف الجنسي". للمزيد على يورونيوز: شاهد: فيديو من العام 1992 يجمع ترامب برجل أعمال متهم بجرائم جنسية انتحار الملياردير الأميركي جيفري إبستين تاجر الجنس والمتهم بالتحرش بالقصّر داخل سجنه
مشاركة :