اتهم قيادي كردي كبير من حركة المجتمع الديمقراطي (تَف ـ دم) التي تُعد من أبرز الحركات المؤسِّسة للإدارة الذاتية المدنية في شمال سوريا وشرقها، تركيا بـ"استغلال" قضية اللاجئين السوريين على أراضيها. كما اتهم قوى من المعارضة السورية التي "تلاقت مصالحها" مع الجانب التركي بـ "تفاقم" أزمة اللاجئين. وقال آلدار خليل، القيادي في حركة المجتمع الديمقراطي في مقابلة هاتفية مع "العربية.نت"، إن "ملايين السوريين الذين فروا من الحرب الدائرة في سوريا إلى تركيا، باتوا في ورطة الآن نتيجة مخططات الدولة التركية حيالهم خاصة مع ترحيلهم من اسطنبول مؤخراً إلى جانب القرارات الأخرى الصادرة بخصوصهم والتي تفيد مصالحها. وعلى سبيل المثال زجّت أنقرة باللاجئين السوريين في معاركها على الأراضي السورية، لتحقيق أهدافها كما جرى في عفرين". كذلك اتهم القيادي الكردي، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بـ"المتاجرة بورقة اللاجئين" والتي هدد بها الاتحاد الأوروبي مراراً وتكراراً. وأضاف القيادي الكردي أن "أردوغان استغل ورقة اللاجئين الذين هربوا من بلادهم تجنباً للموت، فباتَ يهدد أوروبا تارة، وتارة أخرى يفرض عليهم قيوداً يُنفع بلاده من خلالها، بالإضافة إلى أنه زجّهم بمعارك ضمن الأراضي السورية كما حصل في عفرين سابقاً، وها هو اليوم يريد تكرار الأمر ذاته في مناطق شرقي نهر الفرات". وتابع أن "أردوغان يستفيد من هؤلاء اللاجئين الذين يبلغ عددهم نحو ثلاثة ملايين ونصف المليون، كواجهة إنسانية للتدخل بالشأن السوري، بينما في الواقع يستخدمهم كوقود لسياساته التي يريد منها تحصيل مكاسب كبرى، منها زيادة رقعة المناطق الجغرافية التي تحتلها قواته في سوريا". وشدد خليل على ضرورة "عودة" اللاجئين السوريين إلى مناطقهم من تركيا وخارجها. وقال في هذا الصدد إن "عودة الذين هم في تركيا الآن وتحررت مناطقهم من تنظيم داعش، هو حق شرعي، والإدارة الذاتية مطالبة بتسهيل إجراءات عودتهم. إننا في الإدارة نبدي على الدوام جاهزيتنا لذلك ونسعى أن تكون مناطقنا في شمال وشرق سوريا غنية بتكوينها المجتمعي". وأشار إلى أن "الإدارة جاهزة للعب دورها في عودة من هم من خارج مناطق الإدارة كذلك والذين يعيشون بصفة لاجئين في تركيا، وذلك بكل الإمكانات المتاحة من جهة، وفي ظل توفر دعم وتعاون دولي وأممي من جهة أخرى، باعتبار أن هذا الأمر يحتاج جهوداً كبيرة ومستلزماتٍ ضخمة". كذلك لفت القيادي الكردي إلى أن "هدفنا من طرح عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، يأتي لمنع المسّ بكرامتهم وتحويلهم لورقة لتحصيل مكاسب من خلالهم والمتاجرة بهم، كما تفعل تركيا التي تحتل اليوم مناطق سوريّة عدّة. إن تركيا التي دفعت بالإرهابيين والمرتزقة للهجوم على سوريا لا يمكن لها أن تكون مطلقاً في صف من يريد الاستقرار لها، ولولا تدخلها في الشأن السوري لم تكن المشكلة السورية بهذه الحالة من التعقيد اليوم". وتسعى أنقرة لاستخدام اللاجئين السوريين في "المنطقة الآمنة" المُزمع إنشاؤها في شمال وشرق سوريا بالتنسيق مع الولايات المتحدة، لإجراء "تغيير ديمغرافي" على حساب السكان الأصليين وهم الأكراد، كما يقول مسؤولوهم، لكن "معالم" هذه المنطقة لم تتضح بعد رغم الاتفاق الأميركي ـ التركي حولها الأربعاء الماضي، بحسب هؤلاء المسؤولين. ومنذ منتصف شهر تموز/يوليو الماضي، لم تتوقف السلطات التركية عن ترحيل آلاف اللاجئين السوريين من اسطنبول إلى إدلب ومناطق سورية أخرى يسيطر عليها مسلحون موالون لأنقرة، بذريعة عدم وجود بطاقات حماية مؤقتة في حوزتهم والتي تعرف بالتركية بـ"الكيملك".
مشاركة :