أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء أن العالم سيحتفل فى أكتوبر المقبل بملتقى الأديان، على أرض السلام وتعانق الحضارات في "الوادي المقدس طوى" في سانت كاترين.وأوضح عبد الرحيم ريحان لـ"صدي البلد" أن إحدي صور تجسّد تعانق برج كنيسة التجلى مع مئذنة الجامع الفاطمى، والبرج هو برج الناقوس الذى شيده راهب من سيناء يسمى جريجوريوس عام 1817م، ويشمل 9 أجراس معدنية مهداة من الكنيسة الروسية في العام ذاته، وجرس خشبى قديم يستخدم يوميًا.وقال عبد الرحيم ريحان، أما الأجراس المعدنية فتستخدم فى الأعياد وهو البرج الخاص بكنيسة التجلي الذي بناها الإمبراطور جستنيان فى القرن الثالث الميلادى وأطلق عليها اسم كنيسة القيامة، وبعد العثور على رفات القديسة كاترين فى القرن التاسع الميلادى أطلق على هذه الكنيسة اسم كنيسة التجلى وعلى الدير دير سانت كاترينوعن المئذنة أوضح عبد الرحيم ريحان أنها مئذنة الجامع الفاطمى الذى شيده داخل الدير الأمير أبو المنصور أنوشتكين الآمرى فى عهد الخليفة الفاطمى الآمر بأحكام الله عام 500هـ 1106م ناتج العلاقات الطيبة بين المسلمين والمسيحيين والتى بلغت أوجها فى العصر الفاطمى من خلال منشورات الأمان العديدة بحماية الرهبان وأملاكهم ومصالحهم ليصلى فيه البدو الذين يقومون على خدمة الدير من قبيلة الجبالية، وكذلك المسلمون الذين يسكنون فى ضواحى الدير ويقومون على خدمة الدير من نقل المؤن الخاصة بالدير من ميناء السويس وميناء الطور، وكذلك حماية الرهبان وليصلى فيه الحجاج المسلمون في أثناء زيارتهم الدير مع أشقائهم المسلمين فى طريقهم إلى مكة المكرمة للتبرك بالأماكن المقدسة عند جبل المناجاة، فكان ذلك، حيث ترك الحجاج المسلمون كتابات فى تجويف محراب المسجد.وأشار عبد الرحيم ريحان إلى أن المئذنة تقع بالركن الشمالى الشرقى من الجامع مبنية من الحجر الجرانيتى غير المنتظم والدبش المتوفر فى المنطقة، مدخلها فى الضلع الغربى من الدورة الأولى ولها درج خشبى من الداخل، ارتفاعها 12م تتكون من دورتين، الأولى 3.50م طولًا، 3م عرضًا تنتهى بشرفة تبرز 50سم عن سمت الحائط الذى يبلغ سمكه 75 سم.واستطرد عبد الرحيم ريحان، أما الثانية مربعة، طول الضلع فيها 2.55م، وسمك الحائط 45سم، تغطيها قبة ، وتنتمى هذه المئذنة للمآذن ذات الطوابق المربعة المسقط التى عرفت فى العصر الفاطمى ولكنها هنا بشكل أكثر بساطة، وتعتبر أقدم مئذنة باقية من العصر الفاطمى بعد مئذنتا جامع الحاكم.وكشف عبد الرحيم ريحان عن صورة أخرى للتسامح والتلاقي بين الأديان،حيث بنى الإمبراطور جستنيان دير سانت كاترين في القرن السادس الميلادي، ليشمل الرهبان المقيمين بسيناء بمنطقة الجبل المقدس منذ القرن الرابع الميلادي عند البقعة المقدسة التي ناجى عندها نبى الله موسى ربه وتلقى فيها ألواح الشريعة، وبنى المسلمون في العصر الفاطمي جامعًا داخل الدير لتلتقى الأديان في بوتقة واحدة.
مشاركة :