خبير آثار يكشف معالم الشخصية المصرية التي صنعت أعظم حضارة على أرض سيناء

  • 8/17/2019
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

أشاد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بحملة وزارة السياحة،والتى تلقى الضوء على الوجوه المصرية التى تجسّد ثقافتها وهويتها،وتبرز الجوانب الحضارية وهوية مصر من خلال الشخصية المصرية،وقد نشرت الوزارة الفيديو الجديد الخاص لحملة "People To People" بهدف الاحتفاء بالشعب المصرى المحب للسلام.وفى هذا السياق القى ريحان الضوء على الشخصية التى عاشت على أرض سيناء وتفاعلت معها وصنعت أعظم حضارة على أرض الفيروز، منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى نهاية أسرة محمد ،وارتبطت بالبيئة السيناوية وسخرتها واستفادت منها وحولتها إلى طاقة خير. وتابع لموقع صدي البلد:ففى عصور ما قبل التاريخ عاش الإنسان السيناوى الأول فى مساكن دائرية يطلق عليها النواميس،مكونة من بلاطات مسطحة كبيرة من أحجار غير منحوتة دون استخدام مونة وجدت فى مناطق عديدة بسيناء، أكثرها فى عين حضرة قرب سانت كاترين وصنع الإنسان،وكان يعيش على حياة الرعى واصطياد الغزلان والزراعة وتعدين النحاس،حيث عثر بها على رؤوس سهام و قرون غزال،كما استخدمت النواميس كمقابر أيضا.وأكد ريحان أن الإنسان على أرض الفيروز فى عصر مصر القديمة اكتشف الفيروز،واستخرجه من سرابيط الخادم ووادى المغارة بجنوب سيناء والنحاس من وادى النصب، وقد أطلق على سيناء أرض الفيروز نتيجة ذلك.وقال:وسرابيط الخادم جبل صغير مستطيل الشكل قرب ميناء أبو زنيمة والسبب فى التسمية،يرجع إلى لفظ سربوط المعروف عند أهل سيناء بالصخرة الكبيرة القائمة بنفسها وجمعها سرابيط ،وجميع ما فى المعبد من أنصاب مأخوذة من هذا الجبل ، وأعمدة هيكل المعبد تشبه الخدم ذو البشرة السوداء ،لهذا سمى معبد سرابيط الخادم ، وبه هيكل للمعبود سوبد وهيكل للمعبودة حتحور.وأشار إلى وجود الأنباط بسيناء،وهى حضارة عربية قديمة كانت عاصمتهم البتراء بالأردن، وبدأت علاقتهم بسيناء منذ القرن الأول قبل الميلاد وحتى عام 106م نهاية دولتهم رسميًا،رغم استمرار نشاطهم التجارى فى العصر الرومانى والعصر الإسلامى،وما يزال أحفادهم حتى الآن من قبيلة الحويطات. ومن آثار الأنباط بسيناء مركز دينى وتجارى كبير بقصرويت بشمال سيناء، وفرضة بحرية لخدمة ميناء دهب البحرى وهى موقع خدمات الميناء من مخازن بضائع ومكاتب إدارية وسكن عمال الميناء، وقد استخدم فى بنائها الحجر المرجانى شديد الصلابة الذى يقاوم كل عوامل التعرية.ويتوافر هذا الحجر بالمواقع الساحلية بسيناء،ومونة من مركبات كلسية مستخرجة من الشواطئ،بالإضافة إلى معبد نبطى بوادى فيران ومقابر،علاوة على مئات النقوش النبطية بأودية سيناء،وترجمة معظمها تعنى سلام أى كانت سيناء طوال تاريخها معبرًا بسلام لكل الحضارات عبر طرق التجارة والحج.ونوه إلى حياة المتوحدين الأوائل بسيناء الذين هربوا بدينهم من الاضطهاد الرومانى،لكنهم استمروا بها لعشقهم لحياة البادية السيناوية التى تميزت بقدسية المكان من وحى الله عز وجل لنبى الله موسى عليه السلام ونبى الله إيليا عليه السلام، بالإضافة إلى طبيعة المكان المنعزلة المناسب لحياة الرهبنة وتوفر مصـادر المياة من عيون طبيعية وآبار وأمطار.ونشأت بمنطقة الجبل المقدس "سانت كاترين حاليًا"عدة مجتمعات رهبانية زارها كثير من الحجاج المسيحيين، ونحت الرهبان الأوائل قلايا فى حضن الجبل كما بنوا قلايا بالطوب اللبن فى وادى الأعوج بطور سيناء وعاشوا وتعبدوا بها،وأنشأت الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطــور قسطنطين فى القرن الرابع الميلادى برجـين وكنيسة عند شجرة العليقة المقدسة.كما استغل الإنسان على أرض سيناء الأحجار الرملية الجميلة بطور سيناء وشيد دير الوادى 5كم شمال طور سيناء، الذى يعد تحفة معمارية فنية رائعة يحتفظ بعناصره المعمارية منذ إنشائه فى القرن السادس الميلادى فى عصر الإمبراطور جستنيان.

مشاركة :