اشتبك مئات المحتجين الجمعة في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية مع الشرطة في حين بحث رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان اوضاع الاقليم خلال اتصال هاتفي مع الرئيس دونالد ترامب قبيل جلسة لمجلس الامن مخصصة لهذه القضية. ووسط خشية الحكومة المركزية في نيودلهي من الاحتجاجات والاضطرابات، عاشت المنطقة الواقعة في شمال الهند ذات الغالبية المسلمة تحت إجراءات مشددة منذ الأسبوع الأول من أغسطس حين تقرر الحاقها مباشرة بالحكومة الهندية. في الاثناء، قال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي إن خان بحث خلال اتصال مع ترامب مخاوفه حيال "الوضع في كشمير المحتلة"، قبل اجتماع مجلس الأمن الدولي لمناقشة القضية. وفي خطوة نادرة، سيناقش مجلس الأمن الوضع بين البلدين في جلسة مغلقة في وقت لاحق الجمعة، حسبما ذكر دبلوماسيون. وفي سريناغار، أطلقت الشرطة الغاز المسيّل للدموع وكريات من بنادق الضغط لتفريق المحتجين الذين أرادوا التظاهر في الطريق الرئيسي في المدينة بعد صلاة الجمعة. وألقى المتظاهرون الحجارة على الشرطة واستخدموا بضائع المتاجر وصفائح القصدير للاحتماء عندما أطلقت الشرطة عشرات الطلقات على الحشد. ولم يتم الإبلاغ في الحال عن إصابات. وقال أحد المتظاهرين لوكالة فرانس برس "نحاول اختراق الحصار والسير الى وسط المدينة لكن الشرطة تستخدم القوة لمنعنا"، مضيفا ان ثلاثة أشخاص أصيبوا بجروح الخميس في صدامات مع قوات الامن. كما تم الإبلاغ عن صدامات متقطعة في أجزاء أخرى من وادي كشمير، المعقل الرئيسي لمقاومة الحكم الهندي منذ عقود، وحيث الاتصالات مقطوعة منذ أسبوعين تقريبا. وظلت المدن والبلدات الكبرى في وادي كشمير المضطرب خاضعة لحظر التجول ولم تسمح القوات الحكومية بالتحرك سوى بناء على تصاريح خاصة. وأقامت القوات الحكومية حواجز واستخدمت الأسلاك الشائكة لسد الطرق. ولم يُسمح بالتجمعات الكبيرة في الوادي وأغلقت معظم المساجد لليوم الثاني على التوالي. وقال متظاهر لفرانس برس "نريد ما هو لنا. نحن لا نريد شيئاً سوى مطالبة الهند باحترام وعودها". وتابع "لن نتوقف حتى نحقق الاستقلال الكامل عن الهند". وسار المتظاهرون داخل الممرات حاملين أعلاماً سوداء دلالة على الحزن ولافتات تحمل شعارات بينها "اذهبوا إلى الهند، عودوا أدراجكم". اندلعت الاشتباكات فيما أعلن مسؤول رفيع أنّ السلطات ستشرع في إعادة الخطوط الهاتفية في كشمير مساء الجمعة، بما في ذلك سريناغار. ولم يوضح بي في آر سوبرامانيام، إن كان سيعاد تشغيل الهواتف المحمولة وشبكة الإنترنت. وقال إن إعادة الخطوط "ستُبقي في الاعتبار التهديد المستمر الذي تمثله المنظمات الإرهابية في استخدام الاتصالات المحمولة في الأعمال الإرهابية المنظمة". وإزاء الخشية من رد فعل غاضب وعنيف بعد إنهاء الحكم الذاتي لكشمير، نشرت الهند عشرات الآلاف من عناصر القوات الإضافيين، الذين انضموا إلى نصف مليون منتشرين فيها أصلاً، كما قيّدت بشدة التحركات والاتصالات. واحتجزت السلطات أكثر من 500 شخص بينهم سياسيون كشميريون وأساتذة جامعات وكبار رجال الأعمال وناشطون. وتم اختصار شعائر الاحتفال بعيد الأضحى الإثنين وظل مسجد سريناغار مغلقاً مذاك ولم يفتح أمام المصلين الجمعة. وقال سوبرامانيام إن الحكومة تستهدف "العودة إلى الحياة الطبيعية في أقرب وقت مع ضمان عدم إعطاء القوات الإرهابية الفرصة لنشر الفوضى كما في الماضي". رغم التشديد الأمني، نظمت احتجاجات معزولة، بما في ذلك يوم الجمعة الماضي عندما قال سكان إن حوالي ثمانية آلاف شخص خرجوا إلى الشوارع وإن الجيش استخدم بنادق ضغط في مواجهة المتظاهرين. ولم تؤكد الحكومة الهندية حدوث صدامات إلا بعد عدة أيام، وحملت مسؤوليتها لمن وصفتهم بانهم "لصوص" رشقوا قوات الأمن بالحجارة. وقالت إن قواتها ردت على ذلك "بانضباط". وقسمت كشمير بين الهند وباكستان منذ استقلالهما عن بريطانيا عام 1947. وقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، معظمهم مدنيون، في انتفاضة ضد الحكم الهندي اندلعت منذ عام 1989. وكانت كشمير سبباً لحربين وصدامات لا حصر لها بين الخصمين اللدودين المسلحين نووياً، آخرها في فبراير الماضي. وقال مسؤولون في الجزء الذي تسيطر عليه باكستان من كشمير الخميس إن ثلاثة جنود لقوا حتفهم في قصف هندي عبر خط المراقبة وهو بمثابة حدود فعلية بينهما، وقتل آخران في حادث منفصل. وقال الجيش الباكستاني أيضا إنه رد على إطلاق النار ما أدى إلى مقتل خمسة جنود هنوداً. لكن متحدثًا باسم الجيش الهندي نفى ذلك في تصريح لوكالة الأنباء الهندية مساء الخميس.
مشاركة :