اتجاهات تكنولوجية تصوغ عالم اللوجيستيات «2 من 2»

  • 8/17/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

إن خدمات الخزانة يمكن أن تكون ذات أثر تحولي، ولا سيما في البلدان التي تكون فيها المرحلة الأخيرة ــ وهي التسليم عند الباب ــ هي الأكثر صعوبة. وتقدم إندونيسيا مثالا جيدا لهذا النمط. يحدث اقتصاد المشاركة أثرا تحوليا بالفعل في عديد من القطاعات، بما في ذلك اللوجيستيات؛ ففي الأعوام الأخيرة، شهدنا إزالة الأصول في شركات اللوجيستيات، وظهور المنصات اللوجيستية التي تتيح تقاسم الخدمات وتوحيدها. واليوم، قد تعمل شركة لوجيستيات من دون امتلاك شاحنة واحدة أو مخزن واحد؛ فعلى سبيل المثال، تربط شركات مثل فليكس بين مؤسسات تجارية تحتاج إلى قدرات تخزينية مرنة وبين مالكي المخازن ممن تتوافر لديهم تلك المساحات، فشركة فليكسبورت هي شركة شحن تجمع عديدا من الناقلين عبر منصة واحدة تتيح للشاحنين إجراء تعديلات على المتغيرات ذات الصلة، حتى يصلوا إلى التكييف الملائم لعملية الشحن، وتقدم شركة شيبواير سوقا لو جيستية لخدمات القيمة المضافة تتيح للشركات إرسال المخزون إلى أي مستودع وتخزينه لحين طلبه، وذلك بتوفير نظم متكاملة لإدخال الطلبيات، تنظم تسلم البضائع وتسليمها. وعن طريق استخدام منصات مشتركة، يمكن للاقتصاد التشاركي أن يصل إلى التوافق بين العرض والطلب بجزء طفيف من التكلفة التي يواجهها الوسطاء التقليديون، ويزيد هذا من كفاءة عمليات الشحن ويخفض من تكاليفها، وهناك زيادة حادة في الطلب على الخدمات والمنصات اللوجيستية التي تربط بين الموردين والمستهلكين، مستفيدة من زيادة القدرة على خفض التكاليف. هذا المفهوم يمكن أن يكون مفيدا بشكل خاص في البلدان ذات النظم اللوجيستية المجزأة، مثل فيتنام، حيث تهدف الأطراف الفاعلة المحلية كشركة أهاموف إلى معالجة التجزؤ الشديد وعدم كفاءة النظم اللوجيستية في ذلك البلد. ويمكن أن تحدث منابر اللوجيستيات المشتركة أيضا أثرا تحوليا، حيث حققت وفورات الحجم والكفاءة في بلدان مثل إندونيسيا، والفلبين اللتين لديهما مناطق ريفية شاسعة، وعديد من المجتمعات المحلية النائية. تستفيد الشركات في كل قطاع بالبيانات الكبيرة للتوصل إلى رؤى تستند إلى بيانات دقيقة في عملية صنع القرار، وتتيح البيانات الكبيرة تحديد الاختناقات والفرص للإجراءات التدخلية. وفي عالم اللوجيستيات، تقدم البيانات الكبيرة حلولا لمشكلات واسعة التنوع، كتعظيم المسار القصير الأجل والآني إلى التخطيط الشبكي الاستراتيجي، الذي هو التنبؤ بالطلب طويل الأجل على النقل. في الوقت الراهن، تُستخدم البيانات التي تتيحها أجهزة التتبع لتحديد المواقع لفهم الاختناقات، فالحاويات الذكية تتيح للشركات تقديم خدمات القيمة المضافة مثل التأمين على البضائع، ورصد وضع البضائع العابرة "استخدام القدرات الخاصة بتحديد المسار وتعقب البضائع"، واستخدام التحليلات التنبؤية، للاستجابة على نحو أكثر ذكاء وسرعة، من أجل الوفاء بتوقيت التسليم القصير للغاية. ففي جنوب شرق آسيا، تتيح بيانات شركة جراب تاكسي لسيارات الأجرة الاطلاع على خرائط الحرارة، لمساعدة صانعي السياسات على إيجاد حلول لمسائل الازدحام، وفي كمبوديا وميانمار، تستخدم شركة Drvr ومقرها تايلاند البيانات الكبيرة لحل مسألة سرقة الوقود؛ فسائقو الشاحنات في هذين البلدين غالبا ما يتوقفون في منتصف الرحلة لنزح الوقود من مركباتهم للاستعمال الشخصي، ما دفع شركات اللوجيستيات إلى خفض رواتب سائقيها، وتستخدم شركة Drvr البيانات الكبيرة لتتبع تلك الشاحنات وكشف هذه الفروق، ما يساعد على منع عمليات السرقة، ومكافأة السائقين الذين يتسمون بالنزاهة. ومن شأن زيادة استخدام الهواتف المحمولة ــ خاصة في أسواق مثل ميانمار التي تشهد قفزة في سبل الاتصال بالإنترنت ــ تحفيز مزيد من هذه الشركات على الاستفادة من البيانات اللوجيستية. واستشرافا للمستقبل، يحيط قدر كبير من الغموض بسيناريوهات تحقيق أثر أكبر من خلال استخدام التكنولوجيات اللوجيستية. إن كثيرا من الاتجاهات لم ينضج بعد، لكن هذه الاتجاهات قد تحدث أثرا تحوليا في البلدان النامية، ويمكن أن يساعد تعديلها الأسواق الناشئة على تحقيق تقدم سريع نحو تعزيز اقتصادها، والمضي نحو مستوى من التنمية الاقتصادية أعلى كثيرا.

مشاركة :