سوق عكاظ يَسرُد قصص تاريخ العُظماء العرب وأمجادهم قديماً ويستذكره في الحاضر الأوفياء

  • 8/18/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الطائف – واصل – حياة الدخيل : يجتمع في سوق عكاظ التاريخي الذي يُعد ملتقى للعرب ، حقب ما قبل وبعد ظهور الإسلام ، التي تعود إلى 1500 عام ، حيث القيم المعرفية بشتى ألوانها ، وتواجد الأدباء ، والشعراء ، وكافة المهتمين بتاريخ العرب القديم ، ويقدم السوق الندوات الثقافية ، والأمسيات الشعرية ، والأدبية ، إضافة لتنظيم عدداً من المسابقات والفعاليات الأدبية على مستوى العالم العربي ، وتشمل الشعر الفصيح والعامي ، والقصة القصيرة ، والرسم ، والأعمال الحرفية ، والتصوير الفوتوغرافي . وكانت اللبنة الأساسية والناوة ، لتحديد موقع سوق عكاظ من اهتمامات الملك فيصل -رحمه الله- ، حيث تم تشكيل لجنة برئاسة الشيخ محمد بن البليهد ، والدكتور عبدالوهاب عزام – رحمهما الله- ، مع فريق آخر ساعدهم على هذه المهمة ، وكلّفهم حينها الملك فيصل -رحمه الله- بتحديد موقع سوق عكاظ بالطائف ، وذلك في حديث لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ يقول “أتذكر أننا خرجا في يوم من الأيام مع الملك فيصل وجلسنا تحت ظلال شجرة كبيرة في ذلك الشعيب ، فمد يده الكريمة وأشار على هذا الموقع الذي فيه سوق عكاظ اليوم ، وقال هذا هو سوق عكاظ في السابق. وأكد الأمير خالد الفيصل ، إبان إعلان أسماء الفائزين بجوائز سوق عكاظ في دورته العاشرة ، على الدور الرائد والدعم المتواصل من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – للثقافة في منطقة مكة المكرمة خاصة ومناطق المملكة عامة ، ورعايته – أيده الله – لسوق عكاظ ليُقدم على أنه مركز حضاري سعودي عربي إسلامي عالمي ، منوهاً سموّه بأن السوق لن يبقى سجين الماضي بل يحول إلى واقع الحاضر واستشراف المستقبل ، وسيُقدم فكر وثقافة هذه البلاد للعالم أجمع . وقال سموه : ” لم يتم استدعاء سوق عكاظ من الماضي بعد فترة طويلة ليكون سجيناً للماضي بل جاء ذلك لتحويل ماضي السوق إلى واقع الحاضر واستشراف المستقبل، وأن يقدم فكر وثقافة المملكة العربية السعودية للعالم أجمع ، وأن يتحدث عن التاريخ العريق للثقافة والفكر والحضارة العربية والإسلامية التي انبثقت من الجزيرة العربية، وأن يكون السوق نافذة على المستقبل يطلع من خلالها المواطن السعودي وخصوصاً الشباب والفتيات إلى ما يخطط لمستقبل هذا العالم ومستقبل الإنسان على الكرة الأرضية ” . وكشف صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل ، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده آنذاك عقب تكريم الجهات المشاركة في دعم سوق عكاظ ، عن إنشاء مدينة كاملة استثمارية لسوق عكاظ ، وسيعلن عن ذلك من قبل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ، لافتاً الانتباه إلى أن أجهزة الدولة تعد دراسات متكاملة للسوق . ويلمس زائر سوق عكاظ الـ13 ضمن “موسم الطائف” في حلته الجديدة لهذا العام ، الذي نظمته الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ، حجم الجهود الجبارة والهمم العالية التي وقفت خلف كل ما تحقق من الإنجازات في تغيير ملامح السوق الذي اعتمد في تنفيذ بناء أجنحته وتصاميمه بطابع تراثي يعكس التراث الوطني والتاريخ الإسلامي . وتحققت هذه الجهود في إعادة هيكلة البنية التحتية للسوق وبناؤها من جديد بمشاركة ١٤ مهندساً ومهندسة من أبناء الوطن بدءًا من التصميم وحتى مرحلة التشغيل ، والتي تمت خلال ٩٠ يوماً في تحدي تم خلاله إنجاز العمل حسب المخططات المطلوبة والتصاميم المقترحة ، كما شارك في هذا العمل الضخم مجموعة من الفنيين السعوديين الذين أسهموا في تنفيذ وتشغيل العديد من الفعاليات . ومنذ اللحظة الأولى لرحلة الزائر عبر الدخول من البوابة الرئيسة للسوق يتبادر إلى ذهنه عيش لحظات على أرض الحضارات والتاريخ والأدب والشعر ، حيث الإطلالة على ساحة الفرسان ، ومضمار الخيل ومناطق لتدريب الفرسان ، المتاحة لتدريب الزوار والزائرات بمختلف الأعمار ، بالإضافة إلى عروض الخيل والفارسات السعوديات ، والمسابقات الشعرية والألعاب النارية ، و قرية متكاملة مجهزة بالخدمات والمطاعم والمقاهي .

مشاركة :