خبراء مصريون ويمنيون في القاهرة لـ«الاتحاد»: «الإخوان» وراء عجز الحكومة اليمنية

  • 8/22/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أجمع خبراء متخصصون في الشؤون العربية والحقوقية والدولية، على أن الإمارات العربية المتحدة حريصة على دعم إعادة الشرعية والاستقرار في اليمن، لا سيما أنها صاحبة الدور الأبرز في تحرير عدن ومعظم الأراضي التي احتلتها ميلشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران، وتبذل قصارى جهدها لإعادة إعمار المناطق المحررة، ومواجهة تهديدات «القاعدة» ودعم حماية حرية الملاحة في باب المندب. وأكد الخبراء لـ«الاتحاد» أن عجز الحكومة الشرعية في اليمن عن إدارة شؤونها الداخلية وضعف أدائها، السبب الرئيسي فيها هو جماعة «الإخوان» وقادتها هناك الذين لم يتمكنوا من تمكين الحكومة من إقامة حوار بناء مع المكونات اليمنية. وقال وضاح عبد القادر الخبير السياسي اليمني، إن دولة الإمارات العربية المتحدة شريك ومكون رئيسي في التحالف العربي ومواقفها الرسمية واضحة وداعمة لاستعادة الشرعية في اليمن وكان لها دور حقيقي وفاعل في دعم الشرعية في مختلف الجوانب العسكرية والاقتصادية والإنسانية، ومع أحداث عدن الأخيرة طالبت الإمارات الأطراف اليمنية ممثلة بالحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي بإيقاف التصعيد والجلوس على طاولة الحوار وتماهى الموقف الإماراتي مع الدعوة السعودية لحوار جدة لتجاوز أحداث عدن . وأضاف عبد القادر أن الإمارات أسهمت بشكل كبير في محاربة الإرهاب و«القاعدة» في جنوب اليمن، إدراكاً منها لخطر تلك الجماعات على الاستقرار في اليمن وأيضاً الأمن القومي الخليجي والعربي والإمارات لها دور كبير في محاربة الإرهاب على المستوى الدولي سواءً من خلال حزمة الإجراءات العسكرية أو ما يخص إجراءات مكافحة غسيل الأموال لتلك الجماعات وتتبع نشاطها المشبوه، وقدمت الإمارات نموذجاً ناجحاً في مكافحة الإرهاب يتمثل في تحرير عاصمة محافظة حضرموت ومدن الساحل، وتأمين ما يزيد على 330 كيلومتراً من الشريط الساحلي على بحر العرب. وقال عبد القادر، إنه بالنسبة للحكومة اليمنية تظل أسباب ضعفها أو سلبية أدائها نتيجة تباين الآراء والمصالح داخل مكوناتها، خصوصاً إذا ما علمنا أن تشكيل الحكومة الشرعية ومكوناتها من اليمين واليسار هو ما جعل موقفها متبايناً وأدى إلى سوء إدارة الحكومة للمؤسسات. حيث عملت بعض الأطراف داخل الحكومة على عرقلة أدائها الفاعل وخلق هوة في علاقتها بالتحالف العربي، خاصةً بعد خروج قطر من التحالف العربي وخلق شرخ بين الشرعية والتحالف وهو ما يجب العمل على تجاوزه وضرورة إعادة ترميم العلاقة بين الحكومة الشرعية ودولة الإمارات التي أوضحت، وما زالت تؤكد على دعمها لاستعادة الشرعية في اليمن. واعتبر أنه هو المعني الأول فيما يخص علاقة اليمن بالتحالف العربي ولم يصدر عنه أي موقف رسمي يسيء لأي طرف في التحالف العربي وهو موقف يعول عليه لتجاوز الخلاف مع أشقائنا في الإمارات بعد بيان الحكومة الأخير، بالمختصر يظل دور الإمارات حاضراً وقوياً في دعم الشرعية في مختلف المجالات ولا يستطيع أحد إنكار تلك الجهود الجبارة. وأكدت الإمارات أمس، أسفها الشديد ورفضها القاطع جملة وتفصيلاً لجميع المزاعم والادعاءات التي وُجهت إليها حول التطورات في عدن، مجددة موقفها الثابت كشريك في التحالف، والعازم على مواصلة بذل قصارى جهودها لتهدئة الوضع الراهن في جنوب اليمن. وقال السفير أحمد القويسني، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إن دولة الإمارات تؤكد عبر عملها على دعم السلام ومكافحة الإرهاب في جنوب اليمن. وشدد القويسني، في تصريحات لـ«الاتحاد»، على أن سياسات الإمارات تؤكد أن لا تسعى لمناوءة السلطة الشرعية وخلق فصيل تابع لها، والسعي إلى القضاء على الإرهاب ومواجهة الحوثيين ضمن التحالف العربي وعودة اليمن إلى ما قبل ظهور الحوثيين. وأشار مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إلى أن البيان الصادر عن الإمارات يؤكد موقفها الثابت كشريك في التحالف، موضحاً أن تعمل على تهدئة الوضع الراهن في جنوب اليمن ولا ترى نفسها طرفاً في أي خلافات وانقسامات، وإعادة الإعمار في اليمن وإنهاء الخلافات الداخلية. وقالت الإمارات في بيانها إنها وبصفتها شريكاً في التحالف، ستبذل قصارى جهدها لخفض التصعيد في جنوب اليمن، مؤكدة أنها كانت جزءاً من الفريق المشترك مع المملكة العربية السعودية الذي سعى إلى الحفاظ على المؤسسات الوطنية في عدن، إبان أحداث المجلس الانتقالي الجنوبي، وأيضاً إلى تنسيق الحوار وتحقيق التهدئة والاستقرار بين الأطراف. بدوره، قال حافظ أبو سعدة، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان المصري، إن الإمارات لها موقف واضح من مكافحة الإرهاب بالتعاون مع مختلف الدول، موضحاً أن لليمن أهمية خاصة بالنسبة للإمارات لوقوعها على حدودها، وبالتالي تسعى بكل جهد لدعم الاستقرار فيها وتهدئة الأوضاع واتفاقيات القانون الدولي. وقال أبو سعدة، إنه ليس من مصلحة الإمارات التصعيد في هذه المنطقة أو نشوب صراع جديدة داخل عدن، لافتاً إلى أن الإمارات تقوم بتقديم المساعدات الإنسانية والدعم لهذا القطاع من السكان، فهي بمثابة الأيادي البيضاء في تقديم المساعدة لليمنيين، وأنها تقف على مسافة واحدة من كافة الأطراف هناك. وشدد عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان المصري على أن هناك لغطاً كبيراً لإثارة الرأي العام ضد الإمارات، بتوجيه اتهامات لها بأنها تقف خلف التمرد، لكن الحقيقة هي أنها تدعم الاستقرار في المنطقة الجنوبية لليمن. من جهته، أكد عبد الباسط الشاجع المحلل السياسي اليمني، أن وجود عدد كبير من المسؤولين الدوليين في اليمن، خلال الأيام القليلة الماضية يسمح بمزيد من طرح الحلول والجلوس على طاولة مفاوضات موحدة يمكن على أساسها تحديد حل سياسي للمعضلة في اليمن، وخاصة في محافظات الجنوب والتي تشهد مزيداً مم الخلافات السياسية بين الفرقاء السياسيين، وهو الأمر الذي تعمل مختلف الجهات على حله في أسرع وقت لمنع تخطي الأمور نصابها الطبيعي، بينما تستمر ميليشيات الحوثي في التقدم في نواحيها على قوات الشرعية اليمنية. وأضاف الشاجع أن للإمارات العربية المتحدة دوراً كبيراً إلى جانب المملكة العربية السعودية في العمل على دحض تقدم ميليشيات الحوثي باتجاه المحافظات المحررة، وهو أمر لم يتم سوى بتعاونهم الوثيق، والعمل على مواجهتهم بينما تبقى الحكومة المحلية عاجزةً وحدها عن إيجاد الحلول اللازمة لسد هذه الفجوة التي تملئها الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، مشيراً إلى أن على الحكومة تقديم حلول واضحة لمواجهة الأزمة الإنسانية بالإضافة إلى مواجهة الحوثي وحلفاءه وعلى رأسهم الجانب الإيراني الذي يعد الداعم الأكبر للحوثي ويحارب أحيانا بقوات الحرس الثوري بعيداً عنه. وأكمل الشاجع أن «هناك تحديات لا زالت تواجه انعقاد حوار جدة الذي يجمع الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي برعاية المملكة العربية السعودية على خلفية الأحداث الأخيرة بعدن». ووصل بالفعل أمس الأول وفد المجلس الانتقالي الجنوبي، برئاسة رئيس المجلس، عيدروس الزبيدي إلى جدة قادماً من عدن، استجابةً لدعوة الحوار التي وجهتها المملكة العربية السعودية. ويرافق الزبيدي أعضاء هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، ناصر الخبجي، وعبدالله الكثيري وعبد الرحمن اليافعي وعدنان الكاف.

مشاركة :