رصاصة متفجرة غيَّبت عبد الرحمن وسرقت فرحة العيد من عائلته

  • 8/23/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أجواء من الحزن الشديد والألم والقلق خيمت على ذوي الطفل المصاب عبد الرحمن ياسر شتيوي (10 أعوام)، من بلدة كفر قدوم شرقي قلقيلية في الضفة الغربية المحتلة، الذين استقبلوا عيد الأضحى المبارك بين أروقة مستشفى «تل هشارون» الإسرائيلي، حيث يرقد نجلهم عبد الرحمن بعد إصابته برصاصة متفجرة بالرأس في الثاني عشر من يوليو الماضي. قرب غرفة العناية المكثفة تجلس والدته تصارع الألم وتبكي بدل الدموع دماً، تحتضن صورة عبد الرحمن وتستذكر كيف كان ينتظر قدوم العيد بلهفة الأطفال المبتهجين بملابس العيد الجديدة، يرافق والده لزيارة الأقارب، يتلهف لزيارة الملاهي وشراء الألعاب، ضحكاته تملأ المكان وتزيد العيد بهجة وجمالاً.   100 شظية فبينما كان عبد الرحمن يجلس مع أقرانه أمام منزلهم، يأكلون المثلجات، ويراقبون المواجهات المندلعة بين أبناء البلدة وجنود الاحتلال، ضمن فعاليات المسيرة الأسبوعية في كفر قدوم المطالبة بفتح شارع القرية الرئيسي المغلق منذ 16 عاماً، كان جندي إسرائيلي حاقد يراقبهم من على بعد 200 متر، قبل أن يطلق رصاصة «دمدم» متفجرة باتجاه رأس عبد الرحمن، اخترقت دماغه وهتكت ثلاثة مقاطع من الشريان الرئيسي، ثم خرجت من مؤخرة رأسه، لتستقر في دماغه أكثر من 100 شظية كانت كفيلة بأن تبعثر أجزاء من جمجمته الصغيرة في المكان الشاهد على الجريمة، قبل نقله إلى المستشفى.   غيبوبة 37 يوماً منذ يوم إصابة عبد الرحمن وحتى لحظة إعداد هذه السطور ما زال والده وعمه يرابطان عند مدخل غرفة العناية المكثفة، حيث يرقد طفلهم المصاب، بين أجهزة التنفس الاصطناعي، ينتظرون حدوث معجزة توقظ طفلهم من غيبوبته. وقد خضع المصاب قبل نحو أسبوع لعمليتين جراحيتين دقيقتين، تم خلالهما تركيب جمجمة صناعية لإغلاق مكان الإصابة، ولتوفير جدار حماية للدماغ، وتركيب أنبوب تغذية من خلال فتحة في الخاصرة باتجاه المعدة، واستمرت العمليتان أكثر من 6 ساعات متواصلة.   آخر العنقود عبد الرحمن الطفل المحبوب والمدلل لعائلته المكونة من 3 أولاد و3 بنات، هو أصغرهم، ينادونه دائماً «آخر العنقود»، محبوب لدى الجميع، خصوصاً رفاقه، مجتهد في دراسته وملتزم، كان من المفترض أن يلتحق خلال الأيام المقبلة بالصف الخامس الأساسي، تزامناً مع ذكرى عيد ميلاده العاشر في 27 أغسطس الجاري، إلا أن رصاصة جندي إسرائيلي حاقد ستغيبه عنها كما غيبته عن فرحة العيد.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App

مشاركة :