الأسعار تسرق فرحة العيد من أطفال الصومال

  • 6/24/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بعض الأسر تقصد الأسواق الشعبية، حيث تقل فيها الأسعار عن المحلات الكبيرة المكتظة بالمتسوقين في محاولة للتغلب على الأسعار المرتفعة.العرب  [نُشر في 2017/06/24، العدد: 10673، ص(20)]الفرح محدود مقديشو - ككل عام وفي الأسبوع الأخير من شهر رمضان المبارك يشهد سوق “بكارة” بالعاصمة الصومالية مقديشو، وهو الأكبر في القرن الأفريقي، انتعاشا ملحوظا في الحركة التجارية استعدادا لعيد الفطر. ويتوافد المواطنون إلى سوق بكارة لشراء مستلزمات العيد ولا سيما الملابس لكنهم يفاجأون بأسعار مرتفعة للغاية، ما دفع متسوقين للتوجه إلى الأسواق الشعبية بدلا من المحال التجارية الكبيرة. وتلوح الحيرة على وجه ديقة بشير، التي تعبت من البحث في أزقة السوق، وقالت إن “التجار يسلبون الفرحة من أطفالي من خلال تضخيم الأسعار لتحقيق أرباح على حساب جيوب البسطاء”. ومضت قائلة إن “السوق لا يناسب أمثالنا من البسطاء وكأنه حكر على الميسورين فقط، وما دبرته من مال لا يغطي سوى احتياجات اثنين فقط من أولادي الخمسة”. وتسير عجلة التجارة في سوق بكارة الذي تكدّس بالزبائن وسط تراشق للاتهامات بين تجار يحاولون تعويض حالة ركود في الفترة الماضية وبين متسوقين يتشبثون بتوفير الفرحة لأولادهم عبر شراء ما يحتاجونه. وبدا الإحباط على وجه عبدالرحيم أحمد، مالك محل تجاري كبير، وهو يقول “لا حركة تجارية هنا، فعملية الشراء بطيئة جدا خلافا للسنوات الماضية، فالسوق منتعش لكن ليس بالتجارة وإنما بمتسوقين يرفعون شعار المساومة (في الأسعار) لشراء احتياجاتهم الأساسية”. ويشكل العيد فرصة لتجار سوق بكارة الذين يعانون من ركود تجارتهم منذ فترة، لكن ارتفاع الأسعار وغياب التخفيضات يتسببان في عزوف الزبائن عن المحال الكبيرة وينعشان الأسواق الشعبية ذات الأسعار المنخفضة. وتتباين أسعار الملابس حسب الموضة، لكن وفق الفئات العمرية المتواجدة في المحال التجارية الكبيرة تتراوح أسعر ملابس الأطفال بين 19 و23 دولارا أميركيا (483 ألف شلن صومالي)، وتصل أسعار ملابس المراهقين إلى ما بين 20 و30 دولارا (630 ألف شلن)، فيما تبلغ أسعار ملابس المراهقات بين 25 و40 دولارا (840 ألف شلن).تتراوح أسعار ملابس الأطفال بين 19 و23 دولارا أميركيا ، وتصل أسعار ملابس المراهقين إلى ما بين 20 و30 دولارا ، فيما تبلغ أسعار ملابس المراهقات بين 25 و40 دولارا وحول ما إذا كان التجار سببا في ارتفاع الأسعار، أجاب أحمد بأن “ارتفاع الأسعار في هذه المناسبات أمر طبيعي ووارد نظرا للفرق الشاسع بين العرض والطلب، فالمواطنون يحرصون على شراء المستلزمات فقط في المناسبات”. وفي أزقة سوق بكارة تجوب أسر مع أطفالها من محل إلى آخر بحثا عن أسعار تناسب قدراتها الشرائية، وفيما يئس البعض صمّم آخرون على إيجاد ما يلبي احتياجاتهم في ظل غياب التسعيرة الحكومية (لتحديد أسعار السلع) في الأسواق الصومالية. الشيخ عمر نور، وهو أب لأربعة أطفال يتجول في أحد معارض السوق يقول إن “التجار يلعبون بالأسعار.. يعرضون علينا أحدث الموديلات لكن بأسعار باهظة حالت دون الشراء”. وتابع نور قوله “أخشى أن بعض عيالي قد لا يتذوق طعم فرحة العيد بسبب هذه الأسعار الجنونية، فهي تظل باهظة رغم اقتراب حلول عيد الفطر المبارك، وقد قضيت عشر ساعات في السوق ولم أشتر شيئا حتى الآن”. وتتباين الأسعار بين ملابس الأولاد والفتيات، فالمحلات تحرص على توفير أحدث الموديلات للفتيات كونهن يحظين باهتمام أكبر من الأبناء حسب تقاليد المجتمع الصومالي رغم أن شراء مستلزماتهن يكلف أكثر من الأولاد. وفي محاولة للتغلب على الأسعار المرتفعة تقصد بعض الأسر، خاصة التي لديها أكثر من فتاة، الأسواق الشعبية، حيث تقل فيها الأسعار عن المحلات الكبيرة المكتظة بالمتسوقين. وقالت فاطمة إسماعيل، وهي أم لأربع فتيات، “لا أقحم نفسي على المحال الكبيرة، التي تسرق عيون الزبائن بفضل الديكورات والنقوش الزائفة، فالموديلات والمستلزمات في السوق الشعبي تضاهي مثيلاتها في المحلات التجارية الكبيرة”. وأردفت قائلة “أقصد السوق الشعبي الذي يناسب قدرتي الشرائية.. اشتريت جميع المستلزمات وهي لا تقل جودة عن غيرها في المحلات الكبيرة حرصا على فرحة أبنائي”. ولا تقتصر الاستعدادات لعيد الفطر على محلات الملابس فقط بل تشمل محلات بيع البسكويت وبقية المعجنات، حيث تشهد هي الأخرى إقبالا كبيرا من المواطنين لتحضير الحلويات والبسكويت بأشكاله المختلفة. ويتزاحم الزبائن عند مداخل المخابز ولكل طلبه الخاص الذي يتمثل في الحلوى مع الزبد أو مع الزيت إلى جانب إعداد البسكويت بالكثير أو القليل من البيض، حسب قدرة المشتري. وأمام أحد مخابز مقديشو قالت فرحية عمر “هنا.. لا تنتهي الطوابير الطويلة في مثل هذه المناسبات لكن الأسعار ليست جنونية مثل أسعار الملابس، فسعر الحلويات يناسب كل فئات المجتمع وهي مهمّة على المائدة الصومالية”. ويُباع الكيلوغرام من الحلويات من نوعي الزيت والزبد بحوالي 2.5 دولار (حوالي 52.5 ألف شلن) بينما يُباع الكيلوغرام من البسكويت بأنواعه المختلفة بدولارين (قرابة 42 ألف شلن). وتبدأ وجبة العيد لدى الأسرة الصومالية بقطعتين من الكعك تتوسطهما قطعة حلوى مع كوب من القهوة دون السكر لكل فرد، مراعاة لحال المعدة التي اعتادت على الصيام طيلة شهر رمضان. وبعد الحلوى تبدأ الأسر الصومالية في تقديم الأكلات الأخرى بحسب ما تملك كل أسرة من طعام لا سيما في حال وجود ضيوف، حيث يحظون بتكريم خاص على المائدة وفق التقاليد الصومالية.

مشاركة :