أميركا وحدها لا تستطيع إنقاذ هونغ كونغ

  • 8/24/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في الرابع من يوليو 1821، أجاب وزير الخارجية الأميركي آنذاك، جون كوينسي آدمز، رداً على النقاد الذين أشاروا إلى أن الولايات المتحدة لم تفعل ما يكفي على الساحة العالمية، وقال إن أميركا «هي من تتمنى حقاً الحرية والاستقلال للجميع»، لكنها «بطلة ومدافعة عن حقوقها فقط». وقد تنطبق كلماته بشكل مناسب على «هونغ كونغ»، اليوم. الولايات المتحدة هي أطول الديمقراطيات عمراً وأقواها، في العالم، اليوم. على مدار تاريخنا، كنا أكبر المدافعين عن الديمقراطية والحرية في الخارج، وأحياناً ندفع دماءنا للدفاع عنها والحفاظ عليها لمصلحة الآخرين. تطلعات المتظاهرين في هونغ كونغ الذين يسعون إلى توسيع نطاق الحريات، حقيقية. ومع ذلك، يجب ألا تغيب الحكمة في دعم طالبي الحرية. كانت عطلة نهاية الأسبوع الماضية هي الأسبوع الـ11 على التوالي من الاحتجاجات، وتمثل واحدة من أكبر التظاهرات في تاريخ هونغ كونغ، حيث تظاهر 1.7 مليون شخص في مسيرة حاشدة. بدأت موجة الاحتجاج عندما فكرت حكومة هونغ كونغ في إصدار قانون جديد من شأنه أن يسهل تسليم مواطني الجزيرة إلى الصين. وكان الكثيرون يخشون أن يؤدي ذلك إلى زيادة نفوذ بكين على الجزيرة. تخضع هونغ كونغ لنهج «دولة واحدة ونظامان»، الذي تم التفاوض عليه بين بكين ولندن في عام 1997، والذي مهد الطريق لإعادة السيادة إلى الصين. سعت بكين إلى تهدئة مخاوف أهالي هونغ كونغ من أن الحكومة الشيوعية لن تدمر الحريات النسبية التي يتمتع بها سكان هونغ كونغ في ظل 156 عاماً من الحكم البريطاني. لكن على مدار الأعوام القليلة الماضية، كان الزعماء الصينيون يلتفون ببطء حول تلك الحريات. ربما بدأت هذه الاحتجاجات بسبب قانون تسليم المجرمين، لكن سكان هونغ كونغ عبّروا عن إحباطهم من تراجع الحريات ويخشون فقدان المزيد. ومع ذلك، فإن السؤال بالنسبة لصانعي السياسة في الولايات المتحدة هو ما الذي ينبغي على واشنطن فعله، إن وجدت؟ قال الرئيس دونالد ترامب، بداية الأسبوع، إنه يعتقد أن الرئيس الصيني شي جين بينغ ومنظمي الاحتجاج سيكونون قادرين على حل خلافاتهم، لكنه قال: «أعتقد أنه سيكون من الصعب جداً التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين إذا لجأت (بكين) إلى العنف». بكين لديها حوافز لحل هذا النزاع سلمياً. تُعد هونغ كونغ واحداً من المراكز الرائدة في العالم للأعمال، وتمثل جسراً حاسماً بين اقتصاد البر الرئيس الصيني وبقية العالم. إن الاحتجاجات المستمرة تسبب أضراراً لا حصر لها للاقتصاد المحلي لبكين. إذا تحولت الاحتجاجات إلى أعمال شغب وحملة قمع عنيفة، فستدفع بكين الثمن السياسي والاقتصادي الباهظ، على الصعيدين المحلي والدولي. أفضل طريقة للتأثير على الصين، أو أي دولة، هي أن تكون نموذجاً مثالياً في إظهار كيفية تعامل الدول الحديثة والقوية مع النزاعات بطرق فعالة وحرة ونزيهة، ودون اللجوء إلى العنف. نتمنى لجميع الناس التمتع بالحرية وهم محقون في الدفاع عنها. لكن لا يمكننا الكفاح إلا من أجل ضمان حريات شعبنا. دانييل ديفيس زميل مؤسسة «أولويات الدفاع»، وهو ضابط سابق في الجيش الأميركي تقاعد في 2015. هونغ كونغ تخضع لنهج «دولة واحدة ونظامان»، الذي تم التفاوض عليه بين بكين ولندن في عام 1997، والذي مهد الطريق لإعادة السيادة إلى الصين.ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App

مشاركة :