هل تدخل معركة طرابلس مرحلة جديدة

  • 8/24/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يعكس التحشيد العسكري للميليشيات المحسوبة على حكومة الوفاق والتهديدات التي تطلقها قيادات مقربة من تيار الإسلام السياسي بشن هجوم ضخم لطرد الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر من مواقعه، بأن معركة تحرير طرابلس ستدخل قريبا مرحلة جديدة. وألمح احميدة الجرو الناطق باسم لواء الصمود بقيادة المطلوب دوليا صلاح بادي (ميليشيا إسلامية ينحدر مقاتلوها من مدينة مصراتة)، إلى أن قوات لواء الصمود تستعد لخوض معركة جديدة في طرابلس. وقال الجرو في تدوينة على صفحته بموقع فيسبوك الجمعة “كل شيء الآن أصبح جاهزا.. وقريبا الخبر الجميل الذي سيسعد كل الأحرار الشرفاء الرافضين لحكم العسكر” . وتأتي تدوينة الجرو في ظل تواتر أنباء عن وصول تعزيزات عسكرية جديدة لمسلحي حكومة الوفاق في محاور القتال. وكان الناطق باسم قوات حكومة الوفاق مصطفى المجعي قد أكد خلال تصريحات صحافية سابقة، أن استعداد القوات العسكرية الكبير “يهدف إلى طرد قوات حفتر من المنطقة، وملاحقة فلولها إلى مواقعها الأصلية”. ويبدو أن تلك المرحلة دشنتها الميليشيات ومن خلفها تيار الإسلام السياسي الأربعاء عندما حاولت التقدم وانتزاع منطقة السبيعة قبل أن يكبدها الجيش خسائر في العتاد والأفراد. وتمكنت قوات الجيش الليبي، الخميس، من صد هجوم لميليشيات حكومة الوفاق المتحالفة مع مجموعات إرهابية بمحور كازيرما جنوب العاصمة طرابلس. وقال المسؤول الإعلامي باللواء 73 مشاة المنذر الخرطوش، “إنه تم استهداف آليات العدو بمدفعية الهاون وسقوط قتلى وجرحى في صفوفهم”، لافتا إلى أنه لا خسائر تذكر بوحدات اللواء 73 مشاة بعد ثبات الوحدات بالنقاط المعلومة لدى غرفة العمليات. ويبدو أن سيطرة الجيش على المجال الجوي بعد سلسلة الضربات التي دمرت مخازن الطائرات التركية المسيرة في مطاري معيتيقة ومصراتة، دفعت الميليشيات إلى التحرك من جديد على الأرض. ويقول مراقبون إن الإسلاميين الذين يسيطرون على حكومة الوفاق يعملون جاهدين على تحقيق تقدم عسكري ولاسيما مع تصاعد الدعوات الدولية بضرورة استئناف العملية. السياسية. ولا يريد الإسلاميون الدخول في محادثات يفاوض فيها الجيش من موقع قوة، لذلك يرفضون وقف القتال واستئناف المفاوضات قبل عودة الجيش إلى مواقعه في الشرق وهي الشروط التي توصف بغير الواقعية وتعتبر رفضا واضحا لوقف القتال. كما يرفض الإسلاميون الجلوس مع حفتر خلال أي محادثات مرتقبة كطرف في الصراع وهو ما أكده نائب رئيس المجلس الرئاسي والعضو السابق في حزب العدالة والبناء الإخواني عبدالسلام كاجمان خلال لقائه بنائبة المبعوث الأممي ستيفاني ويليامز. وقدم كاجمان رؤية لمرحلة ما بعد الحرب تبدأ بمشروع للمصالحة الوطنية، والتجهيز لحوار مجتمعي، دون وجود لحفتر، والعودة إلى الملتقى الجامع، للوصول إلى الاستفتاء على الدستور والانتخابات الرئاسية والبرلمانية. ويأتي اللقاء في إطار جهود بدأتها البعثة الأممية لاستئناف العملية السياسية وقد انطلقت بزيارة لستيفاني ويليامز إلى مصراتة الثلاثاء الماضي. ويعرقل تيار الإسلام السياسي تلك الجهود التي أكدت الولايات المتحدة دعمها لها. كما تلقى تلك الجهود دعما روسيا وفرنسيا عكسته تصريحات كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مطلع الأسبوع الحالي. وقال بوتين في مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون قبيل بدء مباحثاتهما الاثنين “لدينا موضوع مهم، بالطبع، هو ليبيا”. وأضاف بوتين “من الضروري هنا السعي لتحقيق المصالحة بين الأطراف المتصارعة، وأود كثيرا معرفة موقف فرنسا ورئيسها حول هذا الموضوع، من أجل تنسيق جهودنا”. وعمقت الضغوط الدولية لاستئناف المفاوضات الخلافات داخل حكومة الوفاق المنقسمة منذ بداية المعركة إلى شقين: شق يقوده رئيس الحكومة فايز السراج وعدد من مستشاريه وشق آخر يمثل تيار الإسلام السياسي بقيادة فتحي باشاآغا المقرب من جماعة الإخوان المسلمين وتحديدا حزب العدالة والبناء بقيادة محمد صوان. ويدعم تيار السراج وقف إطلاق النار واستئناف العملية السياسية وهو ما أغضب الإسلاميين الذين يحاولون تأجيج غضب الميليشيات عليه من خلال تسريب ما دار خلال آخر مجلس وزاري عقد الأربعاء. وأعرب أشرف الشح عضو الحوار السابق (الصخيرات) عن تفاجئه بما بلغه عن اجتماع مجلس وزراء حكومة الوفاق الأربعاء في العاصمة طرابلس، مؤكدا حصوله على معلومات عن الاجتماع من خلال أعضاء في الحكومة. وقال الشح في تصريحات لقناة “ليبيا لكل الأحرار” إن هذا الاجتماع تم بعد عودة فايز السراج ومستشاره الأمني تاج الدين الرزاقي من إجازتهما في لندن والقاهرة “ليباشرا ممارسة اللف والدوران”. ونقل الشح عن السراج قوله في مستهل الاجتماع “يجب أن نفكر في كيفية الوصول إلى السلام وإنهاء الحرب وتقديم تنازلات سلام مؤلمة”. وأضاف قائلا “السراج تحدث وكأنه هو من بدأ الحرب وأنه هو من يملك قرار إنهائها، كما انه طلب من وزرائه طرح تصورات للسلام لأن الحرب طالت ويجب الخروج منها بأقل خسائر”. وكشف الشح عن حدوث خلاف داخل الاجتماع تخلله اعتراض من بعض أعضاء الحكومة عن هذا الطرح الذي وصفه بالترويضي من السراج وسيالة. وأكد أن وزير الداخلية فتحي باشاآغا كان أول من اعترض على هذا الطرح واعتبره استهانة بدماء من يقاتلون في الميدان. وليست هذه المرة الأولى التي تخرج فيها خلافات حكومة الوفاق إلى العلن حيث سبق أن اتهمت قيادات محسوبة على الإسلاميين السراج وفريقه بعدم الجدية في التعاطي مع معركة تحرير طرابلس مستندين في ذلك إلى رفضه تمويل جبهات القتال. وقال عضو مجلس النواب علي التكبالي إن ميليشيات فجر ليبيا تحضر نفسها للهجوم على العاصمة طرابلس ثانية وسرقة مؤسسات الدولة، مستندا في ذلك على ما وصفه بـ”الهجوم المركز من قبل هذه الميليشيات على رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج”. وأوضح في تصريحات صحافية أن الذين يقودون مدينة مصراتة هم عكس التيار، اجتمعوا لإعادة عملية “فجر ليبيا” وتوحيد ما أسماه بـ“الحشد الظالم” من مصراتة إلى رأس جدير لمجابهة الجيش.ؤ

مشاركة :