من رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده أن فتح لهم أبواب الخير، ويسّر لهم سبل الطاعة، وهيّأ لهم من الأعمال والبر والخير ما يكون دليلاً لهم إلى جنّات النعيم، وحجاباً لهم عن نار جهنم. إن أعظم الطاعات هو بر الوالدين. ليس هناك حق بعد حقوق الله ورسوله أوجب على العبد من حقوق الوالدين، فقد أمر الله تعالى ببرهما والإحسان إليهما، لقوله تعالى: (وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا، إما يبلغن عندك الكِبَر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أُفٍّ ولا تنهرهما وقل لهم قولاً كريماً واخفض لهم جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا). وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم عقوقهما من أعظم الكبائر، حيث قال: (ألا أُنَبِّئُكم بأكبر الكبائر؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وشهادة الزور)، مشيراً إلى أن بر الوالدين كبقية الأعمال الصالحة التي يتضاعف فيها الأجر في مواسم الخيرات والطاعات. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لما سُئل أي العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله وجهاد في سبيله، قيل: ثم أي؟ قال: بر الوالدين، وكونك تقيم على والديك وتحسن إليهما وترعاهما وتتلطف بهما وتقضي حاجاتهما هذا أعظم وأفضل القربات إلى الله. كما سألت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم قائلة: إن أبي أدركته فريضة الحج وهو شيخ كبير لا يثبت على الراحلة، أفأحج عنه: قال: حجي عن أبيك.. وسأله آخر عن أبيه فقال: إنه لا يثبت على الراحلة، ولا يستطيع الحج ولا الظعن، أفأحج عنه وأعتمر، فقال: حج عن أبيك واعتمر، الحالة الأخرى في حالة وفاتهم فإنه يشرع له الحج عنهم وتوكيل من يحج عنهم ودفع المال لذلك، سواء سبق لهم الحج في حال وفاتهم أم لم يسبق. ثمّة صور جميلة لشبابنا خزنها العقل عبر مرور الأيام، والتي اعتدنا أن نُشاهدها في شهر رمضان وشهر ذو الحجة والتي يحمل فيها الابن أمه أو أباه في الطواف والسعي والجو شديد الحرارة، أو من يدفع والده أو والدته بواسطة وسيلة نقل، ومنهم من يحميهم من الزحام، ومنهم من تراه لا يرفع نبرات صوته على نبرات صوت والديه، ولا يتطاول في الحديث معهم، ويجامل في سماع النصيحة حتى لو اختلف رأيه، ويرفق بوالديه ويبرهم ويحسن معاملته معهم، وهذا الجيل السابق، بشأن بعض من شبابنا في هذا الجيل الآني فإنني أتألم مما أرى من تصرفات لا ترضي الخالق في التعامل مع الوالدين، فبعض شبابنا يتطاول في الحديث مع والديه بنبرات صوت عالية، وهي عادة غير محببة، والبعض الآخر يرى ذاته أفضل معرفة وثقافة من والديه، متجاهلاً أنهم هم مما ساعدوا على تعليمه، والبعض يحاول إهانة والديه بسبب المادة، وغيرها من أمور لا يستوعب المقال ذكرها. أُكرِّر نُصحي ببر الوالدين والإحسان إليهما والاطلاع على الآيات والأحاديث النبوية التي تحث على بر الوالدين، ومن لا يرحم لا يُرحم، ورضا الله من رضا الوالدين، والتمعن في الآية الكريمة: (وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا). Hussain1373@hotmail.com Hussain1373@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (38) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :