2000 قطعة أثرية ومجسّم تثري تجربة زائري متحف المدينة المنورة

  • 8/24/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يستهوي "متحف دار المدينة المنورة" زائري طيبة الطيبة من داخل المملكة وخارجها، لمشاهدة أبرز المعالم والأحداث التي ارتبطت بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وما يحويه من مجسمات ومقتنيات تمنح زائريه فرصة معايشة تاريخ المدينة المنورة، واستعراض إرثها وتاريخها وثقافتها وحياتها الاجتماعية قديماً، إذ يضم 2000 قطعة أثرية ومجسّم تثري التجربة الدينية لزائري المتحف. وأوضح المدير التنفيذي للمتحف المهندس حسّان طاهر، أن المتحف يهدف إلى تحقيق رسالة ثقافية إنسانية تسهم في الارتقاء بالوعي العام، وترسيخ القيم النبوية النبيلة، وتفعيل انتماء المواطن والمقيم والزائر لطيبة الطيبة وتاريخها وتراثها وثقافتها، وتنمية قدراتهم الإبداعية والفكرية، والحفاظ على الشواهد والمقتنيات المادية والمعنوية المكوّنة لتاريخ وتراث وثقافة وفنون المدينة المنورة بكافة تجلياتها، وإبراز الأبعاد الحضارية والتاريخية والثقافية لها، مع توظيف واعتماد أفضل المعايير المتّبعة في مجالات الإدارة المتحفية. وبيّن طاهر أن المتحف يضم العديد من القاعات والأركان التي تمكّن الزائر من استعراض تاريخ المدينة المنورة ومعالمها الإسلامية المشهودة، وذلك عبر مشاهد ومجسّمات وعروض متنوعة تمت تهيئتها حسب الأسس الخاصة بعلم التاريخ والآثار، مبيناً أن المعروضات تكشف إرث وحضارة المدينة المنورة وعبق تاريخها المجيد، بدءاً بمراحل السيرة النبوية كاملة التي يتم استعراضها بصورة مشوقة ومختلفة، وصولاً إلى العهد السعودي الزاهر. وأشار إلى أن المتحف تتجلى فيه مجهودات أجيال متوالية من أبناء هذا الوطن، الذين جعلوا لها طابعاً تاريخياً وحضارياً وعمرانياً فريداً يحمل في أعماقه فلسفة تنبثق من رؤية إسلامية للحياة وللجمال، بما يمكّن الزائر وطالب العلم والباحث من التعرّف على تفاصيل دقيقة وشاملة من معالم السيرة النبوية والإسلامية، والثقافة العمرانية والحضارية للمدينة المنورة. وعدّ المدير التنفيذي للمتحف أن الاهتمام بنشر سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم والتأكيد على السيرة المكانية لسيرته، تمثّل أهم أهداف المتحف الذي أسّسه الدكتور المهندس عبد العزيز كعكي إلى جانب الاطلاع على المعارف والأحداث البارزة لهذه السيرة العظيمة، التي كانت ولا تزال من أهم الأحداث التي يتطلع قاصدو المدينة المنورة إلى معرفتها عن قرب، حيث يعمل المتحف على تعليمها عن طريق المجسمات والمشاهد المحسوسة والعرض المصوّر، بشكل يبرز تاريخها بكل ما فيه من إرث تاريخيّ وحضاري وعمراني. وأشار إلى مشاركة المتحف في مجال إثراء الأبحاث المتخصصة في مجال التراث العمراني والمعماري للمدينة المنورة، حيث يحتوي على مكتبة متخصصة تضم عديداً من الكتب والأبحاث والمجلات المتخصصة في هذا المجال، وجعلها في متناول الباحثين في هذا المجال، مبيناً أن المتحف أصدر حتى الآن 44 كتاباً ومؤلفاً في مجال معالم المدينة المنورة وتراثها المعماري، كما يقوم المتحف بجمع وصيانة القطع المستخدمة في هذا المجال وعرضها بشكل علمي. وقال إنه روعي عند إعداد قصة السرد المتحفي في قاعات المتحف التوفيق بين السياقين الزماني والمكاني، بحيث يعمل على إيجاد قيمة معنوية وفكرية مضافة للزائر، ويفتح آفاقاً جديدة لقراءة مدلولات التراث الثقافي وفق آلية مدروسة، مفيداً أن عدد المفردات والتحف الأثرية التي تحويها قاعات العرض الثابت بالمتحف يبلغ نحو ألفي مفردة، تتوزّع بين التحف الأثرية والمجسمات فائقة الدقة، والصناعات الحرفية والمخطوطات والوثائق والمراسلات والمطبوعات القديمة والطوابع البريدية والصور الفوتوغرافية والفنون التشكيلية. واستعرض أبرز ما يحويه المتحف من معروضات قيّمة شملت مجموعة كبيرة جداً من المقتنيات النادرة والقيّمة والجميلة التي ارتبطت بمعالم السيرة النبوية العطرة وثقافة وتاريخ المدينة المنورة، ومن ذلك أجزاء مختلفة من كسوة الكعبة المشرّفة عبر التاريخ الإسلامي وبعض المقتنيات الخاصة بها، إلى جانب العملات النادرة التي استخدمت في المدينة المنورة على مدى عصورها المختلفة منذ العهد النبوي وتتابعت عبر التاريخ الإسلامي حتى يومنا الحاضر، إضافة إلى ما يحويه المتحف من قطع فخارية تعود إلى العهد الثامن من العصر الأموي، وبعض المخطوطات الإسلامية والمجوهرات والمقتنيات النادرة التي تعود لفترة ما قبل الإسلام، ومجموعة أخرى من التّحف والمجوهرات والملابس والقطع التي تميّز بها تراث المدينة المنورة القديم. وأضاف أن المتحف يعمل فيه كادر إرشادي متخصّص بعدة لغات عالمية، منها الإنكليزية والتركية والأوردية والماليزية، إضافة إلى فريق الضيافة الذي يشرف على الاهتمام بكل ضيف من ضيوف المتحف واستقباله بالضيافة المدينية المعهودة. يذكر أن المتحف حقق العديد من الإنجازات المهمة والتي يأتي في مقدمتها جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الدراسات الإسلامية، وجائزة خادم الحرمين الشريفين لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية.

مشاركة :