أثارت صورة لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وهو يضع قدمه لفترة وجيزة على طاولة القهوة في القصر الرئاسي الفرنسي «الإليزيه» جدلا وسط وسائل الإعلام والسياسيين حول تصرف رئيس الوزراء البريطاني في القصر وأمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وأعادت الصورة للأذهان «حادثة حذاء خروتشوف»، عندما نزع زعيم الاتحاد السوفيتي السابق نيكيتا خروتشوف حذاءه عام 1960 وضرب به بقوة على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة. ففي موقف غريب، تصرف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في قصر الإليزيه، مقر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الخميس، وكأنه في بيته. رئيس الوزرء الذي احتاج إلى شهر ليشرع في أولى رحلاته الخارجية، سريعا ما شعر وكأنه في «بيته» لدى زيارته قصر الإليزيه، مقر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فوضع قدمه على طاولة أمامه، واستعرض مهاراته بالفرنسية، ليثير ضجة إعلامية طغت على أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بريكست». وتعمد جونسون وضع قدمه على طاولة قهوة أمام لتصبح قدمه أمام وجه الرئيس الفرنسي، بعد وصوله إلى قصر الإليزيه العريق، وصُور وهو يمازح المصورين الصحافيين ويضع قدمه لفترة وجيزة على الطاولة، قبل أن يلوح لممثلي وسائل الإعلام في الغرفة. وبخصوص ردة فعل الرئيس ماكرون، فقد شوهد وهو يبتسم بعد ما جرى، دون أن تنقل عنه أي تعليقات على تصرف جونسون اللافت. جاء ذلك بعد أن تحدث جونسون وماكرون للصحافيين في فناء الإليزيه، حيث حذر ماكرون من أنه لا يوجد وقت كاف لإعادة صياغة اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كليةً قبل موعد نهائي ينقضي في 31 أكتوبر. وأظهرت صورة جونسون التي أثارت جدل وسائل الإعلام والسياسيين وهو يضع حذائه على الطاولة أمام ماكرون، كأن جونسون، خليفة تيريزا ماي التي فشلت أمام الاتحاد الأوروبي يوجه رسالة للاتحاد بضرورة الرضوخ لشروطه وإلا سيكون هناك ما لا يحمد عقباه. وقالت وسائل الإعلام أن الصورة أعادت للأذهان «حادثة حذاء خروتشوف»، وهي ضرب زعيم الاتحاد السوفيتي السابق نيكيتا خروتشوف، طاولة الوفد السوفيتي بحذائه بجانب إطلاق سيل من الشتائم اعتراضًا على خطاب رئيس الوفد الفلبيني لورينزو سومولونغ، أثناء الدورة العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة التي عُقدت في نيويورك في أكتوبر 1960. واستخدم خروتشوف حذاءه في الدق على مائدة وفد بلاده أثناء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ليعبر عن غضبه من سياسة المنظمة وانتقاد أمينها العام داج هامرشولد حيث دعا إلى إقالته وإلغاء منصب الأمين العام للأمم المتحدة وتعيين لجنة ثلاثية تضم ممثلًا عن معسكر دول عدم الانحياز وآخرين عن الشرق والغربي، كما انتقد سياسات الغرب تجاه الاتحاد السوفيتي ودوله. وإمعانا في توصيل رسالته استخدم خروتشوف حذائه مجددا حينما ترك فردة حذائه على منبر الجمعية العمومية حينما صعد وألقى كلمة بلاده وعاد بفردة واحدة إلى مقعده تاركا إياها كرسالة تحذير للغرب مطلقا ابتسامات سخرية في وجه الوفود الغربية. تجدر الإشارة إلى أن رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون سبق أن خرق البروتوكول الملكي خلال لقائه الملكة إليزابيث الثانية، في قصر باكنغهام، الشهر الماضي، عندما تولى منصبه الجديد. وكان جونسون قد حظي باجتماعه الأول مع الملكة، في القصر، ونال الثقة بتشكيل الحكومة ورئاسة الوزراء. ومن المفترض أن تبقى مثل هذه الاجتماعات بين الملكة ورئيس الوزراء سرية، وحتى إذا تم تسريب بعض مجرياتها، فإن ذلك يستغرق فترة من الوقت، لكن جونسون لم ينتظر كثيرا حتى يفصح عن بعض مجريات الاجتماع، الذي استمر 25 دقيقة.ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :