* جاء تأهل كل من القادسية والوحدة إلى دوري جميل تأكيدًا على عودة فريقين كبيرين لهما مكانتهما الرياضية، و تاريخهما الذي ينطق بعودة يحتاجها دورينا نحو مزيد من التنافس والندية والإثارة المرتقبة، وفي ذات الوقت تمثل تلك العودة مسؤولية كبيرة نحو إعداد يضع في حسبانه احترام ما لهما من تاريخ، وكذلك العمل على تلافي عدم تكرار درس الهبوط القاسي. ذلك الدرس الذي كان له أسبابه، كما أن للعودة أسبابها وهو ما يعني أن المرحلة المقبلة للقادسية والوحدة تتطلّب التفافًا شرفيًّا حول إدارتي الناديين، فدوري جميل له متطلباته الكبيرة التي لا تخفى، ولعل من أهمها ما يتطلب من تعاقدات مع نجوم يصنعون الفارق، ويشكلون إضافة في أرض الميدان، وهذا يعني الحاجة إلى دعم مادي سخي، والذي كان أحد أسباب العودة إلى دوري جميل. أمّا فيما يتعلق بالأجهزة الفنية لكلا الفريقين، فالذي أراه الاستمرار عليهما، ففي ذلك ضمان مواصلة البناء، والحفاظ على الانسجام بين اللاعبين، مع ضرورة إتمام التعاقدات حسب توجيه المدربين. جانب هام جدًّا وهو أن دوري جميل يتطلب عملاً احترافيًّا بمعنى الكلمة، سواء في الجانب الإداري، أو الفني، أو حتى في أداء اللاعبين. وللجميع أنموذج مشرف كما هو النموذجي، فالعودة لدوري جميل ليست سوى الخطوة الأولى نحو عمل وجهد كبير، هذا إذا ما رغب كل منهما في المنافسة. نعم أقول المنافسة، وأعني ذلك؛ لأنهما يملكان فنيًّا أدوات تحقيق ذلك. تأمّلوا في أسماء النجوم الذين خرجوا من رحم منجم القادسية والوحدة، حيث هم الآن ممّن يشار لهم بالبنان كنجوم كبار، يمثلون ركائز أساسية في أنديتهم، وفي منتخب الوطن، فمن قدم تلك الأسماء قادر على أن ينجب مثلهم، وأفضل فقط عليه أن يؤمن أنه قادر على ذلك، وأن يستبدل منهجية خيرنا لغيرنا بنشتري ولا نبيع، فالقادسية والوحدة كبيران تاريخًا ومكانةً. فألف مبروك هذه العودة التي تأتي للقادسية والوحدة تحت عنوان اشتقنا والله اشتقنا، حيث عودة قطبين يملكان كل مقومات، إضافة المزيد من الجمال إلى دوري جميل، فمرحبًا هيل عداد السيل، وفالكم التوفيق.