ترويج الشائعات.. وعي المجتمع يتصدى لسهام المرجفين

  • 4/23/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

عند نشوب الحروب أو الأزمات بين الدول، أو مع المنظمات المتطرفة والخارجة عن القانون ينشط في سياق هذا العمل العديد من معززات ترجيح الكفة لطرف على الآخر لدعم المجهود الحربي أو تهيئة الطرق لتنفيذ وتسهيل الخطط التخريبية وذلك عبر العديد من الوسائل التي يستخدمها الخصوم في بيئة الطرف الآخر ومحيطة الاجتماعي، وفي مقدمة ذلك استخدام "الحرب النفسية" والذي يأتي في مقدمتها نشر الشائعات والأكاذيب واختلاق وحبك القصص والإرجاف بين الناس وتظليل الرأي العام، بهدف خلق البلبلة وشق وحدة صف المجتمع والتشكيك في نوايا وأهداف وإخلاص القيادة العليا للدولة ورموزها ورجالها القياديين وعلمائها ورموزها الفكرية والثقافية، وضرب مصداقية إعلام الدولة الرسمي بكل وسائله، والتشكيك في كل ما يقدمه من معلومة أو خبر، بهدف إقصائه وتعطيله لامتلاك زمام توجيه الرأي العام بالمعلومات المكذوبة والمختلقة والمغرضة. وتعتبر محاولات السيطرة على الرأي العام الذي يمارسه الخصم في البيئة الاجتماعية للطرف الآخر أحد أهم الجهود والعمليات التي يؤديها ويوجهها "جهاز الاستخبارات" لدى الخصم معتمداً في هذه المهمة على ما يعرف "بالطابور الخامس" الذي يتخلخل داخل الأوساط الاجتماعية لحجب العامة عن الواقع وتظليله حتى يُطبق بشكل كامل على مصادر قناعات الناس ومن ثم يقدم لهم من المعلومات ما يحقق أهدافه وفي مقدمتها كسر الروح المعنوية لدى شرائح المجتمع وتكريس الانهزامية في دواخلهم وفقدانهم لبوصلة توجيه ولائهم لقيادتهم وعلمائهم ومن ثم زعزعة أمنهم واستقرارهم وبالتالي دفعهم إلى المواجهة مع بعضهم لتنقلب في النهاية هذه المجتمعات إلى مجموعة من التحزبات التي تنتصر لرأيها بكل الطرق والوسائل مفجرة شقاقاً حادا بين تلك الأقطاب، يوقد نارها ويوسع دائرتها هذا المجهود الاستخباراتي للطابور الخامس لتجد الدولة نفسها عاجزة عن كبحها وعن مواجهة نتائجها المدمرة هذا ما يريده لنا أعداؤنا لكن حفظ الله ثم إرادة وعزيمة وولاء أبناء هذا الوطن وقفت على الدوام وستقف بإذن الله حاجزاً منيعاً أمام هذه النوايا القذرة لأعداء الدين والعقيدة والوطن. تحصين الشباب وقال "د. أحمد الشميمري" - أمين عام ملتقى الرياض الاقتصادي - من المهم أن ننطلق من قول الله سبحانه وتعالى "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين" ومن هذا المنطلق في نقل الأخبار وتداولها بين الناس، ولأن الكلمة أمانة وقد تؤدي إلى إحداث زعزعة في المجتمع وخلخلة في نسيجه الواحد خاصة ونحن نعيش في ظروف تتطلب منا وحدة الصف وجمع الكلمة والعمل خلف قيادتنا الرشيدة ومن هنا فإنه يجب أن نُحذّر من حولنا بالأضرار الاجتماعية والنفسية لهذه الإشاعات، وكما نعلم فإن الحروب النفسية قد تستخدم من قبل الأعداء في الحروب كأشد فتك وتفتيت للمجتمع الذي تحاربه، وفي اعتقادنا أن البداية تنطلق من الوالدين في توجيه أبنائهم للتعامل الصحيح عند ما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي مثل تويتر، وفيسس بوك، والواتس أب، والانستقرام، التي تنقل أحياناً أخباراً كاذبة وصوراً مشوهة ومقاطع فيديو مركبة ينجر إليها النشء الصغير والأبناء والبنات دون التنبه إلى ما تحمله من آثار سلبية يقصد بها التأثير على المجتمع، كما نظن من الواجب على المؤسسات التعليمية والتربوية في مثل هذه الظروف التي يعيشها الوطن أن يكون لها مساهمة في توعية أبنائنا وبناتنا من الآثار السلبية التي من الممكن أن تنجم عن نشر مثل هذه الشائعات في أوساط الشباب على وجه الخصوص، وأيضاً نشاهد أن هذه الشائعات تكثر حينما يغيب لدينا التوجيه والتوعية وخاصة في الوسائل المستحدثة التي تكون السيطرة عليها نابعة من الرقابة الذاتية والتي من المهم تنميتها في مثل هذه الظروف التي يعيشها الوطن. قنوات نشر الأكاذيب وأضاف "د. الشميمري" بأن من وسائل نشر الإشاعة التي ابتلي بها عالمنا العربي على وجه الخصوص هو انتشار بعض القنوات الفضائية غير المسؤولة والتي تنطلق من منطلقات حزبية وفكرية منحرفة يكون احدى وسائلها وأهدافها نشر الإشاعة الكاذبة واختلاق الأخبار وبثها بين المجتمعات الشابة على وجه الخصوص حتى أن بعضها يوغل في الكذب والافتراء والتهجم إلى درجة تصبح لديه هذه الافتراءات عقيدة ينشرها بكل جراءة حتى أن المستمع والمشاهد عندما لا تكون لديه الحصانة الكافية بمعرفة الغث والسمين قد ينجر نحو تصديق هذه الافتراءات والشائعات، ومن هنا فإن على الإعلام المتين المحافظ صاحب الرسالة الوطنية الهادفة أن يقدم البديل المتجرد والصادق في نشر الأخبار من جهة ومن جهة أخرى الشعور بأهمية الكلمة وأهمية التصدي لافتراءات مثل هذه القنوات والتحذير منها. دور الجامعات وقال "د. الشميمري" ان من الجهات المعنية في مواجهة هذه الشائعات التي يقع عليها الحمل الأكبر هي الجامعات التي تحتضن صفوة الشباب وأعمدة مستقبل الوطن مما يحتم على مثل هذه الجامعات أن يكون لها دور في غرس المبادئ السليمة لنقل الخبر والتثبت منه والتصدي للشائعات وعدم نشرها وردها على أصحابها وإنكارها وتنظيم بعض الفعاليات والأنشطة والندوات التي تختص وتعنى بقضايا الشائعات وآثارها السلبية على المجتمع وربما كانت الجامعات من أفضل الجهات التي من الممكن أن تتبنى ملتقيات وندوات مخصصة لبحث هذه القضية بحثاً منهجياً يوضع من مخرجاته وتوصياته بعض الخطط الوطنية التي تجابه مثل هذه السلوكيات السلبية في المجتمع أما الجانب الآخر فيجب أن ينطلق من الجوامع عبر منبر الجمعة ودروس المساجد لتوجيه أفراد المجتمع على مستوياته المختلفة من خلال المنطلقات الدينية للتعامل مع الأخبار وإيراد النصوص الشرعية والشواهد التاريخية لديننا الحنيف الذي يزخر بتوجيهات وقصص تبين خطورة ومغبة الانصياع للشائعات خاصة في ظروف الحروب التي كان يعيشها العالم الإسلامي، ومن المنبر نستطيع أيضاً التوجيه وغرس روح الانتماء للوطن ووحدته وتكاتفه كجسد واحد في مواجهة كل من تسوغ له نفسه المساس به ومقدراته وإمكاناته ومواطنيه. دور التجمعات الثقافية وقال لا يخفى علينا أهمية مؤسسات المجتمع المدني والتجمعات الثقافية والديوانيات الأدبية التي تنظّم في العديد من مدن المملكة، والتي يكون لها أثر غير رسمي بالغ على غرس ونشر الفكر السليم والنير في مواجهة المستحدثات الاجتماعية ومنها انتشار الشائعات والأخبار الكاذبة والتي من الممكن أن تُفرِد لها هذه الملتقيات الفكرية عناوين متخصصة تستهدف فيها رجال الفكر والأدب لحثهم وشحذ هممهم وتوجيه المجتمع نحو سبل تلاحمه وترابطه ووقوفه صفاً واحدا ضد أعدائه وتبيان وسائل الأعداء والمستهدفين لهذا الوطن بأساليبهم الهدامة الخفيفة والمعلنة والتي من ضمنها نشر الشائعات والأكاذيب والأخبار المختلقة. نشر الإشاعات وأكد "د. علي السواجي" - نائب رئيس لجنة المحامين بمنطقة القصيم - أن الرقابة تبدأ من مراقبة الفرد لنفسه ولمن حوله من أبنائه وأفراد أسرته، بأن يكون له وجه مراقبة خاصة في مثل هذه الظروف لأنه مسؤول عنهم، الأمر الثاني إذا أقحم في مثل هذه المسائل بمعنى أنه أرسل إليه شيء من الإشاعات فإنه من الواجب عليه عدم النشر وحث جميع من حوله من خلال التوجيه والتحذير بحذف تلك الرسالة فوراً، وأن تتوقف عنده، الأمر الثالث وهو الأهم إذا كان أي شخص عنده علم عن مصدر تلك الرسالة التي تحمل إشاعة فإن عليه إبلاغ الجهات المختصة للإبلاغ عنه والتعامل مع ذلك المصدر حسبما تقتضيه المصلحة العامة، كي يرتدع من يساهم في بث أو تصدير أو نقل مثل تلك الإشاعات مما سيسهم في خنق بث الشائعات وتداولها. وقال: إن من خطورة الإشاعات في مثل هذا الوقت أنها تعمل على إثارة البلبلة وتثبيت العزيمة والواجب في هذا الوقت الوقوف مع ولاة أمرنا ولاشك أن الإشاعة ونشرها في مثل هذه الأوضاع لها أثرها السلبي على المجتمع بصفة خاصة وعلى الجهات المعنية، موضحا أن هذه الإشاعات لها تأثيرها المباشر على تعاطي الأسرة والمجتمع مع الحالة العامة للبلد وارتباط الأسرة مع بعضها فالواجب علينا جميعاً الوقوف والدعاء لولاة أمرنا وهذا أقل واجب ولاسيما أن ما ذكرناه يتحتم قوله والتأكيد عليه لأننا في وقت تنتقل فيه المعلومة بشكل سريع جداً وعلى أوسع نطاق وبالتالي يتسع دائرة تأثيرها. محاذير متعددة من جانبه حذر "سليمان العُمري" - رئيس مجلس إدارة مركز القصيم الدولي للمعارض - من خطورة الإشاعات ومن المصادر المشبوهة والمغرضة ذات الأهداف الهدامة، داعياً إلى عدم نقل ما يرد منها من معلومات مظللة وعدم التفاعل معها مشيراً إلى كثرة تلك المصادر الإعلامية وقنوات التواصل الاجتماعي والتي يكون الكثير منها غير موثوق به، مشيرا إلى أن هناك اختراقا يحدث أحياناً لبعض حسابات بعض الشخصيات المعروفة في تويتر أو الفيس بوك وغيرها من برامج التواصل الاجتماعي واستغلالها لأغراض خبيثة، داعياً الجميع عدم التفاعل وعدم نشر ما يشك في مصدره وهدفه والتحذير منه قدر الإمكان والتعاون على القضاء على مثل هذه المصادر. وأضاف إن على المجتمع بشكل عام وعلى الأسرة الصغيرة والكبيرة التحذير من جميع ما يمس أمن الوطن من إشاعات وأخبار مشوهة تستهدف الوصول إلى المنزل أو أماكن العمل عبر بعض القنوات الفضائية وعبر جميع أشكال برامج التواصل الاجتماعي من مواقع إلكترونية وشبكات اتصالات، وعدم دخول ومشاهدة القنوات والمواقع الإلكترونية المعادية التي يوجد فيها الشيء الكثير من المحاذير والمخاطر على الفكر والعقيدة واللُحمة الوطنية. نقل الإشاعة نقل للسلاح! كما أشار "عبدالله المهوس" - رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالقصيم - إلى أن نقل الإشاعة يوازي نقل سلاح العدو داخل الأوساط الاجتماعية، مؤكداً على عدم تمرير الرسائل المشبوهة والأفلام واللقطات التي ترد عبر برامج التواصل الاجتماعي الحديثة لكي نقطع على تلك الجهات المغرضة تمرير أهدافها المشبوهة، وقال إن على الجهات الرسمية الشفافية ومساعدة المجتمع للتواصل معهم عبر طرق ووسائل سريعة لوقف امتداد الإشاعات وانتشارها، حيث أن العدو يستغل وسائل رفاهة المجتمع السعودي والذي أوجد هذه الأجهزة الذكية في أيدي الجميع الصغير قبل الكبير والرجل والمرأة لتمرير مثل تلك الإشاعات، مؤكدا ان على وزارة التعليم والرئاسة العامة لرعاية الشباب والجهات ذات الاختصاص الاجتماعي من الهيئات والجمعيات أن تقوم بدور تثقيف المجتمع لكيفية التعامل الأمثل مع تلك الأجهزة الذكية وتوجيهها التوجيه السليم. وأضاف بأن على شركات الاتصالات مراعاة مشتركيها في نشر التوعية عبر الرسائل التوعوية، مضيفاً بأن على شركات ومؤسسات القطاع الخاص على مختلف أنشطتها دورا كبيرا ومؤثرا في نشر التوعية بين منسوبيها وعملائها بأضرار ومخاطر الشائعات، مؤكداً بأن الإشاعة متلونة ومتنوعة وقد تمر على المواطن العادي دون إدراك لخطورتها وما تحمله من تغرير وتظليل للجميع، لافتا إلى ان الوطن للجميع ومسؤول عن أمنه وحمايته والدفاع عنه الجميع في ظل قيادة حكيمة قامت على الشفافية ودعت لها وركزت أعمالها على العدالة الاجتماعية التي ينشدها كل مواطن. وطننا بخير وقال "ناصر المشوح" – رجل أعمال - بأن وطننا ينعم بالأمن والاستقرار على أرض الواقع الفعلي ومن هنا فإن على كل شخص أن يتحقق من المعلومات التي تضخها القنوات والبرامج الحاسوبية والتحري من مصدرها، وأن لا يتأثر بها أو يروج لها، مشيراً إلى أن ما يضخه العدو من إشاعات عبر وسائله المتعددة في أوساطنا الاجتماعية يهدف من خلاله إلى إرباك المجتمع وتقديم المعلومات غير الصحيحة والمغرضة وقال بأن ما نشاهده ونسمعه من معلومات يتم ضخها عبر بعض القنوات الفضائية تحمل معلومات مسيئة للعقيدة والوطن والقيادة بشكل عام فإنه يجب أن نحذر منها وأن لا نعطيها أي اهتمام كما يجب علينا أن نفند مواضيعها المغرضة وأن نحصن الأسرة والمجتمع مما تبثه من إشاعات وأقاويل وعدم الترويج لها وقطع دابر انتشارها. «الطابور الخامس».. احترافية الخداع وترويج الأكاذيب! في إطار «الحرب النفسية» ينشط مجهود «الطابور الخامس» من خلال مفهومه الذي يعتمد على شخصيات محترفة في ممارسة خداع وتظليل الرأي العام وتشويه الصورة الحقيقية للواقع، عبر استخدام كل الوسائل المتاحة، حيث يتم زرع هؤلاء الخونة المندسين في الأوساط الاجتماعية، لتأدية تلك المهام القذرة والسيئة، وفي إطار هذه الأهداف تقوم تلك الشخصيات المحترفة في انتقاء شخصيات ساذجة ومهزومة في داخلها، من الأوساط الاجتماعية للترويج لمثل تلك الأكاذيب ونشرها على أوسع نطاق مع ما يعتري تلك المعلومات من تهويل وإضافة وزيادة يتكفل بها هؤلاء المغرر بهم من السذج والبسطاء الذين تستهويهم الرغبة في حب الظهور وفي استقطاب الاهتمام لما يدلون به من معلومات وإن كانت غير حقيقية، وبالتالي فإن هؤلاء الأشخاص وبتلقائية ساذجة قاموا بممارسة وتأدية أدوار عناصر الطابور الخامس وساهموا في إلحاق الضرر بوطنهم ومجتمعهم دون أن يشعروا بذلك، كل هذه الأهداف أصبحت من أولويات ما يستخدمه العدو من أجل بث الذعر والخوف ونسج الأكاذيب في أوساط المجتمع وتحطيم الروح المعنوية بما ينعكس على ظهور عدد من الممارسات الخاطئة التي يرتكبها بعض أفراد المجتمع. خيانة التصوير..! أوضح "د. علي السواجي" بأن هناك من الأشخاص من يقوم بتصوير بعض المواقع العسكرية الحساسة التي لا يجب عليه كجزء من الأمانة أمام الله، ثم أمام ولاة أمرنا وأمن وطننا عدم تصويرها أو بثها بهذه السهولة وكذلك تصوير تحرك بعض الوحدات العسكرية وهذا فيه شيء من الخطورة وخدمة لأهداف العدو والمخربين، وقال: من الواجب على من يقوم بهذه التصرفات غير المسؤولة أن يتوقف عن مثل تلك الأعمال ويستشعر أهمية الموقف كما أن من الواجب على المجتمع أن يستشعر حساسية نشر مثل هذه الإشاعات وأثرها على أُسر وذوي من يعملون في القطاعات العسكرية المشاركة في عاصفة الحزم وغيرها من المهام العسكرية والأمنية الأخرى، ممن تشرفوا بخدمة الوطن والدفاع عنه وعدم إرباكهم وإرباك أسرهم بمثل هذه الإشاعات.

مشاركة :