خطيب المسجد النبوي: الاندفاع في ترويج الشائعات واتهام الأبرياء دون تثبت يضر المجتمع

  • 3/26/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

قال الشيخ عبدالباري الثبيتي، إمام وخطيب المسجد النبوي، إن الاندفاع في ترويج الشائعات واتهام الأبرياء دون تثبت، يعد من الاستعجال المذموم، ويضر المجتمع، حيث إن الألسن تتلقى الأقوال وتتقاذف التهم بلا تردد يمر القول على الأذان وتستقبله بلا وعي وينساب بلا عقل قبل أن يتأمله القلب ويعرض على ميزان الشرع. وتحدث في خطبة الجمعة في المسجد النبوي أمس، عن الاستعجال والعجلة المحمودة والمذمومة وأثارها الإيجابية والسلبية في الإنسان والمجتمع والأمة. وأوضح أن الله سبحانه وتعالى قدّر الأقدار وجعل لكل شيء من مخلوقاته أجلا، وقدر الله سبحانه وتعالى لا تحله العجلة قبل وقته ولا يوقعه الطلب قبل أوانه. وأفاد الشيخ الثبيتي بأن استعجال المطالب والأماني صفة إنسانية وفطرة بشرية، وأنه من عظيم حلم الله وواسع رحمته ـ جلا وعلا ـ أن استعجال البشر لا يغير قضاءه وقدره وأحكامه. وأكد إمام وخطيب المسجد النبوي أن العجلة المذمومة، ما كان في غير طاعة، وتعد من أسلحة الشيطان في نفس ابن آدم عاقبتها الخسارة والندامة، مشيرا إلى أن أخطر صور الاستعجال المذموم على الإنسان إيثار العاجل على الآجل والاستغراق في متع الحياة الدنيا والغفلة عن الآخرة. وقال إن الاستعجال المذموم يسرق سكينة القلب وطمأنينته فإن الإنسان القلق العجول قلما يحسن عملا يوكل إليه أو ينتج إنتاجا يقنع ويرضي. وأوضح أن الحماسة وثورة العاطفة الجياشة دون ضابط صورة من صور الاستعجال المذموم الذي لا يخدم قضايا الأمة وأن الجور في الأحكام والاستعجال والتسرع فيها، خاصة في المسائل الكبار يقود إلى التساهل في دماء المسلمين وهو أمر عظيم ووبال أليم. وأكد أن التجرؤ على الفتوى واستعجال التصدر قبل النضوج والرسوخ في العمل سوء سيرة ومزلق ومهلك، مشيرا إلى أن العجلة قد تؤدي إلى الطيش ووضع الأشياء في غير مواضعها فيجني الإنسان على نفسه ومجتمعه وأمته، فمن كان ديدنه الاستعجال آثرته الظنون والشكوك وأصيب بداء تتبع عورات الآخرين وترصد الزلات. وفي مكة المكرمة، قال الشيخ صالح آل طالب إمام وخطيب المسجد الحرام، إن سيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كلها نور في الدعوة والتعليم والسياسة والحروب والعبادة والأخلاق، أنى استقيت اهتديت وحيثما وردت ارتويت، وهذا مورد من سيرة النبي الخاتم مع بناته وبنيه وأحفاده ـ صلى الله عليه وعليهم وسلم ـ تتجلى في هذا المورد إنسانيته وأبوته وشفقته وحنانه. وأوضح في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد الحرام أمس، أن سيرة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنس المجالس، وأخباره زينة، وما من أحد إلا ويحب سماع سيرته ويأنس بأخباره.

مشاركة :