أمرنا ديننا الإسلامي بحفظ دماء الناس وأعراضهم وأموالهم وكافة حقوقهم، وما يكفل لهم طيب العيش وهناء البال، كالأمن والصحة والغذاء ونحو ذلك، ونهى عن كل ما يسوؤهم أو يسيئ إليهم أو ينقص من تلك الحقوق أو يثير الفوضى ويخل بالأمن، بل جعل المؤمن من أمنه الناس، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. وإن من أعظم الطرق المؤدية إلى انتشار الفوضى واضطراب الأمور هي بث الشائعات المختلفة والافتراءات التي لا يوجد فيها وجه من الصحة، وخاصة في أوقات الأزمات حينما تكون الأمة في أمس الحاجة إلى توحيد الكلمة، واتحاد الصف وضبط الأمن. فكم أقلقت الإشاعة من أبرياء، وكم حطمت الإشاعة من عظماء، وكم هدمت الإشاعة من وشائج، وكم تسببت الشائعات في جرائم، وكم فككت الإشاعة من علاقات وصداقات، وكم هزمت الإشاعة من جيوش، وكم أخرت الإشاعة في سير أقوام. إن الإشاعة موجودة مع وجود هذا الإنسان، وستبقى ما بقى هذا الإنسان،لأن من طبيعة النفس الإنسانية أن تصاب بالأمراض، كالحسد والبغض والكره، والنفقات وغيرها، والإشاعة أحد الوسائل التي يعبر بها الإنسان، بل يفرغ الإنسان به عما في نفسه تجاه الآخرين. ليكن منهج كل واحد منكم عند سماعه لأي خبر قول الله عز وجل: «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين» . إننا نعيش في زمن كثر فيه ترويج الإشاعة، ولكي لا تؤثر هذه الإشاعات على شخصية الإنسان بأي شكل من الأشكال، فلابد أن يكون هناك منهج واضح محدد لكي يتعامل فيها مع الإشاعات، ونلخصها في أربع نقاط مستنبطة من حادثة الإفك، التي رسمت منهجاً للأمة في طريقة تعاملها مع أية إشاعة إلى قيام الساعة. يصيب المسؤولين والآباء.. والعلاج هو الرأي والرأي الآخر الاستبداد .. مرض سياسي واجتماعي فرض الرأي وتجاهل وإقصاء الآخر والانفراد بالقرارات.. أهم الأعراض الحجر الفكري يحرم العقول الناشئة من الإبداع والابتكار والتجديد الاستبداد مرض اجتماعي يسري إلى كافة أطراف المجتمع ومرافقه وقطاعاته، ويتغلغل تأثيره إلى أعماق النفوس فيطبعها بالعجز والسلبية والأنانية والنفاق. وربما كان الاستبداد واحدا من الأعراض الخطيرة التي ينتجها هذا المرض الاجتماعي القاتل ، والحقيقة أنه كثيرا ما نخطئ حين نعتقد أن الاستبداد إنما ينحصر فقط في الميدان السياسي، في حين تبقى بقية الميادين الاجتماعية الأخرى بمنأى عن أن يصيبها فيروس هذا الداء الخطير، ولربما كان هذا الاعتقاد ناشئا من الاهتمام الكبير بهذه القضية في جانبها السياسي لأنها كانت الأبرز والأظهر فيما أصاب حياتنا الاجتماعية من آفات ومشكلات. و إن أبرز مظاهر الاستبداد تلك الصورة التي يظهر بها حاكم أو مسؤول مستأثر برأيه، مستبد به، يفرض على الناس ما يشاء، ويملي عليهم فعل ما يريد، ويتوسل إلى ذلك بإقصاء مخالفيه وقمع آراء المباينين له في الفكر والمنهج.. ولكن الحقيقة أيضا أن هذا ليس هو المظهر الوحيد أو الصورة الوحيدة للاستبداد. فالاستبداد مرض عام يصيب عمق المجتمع ويطبع نفوس الأفراد وروح الجماعة، بحيث لا نعدم أن نجد آثاره واضحة متبدية على قطاعات المجتمع ونظمه العامة كلها. فعلى صعيد الأسرة مثلا، يظهرالاستبداد واضحا في صورة الأب القاسي الذي يضرب أولاده بعنف ويقمع رأي زوجته بشدة، ويملي توجيهاته وآراءه على أفراد أسرته حتى وإن كانت خاطئة، ولا يترك لأي من أفرادها فرصة التصرف في حياته حسب وجهته وتفكيره بما يتيح له أن يكتسب الخبرة من تجارب الحياة، مما أدى في كثير من الأحيان إلى ظهور شباب لا رأي لهم ولا موقف، ولا يكادون يستطيعون اتخاذ أي موقف مستقل مهما كان بسيطا، إلا بالرجوع إلى آبائهم. وعلى الصعيد التربوي يتمثل الاستبداد فيما تمارسه كثيرٌ من المؤسسات التربوية من انتقائية في المادة العلمية التي تُقدم للمربين، تفضي إلى لون من الحجر الفكري يُضرب على عقول الناشئة، فتُحرم من حقها الطبيعي في حرية الاطلاع على مختلف المعطيات المعرفية مع التوجيه السديد في ذلك، كما تمارس كثير من المؤسسات التربوية أيضا منهج التلقين والحشو الذي تصادر فيه حرية التعليق وإبداء الرأي فيما يُعرض من مادة التعليم، وليس ذلك كله خاصا بمرحلة تربوية معينة، أو بفئة من الفئات مخصوصة، بل هو ظاهرة تكاد تكون عامة. وقس على ذلك بقية المرافق الاجتماعية والحياتية المختلفة، حيث يمكننا أن نتقصى فيها مظاهر الاستبداد ونتبين المدى الواسع والتغلغل العميق الذي بلغته في حياتنا. إن علينا أن نحارب الاستبداد في نفوسنا أولا، قبل أن نحاول محاربته في واقعنا، فما واقعنا إلا نضح لما بنفوسنا، ويوم أن تتحرر نفوسنا من جراثيم الاستبداد والاستئثار بالرأي والاعتداد به إلى درجة العبادة ، يومها نجد واقعنا قد تشكل من شكل جديد، وأصبح واقعا آخر غير هذا الذي نكتوي بناره اليوم ، وليكن شعارنا في الحياة « الرأي والرأي الآخر ». المعاملة القاسية دمرتني تعرضت في صغري إلى معاملة قاسية من والدي، وهذه أثرت على حياتي، وأصبحت لا أرى للحياة طعما، وأصبت بالفشل والإحباط.. ماذا أفعل؟ الإجابة: يبدو أن المشاكل التي تعرضت لها في صغرك مع أسرتك جعلتك تفقد طعم الحياة في طفولتك ومراهقتك ولم تستمتع بهما، ولهذا في رسالتك أردت أن ترجع إلى الوراء وتريد أن تعيش هذا السن في آمان واطمئنان بعيدا عن القلق والتوتر والمشاكل الأسرية. أخي أحمد إياك أن تحكم على نفسك بالفشل والإحباط وعدم النجاح سواء مع نفسك أو مع الآخرين، فهذه البرمجة التي ترسلها إلى عقلك الباطني أنه ليس هناك حظ مع الآخرين فقد حكمت على نفسك باليأس والانهزامية، ولا يمكن أن تحصل على الحظوظ التي ترضيك. اعلم أن كل واحد منا يملك رغبة في تحقيق أحلامه فيسعى في الحصول على مفاتيح السعادة لكي يعيش سعيدا ولكن لا بد من أن نمر بعثرات ولحظات نقف فيها عاجزين، وقد يزداد ألمنا حين نفشل في تحقيق أهدافنا ولم نحصل على حظوظنا، وهنا يأتي دور استبدال الألم بالأمل، وينتصر الأمل على اليأس والتفاؤل على التشاؤم والرجاء على القنوط، وكل هذا بقوة الإيمان ثم بقوة العزيمة والإرادة. ولهذا لا أريدك أن تقف أمام مشكلة واحدة وتجعلها محور حياتك بل أمض إلى الأمام بخطى ثابتة ولا تنظر إلى الخلف فالنظر إلى الخلف سيعثر خطاك ولا ترجع إلى ملف الماضي فالذي حدث لك قد مضى، ولا تقف عنده بل دائما تطلع إلى الأمل المشرق، وأبشرك أنك تستطيع أن تتدارك ما فاتك وتعوض الشيء المفقود، ولكن بشرط أن تبعد عنك الخوف والتوتر والقلق ولوم النفس، واعلم أن الحظوظ كثيرة إن لم تحصل على هذه ستحصل على الأخرى، ولكن دائما تفاءل. ابعد عنك الأفكار الانهزامية، ابعد عنك الأفكار التسلطية، فلا تترك للشيطان ووساوسه يتغلبون عليك. لابد أن تقدر وتحترم ذاتك، تعطي الحق لذاتك، ولا تصغر منها، ولا تنزل من مكانتها. اعلم أن كل إنسان له طاقة كامنة في جسمه تحتاج منه أن يوقظها ويستغلها أحسن استغلال، بالنسبة لمشكلتك هي نفسية سلوكية وليست عضوية، والعلاج في يدك أنت، ويمكن أن تتخطى هذه المشكلة بإذن الله تعالى. إياك أن تتردد في مواقفك وتعاملك مع الآخرين؛ فالتردد يحطم من شخصيتك، وكل السلوكيات التي تتحدث عنها ترجع إلى برمجة عقلك الباطني الذي أرسل رسالة سلبية إلى جميع أعضاء جسدك بالخوف والتردد وعدم الثقة بالنفس، وبالفعل استجابة هذه الأعضاء، وأصبح عندك هذا السلوك الذي رسمته، وكل هذه الأمور أنت الذي اصطنعتها لنفسك. وإياك أن تحكم على نفسك بالفشل والإحباط وعدم النجاح سواء مع نفسك أو مع الآخرين، فهذه البرمجة التي ترسلها إلى عقلك الباطني أنه ليس حظ مع الآخرين فقد حكمت على نفسك باليأس والانهزامية، ولا يمكن أن تحصل على حظوظ ترضيك. ولهذا لا أريدك أن تقف أمام مشكلة واحدة وتجعلها محور حياتك بل أمض إلى الأمام بخطى ثابتة ولا تنظر إلى الخلف فالنظر إلى الخلف سيعثر خطاك، والحظوظ كثيرة إن لم تحصل على هذه ستحصل على الأخرى، ولكن دائما تفاءل. وهناك خطوات لإيقاظ طاقتك واستعمالها في طريق النجاح ومعرفة كيفية زيادة ثقتك بنفسك: 1- فكر بالتميز وبالأشياء السعيدة، وحياتك هي ما تصنعه أفكارك، واملأ عقلك وفكرك بكلمات وأفكار تعطيك الدافع نحو النجاح، مثل: أنا أستطيع أن أفعل ذلك؟. 2- تعرف على نقاط القوة عندك، وافتخر بها واشكر الله تعالى على الدوام على النعم التي أنعم بها عليك، فالشكر على النعم يزيد ثقتك بنفسك «لئن شكرتم لأزيدنكم». 3- حاول أن تكون إيجابيًا مع نفسك، ومع الآخرين، وحاول أن تنظر لنصف الكأس الممتلئ، وليس للنصف الفارغ وإن تقديرك لما عند الآخرين يعزز ثقتك في نفسك. 4- ساعد الآخرين فيما يحتاجون، فهذا من أكبر أبواب زيادة الثقة بالنفس وفي نفس الوقت إن مدحك أحد على أمر إيجابيّ عندك، فلا تتردد في تقبل هذا المدح، واشكر الله عليه. 5- حاول أن تعبّر عن رأيك في الأمور، وإذا رأيت التمسك بهذا الرأي فلا بأس. 6- تذكر بأن النجاح يؤدي لنجاح، والثقة القليلة بالنفس يمكن أن تزيد هذه الثقة، وهكذا... ولعل في كل ما ذكرته لك من خطوات يكفيك لتعزيز ثقتك بنفسك، ولا شك أن اتباع ما نصح به د. سالم الهرموزي من شأنه أن يعزز ثقتك بنفسك. 7- استفد بأقصى درجة من وقت صفائك الذي تكون فيها على أعلى درجة من الطاقة والحماس. 8- ابتعد عن التسويف، سوف أعمل كذا وسوف أعمل كذا، ولا تؤجل الأعمال ولا تؤخرها. 9- لا بد أن تتعلم مهارات الحوار وإقناع الآخرين وهذا يكون عن طريق الالتحاق بدورات في التنمية البشرية أو مطالعة كتب في مجال الحوار والإقناع. 10- القدرة على التحكم في الأعصاب والانفعالات (من يخسر التحكم في أعصابه يخسر قضيته). 11- كن مرنا فى أسلوبك وشواهدك وغيّر من خططك بناء على الحوار ونتائجه أولا بأول. 12- فكر الآن وبجدية في الزواج وبناء أسرة، وأترك كما قلت لك ملف الماضي وجهز نفسك للإقبال على الزواج فأنت تستطيع بإذن الله تعالى، وسنك مناسب لفتح باب الأسرة. مهارات حياتية - اكشف عن حبك للطفل في السنة الأولى من العمر والاحتضان والتقبيل والمداعبة والابتسام عبارة عن نماذج لما يجب أن يفعله الأبوان كتعبير عن الحب. - شجع الأبناء الصغار على الاعتماد على أنفسهم في قضاء حوائجهم الخاصة بأقل قدر ممكن من المعاونة من جانبك. - أوصلوا السعادة والسرور إلى قلوب أولادكم واحرصوا على تسليتهم بما هو مباح، واعلموا أن لكم بالفرحة والسرور التي تدخلونها إلى قلوبهم أجرا ومثوبة من الله عز وجل. - استفيدوا من الجلسات العائلية في توجيه أولادكم وتلقينهم مبادئ الأخلاق الإسلامية والآداب الاجتماعية. - تابعوا أولادكم باستمرار وراقبوا سلوكهم وأفعالهم خفية عنهم، فإن ذلك عون كبير لكم على معرفة ما ينطوون عليه، ومن ثم توجيههم بطريقة صحيحة. تفاءل وابدأ الحياة - لا تضيع صحة جسمك وفراغ وقتك بالتقصير في طاعة ربك والثقة بسالف عملك، فاجعل الاجتهاد غنيمة صحتك والعمل فرصة فراغك. - لا تمض يومك في غير منفعة ولا تضع مالك في غير منفعة، فالعمر أقصر من أن ينفد في غير المنافع والمال أقل من أن يصرف في غير الصنائع. - للسعادة والفلاح علامات تلوح، وإشارات تظهر وهي شهود على رقي صاحبها ونجاح حاملها، وفلاح من اتصف بها. - إن قيمتك في معانيك الجليلة وصفاتك النبيلة. - إن سعادتك في معرفتك للأشياء، واهتمامك وسموك. - من حسن الطالع وجميل المقابلة تبسم الزوجة لزوجها والزوج لزوجته، إن هذه البسمة إعلان مبدئي للوفاق والمصالحة.
مشاركة :