قصائد مثقلة بأوجاع السنين في بيت الشعر

  • 8/29/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: «الخليج» نظم بيت الشعر في الشارقة أمسية شارك فيها كل من طلال الجنيبي وعبد الرزاق درباس وساجدة الموسوي ومهند الشريف وعلي مي، وقدمها محمد إدريس وحضرها محمد البريكي مدير بيت الشعر. طلال الجنيبي حلّق بلغة شعرية فوق غيمات المعنى، ومن قصيدة «ظمئت» قرأ:سألتُ عن الأحبابِ ماذا جرى لهمْ وكيفَ خبا وجدٌ وكم كانَ راقيا وكم كانَ لونُ الوقتِ منهمْ مطرّزاً بخيطٍ من الأحلامِ حاكَ التلاقيا وكيفَ أصابَ البعدُ قرباً سما بهِ مدادٌ منَ الإحساسِ ألفاهُ شاقيا وكيفَ هبوب الروحِ أصغى لعاذلٍ توهّمَ حتى نالَ ما باتَ لاقيا ولمّا استدارَ الشّوقُ من خلفِ عزّتي لمحتُ دموعَ الأمسِ تخفي المآقياعبد الرزاق درباس جاء مثقلاً بهم الشعر، حاملاً أوجاع السنين وعذابات الغربة والوطن والمنافي والإنسان، وغاص في أعماق الذاكرة لينبش وجع الأيام من خلال نصه «نبش في ذاكرة الوجع» الذي قال فيه:أرهقتني في البوحِ منكِ العبارةفاتركي الشهدَ أمطريني المرارةْلا تثيري مواجعي ودخانيفخيولي مهزومةٌ في الإثارةْنحنُ والهمُّ توأمانِ فهاتينغمة الوجدِ في المدى قيثارةثمَّ لمّي من البلادِ شتاتيكالزجاجِ المكسورِ ملَّ انكسارهساجدة الموسوي حلقت بنصوص لامست الذات وأوجاعها، والغربة وآلامها، بلغة عالية من خلال ومضات شفيفة أبحرت في رمزيتها والتحمت بمحيطها الإنساني، وافتتحت قراءتها بومضة أهدتها لروح الشاعر حبيب الصايغ ومن نص «وردٌ وشوك» قرأت: وردٌ أحمرَ في الدورق / وردٌ أزرق في الفستانْ/ وردٌ في لوحةِ حائط/ وردٌ في الصحنِ على الفنجان/ وردٌ.. وردٌ في كلِّ مكانْ/ إلا تلك النفس امتلأت شوكاً/ وبدت توخزُ حتى النسمة لو مرّت عابرةً في نيسانْ/ وأنا علّمني البستانيُّ أزيل الشوكَ من الوردِ/ ولكن ما علّمني كيف أزيلُ الشوكَ من الإنسانْوبدا مهند الشريف مهموماً بالآخر من خلال نصه المشحون بالانكسار والوجع، والذي يحمل ثنائية الذات والآخر، وما يربط بينهما من قواسم مشتركة، ومن «أنا والآخر» قرأ:لما استفقنا بعد هذا الموتِ/ يا وجهاً غريباً/ فوق سجادٍ يعلّقُ في الشجرْ/صليتُ فوقَ رمادِهِ/ طفلاً يُسامحُ قاتليهِ/ بلا مطرْ/ يرمي بآخرِ جملةٍ في الريحْ/ يصطادُ منشفةً/ ويمسحُ ما تلوّثَ من دماءْ/ ويرتِّبُ الأشلاءَ يجمعُها/ يشكِّلُ وردةً في هيئةِ الأستاذِ/ يذكر قولَهُ/ دمُهُ سماءْ.اختتم القراءات علي مي الذي حلق بنصوص عالية اللغة تحمل هم الذات المتشظية في الأماكن والمسافرة عبر فضاءات المعاناة، ومن نص «الرعوي» قرأ:من عَلم الرعوي أن غمامةًتكفي غداً ليذودَ عن أغراسهِأن المدى ينهارُ بين غزالةٍبرقٍ وجوعٍ ندَّ عن أقواسهِأن الحياةَ بسيطةٌ كشظيةٍعَثرت بقلبٍ زلَّ عن متراسهِمن علَّم الرعوي ألا يَنتمِيإلاَّ إلى وَطنٍ على مِقياسهِ في ختام الأمسية كرم محمد البريكي شعراء الأمسية.

مشاركة :