لا تزال الضبابية تغلف موقف المجلس الانتقالي من دعوات تحالف دعم الشرعية في اليمن الذي تقوده المملكة إلى الانخراط في الحوار مع الحكومة الشرعية، والاستجابة السريعة لوقف كل أشكال الحرب في محافظات عدن وأبين وشبوة التي تعرضت من خلالها قوات المجلس الانتقالي لانكسارات لم تكن في حسبان قادته الذين يؤكدون التزامهم بدعوات تغليب لغة الحوار على المواجهات بين أبناء الوطن الواحد.التزام المجلس الانتقالي يأتي عبر البيانات ووسائل الإعلام، ولكن على الأرض لا تزال قواته تواصل بعض العمليات العسكرية وبخاصة في أبين، بعيدا عن شبوة التي تلقت فيها قواته ضربات موجعة، كان من المفترض -حسب مراقبين- أن يستفيد منها قادة المجلس، وأن يدركوا أنه لا يمكن لهم المضي في تمردهم الذي يصب في مصلحة المليشيات الحوثية الإيرانية فقط، وهو ما لم تتنبه له قيادات «الانتقالي» التي تأخذها العزة بالإثم، وكأنها تبحث عن نصر يمسح ما يتردد عن هزائمها في شبوة التي أكدت من خلالها قوات الشرعية مدعومة بإرادة قوية من أهالي وسكان المحافظة أنها لن تسمح لقوات متمردة بأن تفرض وجودها بقوة السلاح.بالأمس ظهرت بعض الأصوات التي تمثل المجلس الانتقالي بتصريحات مستفزة للحكومة الشرعية التي سجّلت مواقف مشرفة من أجل وأد هذه الفتنة وجنحت للسلم من خلال إعلان وزير دفاعها وقف الحرب في محافظات عدن وأبين وشبوة. ولمحت تصريحات عدد من المحسوبين على المجلس الانتقالي إلى أنهم لن يقبلوا أي فوضى في عموم محافظات الجنوب وكأن المجلس يقوم بهذا الدور نيابة عن الشرعية، يضاف إلى ذلك الاستفزازات لقوات الشرعية من قبل ألوية تابعة للمتمردين في أبين وبعض المراكز في عدن.يحذّر عدد من اليمنيين قادة المجلس الانتقالي إلى أن مضيهم في المراوغات والمواقف الضبابية غير الصادقة يفقدهم مصداقيتهم أمام الشعب اليمني والرأي العام خارج حدود اليمن، وهو ما يعني عدم القبول بهم في أي مفاوضات بين الأطراف والقوى اليمنية مستقبلاً، وبخاصة إذا واصل المجلس الانتقالي تعنته ورفضه لدعوات الحوار مع الشرعية في جدة، بعد تنفيذه الانسحاب من جميع المعسكرات والمقار الحكومية التي استولى عليها بقوة السلاح، في خروج واضح وفاضح عن الشرعية اليمنية المعترف بها دولياً.ويرى بعض المراقبين لممارسات المجلس الانتقالي وتعاطيه مع الأحداث المستجدة، التي تشكل خروجاً عن المألوف في الداخل اليمني، وتحديداً في المحافظات الجنوبية، أن المجلس لن يرضخ لدعوات الحوار، ولن يغلّب مصلحة الشعب اليمني، وسيمضي في تمرده اعتقادا من قادته أنهم سيضعون الشرعية أمام الأمر الواقع من خلال بسط نفوذهم على بعض المواقع، وأشاروا إلى أن قادة المجلس واهمون في هذا الاعتقاد، بل إنهم بتمردهم يخسرون دول وشعوب العالم التي تبحث عن تحقيق السلام في اليمن من خلال الحوار على الطاولة وليس بالتمرد على الشرعية، وترويع الآمنين، واحتلال منشآت الشرعية بقوة السلاح.
مشاركة :