الموارد المائية وتحدي الأزمة العالمية «1من 2»

  • 8/29/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

إن أزمة المياه العالمية مسألة تتعلق بما هو كثير للغاية، وقليل للغاية، وملوث للغاية. وقد احتلت الفيضانات ونوبات الجفاف والممرات المائية القذرة عناوين الأخبار في الأشهر الـ12 الماضية. تصديا لهذه الأزمة، بدأ قطاع الممارسات العالمية للمياه في البنك الدولي خطة عمل استراتيجية جديدة أوائل هذا العام، وذلك بعد مشاورات مكثفة مع شركائنا والبلدان المتعاملة معنا. وهي تركز على ثلاث ركائز مترابطة هي: (1) الحفاظ على الموارد المائية. (2) تقديم الخدمات. (3) بناء القدرة على الصمود. وأوضحنا كيف تسهم هذه المجالات الحيوية في أهداف التنمية المستدامة، وكيف ستعمل خطة عملنا على تعزيز قدرتنا على مساعدة البلدان على تحقيقها. أولا، يدعم قطاع الممارسات العالمية للمياه جهود البلدان المتعاملة مع البنك الدولي لتعزيز الأمن المائي من خلال إدارة الموارد المائية على نحو أكثر إنتاجية واستدامة. ويعني الحفاظ على المياه تحسين إدارة الموارد على مستويات حوض النهر والبلد المعني وعلى المستويات العابرة للحدود. ويعد الحفاظ على مستجمعات المياه وطبقات المياه الجوفية في حالة سليمة مسؤولية تمتد عبر الحدود الإدارية والسياسية والقطاعية. وسنستمر في إبراز قيمة المياه عبر استخداماتها المختلفة والقطاعات المتنوعة، في حين ندعم السياسات والقوانين والمؤسسات الفعالة للمياه والبيئة من أجل الإدارة المتكاملة للمياه. ثانيا، نساعد البلدان على تعميم خدمات مياه الشرب والصرف الصحي وتحقيق الاستخدام الأمثل للمياه في الزراعة. وعن طريق إصلاح المرافق، نقوم بتحفيز مرافق المياه والصرف الصحي لتخضع للمساءلة وكي تتسم بالفعالية، ومن ثم تحقيق الجدارة الائتمانية. ونواصل جعل الصرف الصحي أولوية قصوى مع تبني نهج الاقتصاد الدائري واتباع مبادئ الصرف الصحي الشامل على مستوى المدن واقتصاد الصرف الصحي. وندعم أيضا الجهود التي تبذلها الحكومات لتعميم الحصول على تلك الخدمات، وذلك عن طريق البرامج الوطنية بصفة أساسية "قائمة على الإصلاحات السياسية والمؤسسية والتنظيمية" والتمويل القائم على النتائج. وللمساعدة على تعميم الحصول على الخدمات في المجتمعات المحلية الريفية، فإننا ندعم الأساليب المبتكرة لتغيير السلوكيات وتطوير المنتجات والأسواق والتمويل الأصغر وغير ذلك من الإجراءات التدخلية. ويجب أن يكون تحسين أداء الري أولوية استراتيجية للتصدي للفقر في الريف والتخفيف من آثار تغير المناخ، ولا سيما في أكثر الفئات ضعفا. إضافة إلى ذلك، فإننا نعمل على تحسين المؤسسات من أجل إدارة الري وتحسين كفاءة استخدام المياه وابتكار نظم ري يديرها المزارعون على نطاق واسع. ثالثا، يتطلب التكيف الفعال مع تغير المناخ إدارة سليمة للمياه للحد من الضعف وبناء القدرة على الصمود. ونحن نساعد الجهات المتعاملة معنا على خفض مخاطر الفيضانات والجفاف من خلال تمويل البنية التحتية للمياه، وإنشاء مستجمعات مياه صحية، وتحسين الخدمات الهيدرولوجية وخدمات الأرصاد الجوية، والحصول على البيانات، وتعزيز عمليات التخطيط التي تتصدى لحالة عدم اليقين بشأن المناخ. إضافة إلى ذلك، فإننا ندعم بناء القدرة على الصمود من خلال تنفيذ عمليات في البلدان التي تعاني الهشاشة والصراع والعنف لأنها غالبا ما تكون ضعيفة في مواجهة الصدمات المتعددة التي ينطوي عليها تغير المناخ والصراع والهجرة وضعف الحوكمة. تشكل هذه الركائز الثلاث أيضا الموضوعات الأساسية لمشاركة قطاع الممارسات العالمية للمياه في أسبوع المياه العالمي لهذا العام وهو التجمع السنوي الذي ينظمه معهد ستوكهولم الدولي للمياه ويضم الآلاف من العاملين في هذا المجال وواضعي السياسات والمختصين في مجال المياه لتوليد الأفكار وتبادل خبراتهم ووضع الحلول في مجال المياه.

مشاركة :