مازال السودان يترقب الخميس الإعلان عن حكومته الأولى في مرحلة ما بعد عمر البشير، فيما تستمر المباحثات بشأن الوزراء الذين يفترض بهم إدارة مشاكل البلاد خلال المرحلة الانتقالية نحو حكم مدني. وكان من المقرر أن يعلن رئيس الوزراء عبدالله حمدوك الأربعاء، عن أسماء الوزراء الرئيسيين في حكومته. غير أنّ مصدراً مقرباً من الخبير الاقتصادي أشار الخميس إلى أنّه لم يحسم خياراته بعد. وقال المصدر لوكالة فرانس برس إنّ «المداولات مستمرة وليس واضحاً متى تنتهي». ويفترض أن يختار رئيس الوزراء أعضاء حكومته من بين الأسماء التي اقترحتها قوى الحرية والتغيير، رأس حربة الحركة الاحتجاجية، وذلك بموجب الاتفاق التاريخي الموقع في 17 آب/ أغسطس. وذكرت تقارير أن حمدوك اتفق مع قوى الحرية والتغيير على تأجيل الإعلان، بعد أن أعاد قائمة بأسماء بعض المرشحين لتقلد مناصب وزراية في حكومته إلى تحالف قوى التغيير. وأكد حمدوك السبت أنه سيختار للحكومة أعضاء من التكنوقراط بحسب «كفاءاتهم». وقال «نريد فريقاً متجانساً على مستوى التحديات». كما أكد حمدوك (63 عاماً)، وهو خبير اقتصادي وسبق أن عمل في الأمم المتحدة، تمسكه «بتمثيل عادل للنساء» في الحكومة. وأفادت مصادر أن تأخر تقديم الأسماء من قبل الحرية والتغيير، بالإضافة إلى ملاحظات رئيس الحكومة المكلفة على بعضها أخّر الإعلان عن الحكومة. كما أشارت إلى أن بعض الأصوات داخل المجلس السيادي اعترضت على تخطي قوى الحرية للمجلس وتقديمها الأسماء دون التشاور مع المجلس. وأوضح عضو مجلس السيادة السوداني، الفريق أول شمس الدين الكباشي، أن خطأ إجرائياً أدى إلى تأجيل إعلان التشكيلة الحكومية التي كان من المفترض أن تبصر النور الأربعاء، مضيفاً أن قوى الحرية والتغيير عملت على معالجته في وقت متأخر من ليل الثلاثاء. من جهته قال القيادي بقوى الحرية والتغيير، محمد ضياء الدين، إن وفداً من التحالف عقد اجتماعاً مع رئيس الوزراء وتوصل الى تفاهمات كاملة بشأن الحكومة الجديدة. وأضاف، «اتفقنا على تأجيل تشكيل الحكومة لمدة 48 ساعة، واتفقنا على المعايير». وأوضح أن رئيس الوزراء، اطلع على السيرة الذاتية للمرشحين، وطلب أرقام هواتفهم للاتصال بهم لمعرفة تصوراتهم المستقبلية. وتابع، «رئيس الوزراء أبلغنا بأنه سيرفع قوائم المرشحين للوزارات، إلى المجلس السيادي للعلم فقط من ناحية أخلاقية». وشدد على أن رئيس الوزراء استفسر خلال الاجتماع عن تمثيل المرأة في التشكيل الوزاري. على صعيد آخر، بحث مجلس السيادة في السودان، الخميس، الموقف الأمني بمدينة بورتسودان التي شهدت اشتباكات قبلية دامية، وقالت المصادر إن المجلس نشر قوات عسكرية من عناصر الدعم السريع للفصل بين الأطراف واحتواء المواجهات الدامية. وتسببت الاشتباكات بين قبيلتي بني عامر والنوبة في مدينة بورتسودان شرقي البلاد، والتي اندلعت الخميس الماضي، في سقوط 37 قتيلاً، وفق لجنة الأطباء المركزية. وخلال اجتماعه بالقصر الرئاسي في الخرطوم، استمع المجلس إلى تقرير مفصل من العضو ورئيس اللجنة الاستراتيجية لطوارئ الأمطار والسيول بالبلاد، اللواء إبراهيم جابر عن جهود التعامل ومتابعة الأوضاع في مختلف أنحاء السودان لمواجهة هذه الأزمة. (وكالات)
مشاركة :