خبراء لـ «الاتحاد»: أزمة مجلس التعاون سببها «نظام الحمدين»

  • 8/30/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

انتقد خبراء ودبلوماسيون متخصصون في الشؤون العربية التغريدات المشبوهة التي نشرها حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر السابق عبر صفحته الشخصية على موقع «تويتر»، والتي استغلها للتباكي على مجلس التعاون الخليجي، والتذلل إلى السعودية للم الشمل من جديد، متجاهلا المطالب التي حددتها الدول العربية المقاطعة لقطر، لوقف تمويلها للإرهاب ورعايته. وأكد الخبراء في تصريحات لـ«الاتحاد» أن مثل هذه الدعوات من قبل حمد بن جاسم أو نظام الدوحة ككل والتلميحات عن الرغبة بالمصالحة مع الرباعي العربي والحديث عن الحاجة إلى تفعيل مجلس التعاون الخليجي هي من قبيل سياسة قطر في العيش بدور «المظلومية»، مشددين على أنه يجب أولاً أن تتراجع الدوحة عن موقفها المعادي للدول العربية وعدم الاستجابة لمطالبهم، وعن دعمها للإرهاب، وأنه من دون ذلك لن تلق أي محاولات من هذا القبيل أي قبول من الرباعي العربي. وفي هذا الإطار قال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية المصري الأسبق، إن هذه الدعوات تتجاهل أن قطر هي السبب في تعطيل مجلس التعاون الخليجي، مشددا على أن قطر هي السبب وراء هذه المقاطعة باتباع سياسيات معادية لدول مجلس التعاون الخليجي. وأضاف أن قطر خرجت من السرب منذ فترة طويلة بسياسيات بعيدة عن روح وفلسفة مجلس التعاون الخليجي، مشدداً على أن هذه الدعوة لن تجد قبولاِ من قبل الدول العربية المقاطعة لقطر. وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن هذه التمنيات التي أطلقها حمد بن جاسم من الصعب أن تتحقق فالأمور مازالت ترواح مكانها، خاصة وأنه لا توجد أي بادرة على أن قطر تراجع سياساتها أو أنها ستستجيب لمطالب الرباعي العربي. وأكد العرابي أن الرباعي العربي «الإمارات والسعودية ومصر والبحرين» لن يتراجع أيضاً عن المقاطعة حتى تستجيب قطر لمطالبه، موضحا أن «قطر ليس لديها أي إدراك بأنها وقعت في خطأ ومستمرة في سياساتها». وقالت الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية بالقاهرة، وخبيرة الشؤون العربية، إن ما يكتبه بن جاسم هو استعمال نفس صيغة المظلومية في المجتمع الدولي كدولة مجني عليها، مشددة على أنه لا مجال للتفاوض على تنفيذ المطالب العربية أو محاولة إيجاد وسيط لبحث مطالب الرباعي. وشددت على أن هذه المطالبات والتذللات للدول التي تقاطع قطر بسبب أفعالها، هي مجرد محاولة للظهور أمام المجتمع الدولي في دور الطرف الضعيف لمحاولة كسبه. وأكدت أستاذ العلوم السياسية أن قطر من الصعب أن تقر أنها تمول الإرهاب أو تدعمه، لأن ذلك سيدخلها في نطاق آخر هي وقيادتها في المجتمع الدولي. خالد مجرشي، المحلل السياسي السعودي، قال إن دعوة حمد بن جاسم للتهدئة مع المملكة العربية السعودية، تمثل انتصاراً رسمياً لدول الرباعي العربي والسعودية، واعترافاً بوجهة نظرها بخصوص دعم الإمارة القطرية للإرهاب في الدول العربية، مشيراً إلى أنه لا يجب علينا أن نتهاون مع مثل هذه الدعاوى من دون توقيع الإدارة القطرية على وثيقة التصالح التي أعدها الرباعي العربي عقب قرار المقاطعة مع قطر، حيث نصت الوثيقة على حوالي عدد من البنود تمنع قطر من دعم العناصر الإرهابية بأي وجه من الوجوه. وأضاف أنه على قطر أن تعترف بدعم عناصر الإرهاب وأن تقدم الأدلة على أنها أوقفت ذلك، والعمل على توثيق التعاون مع الدول العربية، وخاصة مع جيرانها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين، وتتوقف عن استضافة أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية، خاصة فيما سببوه من أضرار كبرى للدولة المصرية خلال السنوات الماضية، جاءت عبر تمويل واستضافة قطر لهؤلاء الأعضاء والقيادات وتقوية مواقفهم في مواجهة الشقيقة مصر. وكشف الدكتور سعيد أبو عمود، أستاذ العلوم السياسية المصري، أن ما تذهب إليه قطر وحمد بن جاسم، مع المملكة العربية السعودية في دعوة المهادنة التي تم إطلاقها، بؤرة إرهاب جديدة، أولها مهادنة وآخرها غدر، سبق ونفذها نظام الحمدين مع الإمارات العربية المتحدة أمام منظمة التجارة العالمية ما دفع الإمارات للتنازل، في الوقت الذي استمرت قطر في التقاضي على عكس ما هو متفق عليه، مشيرا إلى ان إمارة الإرهاب وحلفاءها ليس لهم عهد ولا وعد ولا يجب الاتفاق معهم باي حال من الأحوال. وأضاف أبو عمود أنه على قادة المملكة العربية السعودية أن لا يتهاونوا فيما هم ماضون فيه مع دول الرباعي العربي الإمارات والبحرين ومصر، لصد ما تقوم وتستمر قطر فيه من دعم عناصر جماعة «الإخوان» الإرهابية.

مشاركة :