دغدغة مشاعر الناخبين.. وبرامج انتخابية لا تتناسب ودور المجلس

  • 9/1/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق: إيمان عبد الله آل علي المبالغات في البرامج الانتخابية مسألة محدودة؛ لكن نجدها في كل دورة، فيعزف بعض المرشحين على أوتار حزينة، وينشرون وعوداً فضفاضة، وشعارات غير قابلة للتنفيذ، وبرامج لا علاقة لها بعمل المجلس؛ لتصبح مجرد أوراق توزع ومطويات تنشر، ولا طريق لها إلى الواقع.شهدنا في الدورات السابقة، مرشحاً ينادي ببر الوالدين، وآخر بتربية الأبناء، وثالثاً يريد أن تعمل المرأة عن طريق «الدوام المنزلي»، بعد أن اجتهدت واستطاعت أن تعمل إلى جانب الرجل، ومن ينادي بتوسيع دور المرأة في المشاريع الصغيرة، وغيرها. وتلك الشعارات ليست من اختصاص «الوطني»، فما الدافع من وراء طرح برامج خيالية؟أكد مواطنون أن المرشحين مسؤوليتهم عظيمة في إقناع الناخب، وتشجيعه على التصويت، خاصة أن الناخب اليوم بات أكثر وعياً بقضايا الوطن، ومدى صدقية المرشح، والشعارات التي يدعو إليها، وأكثر قدرة على التمييز إن كانت مرحلية فرضتها الانتخابات، أم لها تفعيل على أرض الواقع.وتبدأ الحملات الانتخابية يوم الأحد 8 سبتمبر/‏أيلول، وتخضع المرشحين لقواعد محددة يتعين الالتزام بها، وإلا تعرض المخالف للمساءلة القانونية، ويحظر القيام بأية دعاية انتخابية تنطوي على خداع أو تدليس. عطاء المرشح السابق أكد محمد بن جرش، كاتب وباحث أكاديمي، والأمين العام لاتحاد كتّاب أدباء الإمارات، أن معايير عدة يجب النظر إليها قبل التصويت للمرشح، والأهم النظر إلى عطاء المرشح السابق، وإنجازاته، ومدى خدمته للآخرين، ومشاركته في الفرص التي تمنح له. وقال: عندما يصمم المرشح خطته الانتخابية أو يعتمد على شركة لوضع تلك الخطة، لا بدّ من الالتفات إلى كثير من النقاط التي تدعم موقفه، وتكسبه الناخبين، أهمها: التركيز على القضايا التي تهم المواطنين، والواقعية في الطرح، والابتعاد عن الوعود الفضفاضة.ولفت إلى أن اختيار العضو المناسب، سيحدث نقلة كبيرة في خدمة القضايا المجتمعية.وقال: إن بعض الأعضاء يصلون إلى البرلمان، ولا يحركون ساكناً حتى تنقضي الدورة، فدور العضو كبير في تناول القضايا التي طرحها في حملته، والجلسات المباشرة مع الناخبين، تكشف المرشح بصورة أكبر؛ ليكون واضحاً أمام الرأي العام والحكومة، خاصة عند طرح أسئلة مهمة، ومعرفة مدى إلمامه بالقوانين، وصلاحيات الوطني.وأكد أن عمل المجلس مراجعة التشريعات، والكل يؤدون أدوارهم على أكمل وجه،ولا بدّ أن يعي المرشح دور العضو، فضلاً عن تطوير القوانينن، بما يتماشى مع تقدم الدولة؛ فالقوانين التي وضعت في السبعينات لا تناسب 2020، والدور الآخر المهم؛ التطرق للمواضيع العامة، ومناقشتها بدعوة الحكومة، والوصول إلى أفضل الحلول. الواقعية في الطرح أكد المواطن فيصل الحمادي، أن المرشحين يلعبون دوراً كبيراً في إقناع الناخب بالتصويت لهم، وما دام المرشح واقعياً في برنامجه، فسيلقى تفاعلاً أكبر، وإن استمد أهدافه من ثقافته، وهموم المواطنين وقضاياهم، بعيداً عن الوعود الفضفاضة، فسيجد أصواتاً أعلى في يوم الانتخاب. ولفت إلى ضرورة أن يقرأ المرشح عن المجالس السابقة، ويطلع على الجلسات والنقاشات التي دارت تحت قبة البرلمان، ولا يضع في باله أنه منصب شرفي أو مجرد «تباهٍ». وأوضح: إن الدورة القادمة مهمة جداً، وبحاجة إلى جرعة إضافية من الإيجابية، مضافة إلى ما قدمه نواب الدورة السابقة.وأكدت خولة الملا (موظفة)، أهمية أن يتمتع المرشح بالثقافة الواسعة عن اختصاصات المجلس؛ لكي لا يقع في فخ الوعود غير القابلة للتحقيق، ويجب أن تكون لديه سعة اطلاع، وإلمام بالقضايا المحلية، وكيفية التعامل معها، وطرح حلول لها، مع الحرص على التواصل مع الناخبين، وإيصال رسالته بكل شفافية؛ لكي يكسب ثقة الناخبين.وقالت: إن بعض المرشحين غير مدركين لدور الأعضاء، وتالياً نجدهم يطلقون برامج غير واقعية، ولا يكون العضو قادراً على تحقيقها ضمن صلاحياته، ومن ثم يفقد الناخب ثقته بالمجلس الاتحادي وأعضائه. ثقافة برلمانية متطورة وأكد راشد الزعابي، ضرورة حرص المرشح على تثقيف نفسه قبل خوض الانتخابات، والاطلاع عن كثب على اختصاصات الوطني، ومتابعة الجلسات السابقة، فضلاً عن التعلم من تجارب المرشحين السابقين الذين لم يصلوا إلى البرلمان. لافتاً إلى أن الثقافة البرلمانية متطورة في الإمارات، وتعد من أهم الأدوات التي يمتلكها المرشح.وقال: إن ثمة قضايا حساسة تعمل عليها الدولة، كالتعليم والصحة وبعض الأمور الخدمية، ولا توجد مثالية فيها، ومن الواجب تعديل ما يمكن تعديله، وإضافة أفكار مبتكرة.طموح بما يعقلوأكدت حصة المحمود أن ثقافة أبناء الإمارات كبيرة، وتتسم بالواقعية والإيجابية، والأغلبية بعيدون عن المبالغة في الطرح.وقالت: الإمارات ناجحة بقيادة حكيمة وشعب واعٍ، ومن حق جميع المرشحين تبني قضايا مهمة؛ لكن ليس من حقهم طرح وعود فضفاضة، كمرشح يدعي القضاء على مشكلة الديون في الإمارات وحل المديونيات، فتلك وعود غير قابلة للتنفيذ وخيالية، ومن حقنا أن نحلم ولدينا طموح عالٍ ولكن بما يعقل. برامج واقعية وأكد مرشحون سجلوا أسماءهم، أن برامجهم الانتخابية تعبر عن واقع المجتمع الإماراتي، وتنقل هموم المواطنين، وسيطرحون حلولاً لتلك المشكلات، وسيناقشونها بعد وصولهم إلى البرلمان. موضحين: إن برامجهم ستكون بعيدة عن المبالغة، وسيركزون على جذب أصوات الناخبين؛ عبر مناقشة احتياجات المجتمع الإماراتي ومطالبه، لإقناعهم بالتصويت. لافتين إلى أن الوعود الفضفاضة لن توصل المرشح تحت قبة الوطني، في ظل وعي الناخبين، وقدرتهم على التمييز. فخ الوعود حذّرت اللجنة الوطنية للانتخابات، الراغبين في الترشح، في وقت سابق، من الوقوع في فخ الإسراف بالوعود والتعهدات الانتخابية، عبر حملاتهم الدعائية، مؤكدة أن كثيراً من الراغبين في الترشح، يقدمون وعوداً لا تتناسب مع الدور المنوط بعضو المجلس الوطني؛ بسبب عدم إلمام الكثير منهم بصلاحياتم.وشددت اللجنة على ضرورة أن يهتم كل راغب في الترشح للانتخابات بمعرفة صلاحيات المجلس، ودور العضو ووظيفته؛ لكي لا يسرف في تقديم وعود وتعهدات انتخابية بعيدة عن صلاحياته البرلمانية.وقد أصدرت اللجنة قراراً بشأن التعليمات التنفيذية لانتخابات 2019، فلكل مرشح حق التعبير عن نفسه، والقيام بأي نشاط يستهدف إقناع الناخبين باختياره، والدعاية لبرنامجه الانتخابي بحرية تامة، شريطة الالتزام بالضوابط والقواعد الآتية: المحافظة على قيم المجتمع ومبادئه، والتقيد بالنظم واللوائح والقرارات المعمول بها، واحترام النظام العام، وعدم تضمين الحملة الانتخابية أي استخدام للدين أو الشعارات الدينية، أو أي أفكار تدعو إلى إثارة التعصب الديني أو الطائفي أو القبلي أو العرقي، وعدم خداع الناخبين أو التدليس عليهم، وعدم استخدام أسلوب التجريح أو التشهير، أو التعدي باللفظ أو الإساءة إلى مرشحين آخرين، وعدم تضمين الحمة وعوداً أو برامج تخرج عن صلاحياته.

مشاركة :