قرر زعيم حزب الأمة المعارض في السودان، الصادق المهدي، العودة إلى بلاده الشهر المقبل، لقيادة المعارضة، ورفع شعار "ارحل" في وجه الرئيس عمر البشير. وكشف المهدي أنه قرر العودة إلى قيادة العمل المعارض من داخل السودان، وأوضح في تصريحات للصحفيين عقب لقائه الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، في القاهرة أمس، أن "النظام لن يفرح أو يهنأ برحيله أو عودته، فنضالي بنفس القوة ولن يتأثر". وأشار إلى أن الشعب السوداني وصل إلى حالة من اليأس تدفعه للخروج إلى الشارع لتغيير النظام، وأنه لن يخاف إرهاب الحكومة أو تعنتها، مضيفا أن إصرار حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم على تجاهل كل أصوات المعارضة فرضت حتمية المواجهة بينها وبين الشعب. ومضى يقول "مقاطعة الشعب للانتخابات الأخيرة، هو أكبر استفتاء على أن هذا النظام بات معزولا، ولا يتمتع بأي أرضية شعبية في السودان، ورغم كل محاولات الإغراء والترهيب التي مارسوها بحق الناخبين، إلا أن العالم كله شهد حجم المقاطعة الواسعة للانتخابات التي كانت عبارة عن مهزلة حقيقية". ووصف المهدي الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بأنها كانت "عبثية، وغير شرعية، وغير نزيهة، ومطبوخة"، مؤكدا أن النظام السوداني دمر موقفه وسجل هدفا في مرماه، في هذه الانتخابات، حسب تعبيره. مضيفا أنه والقوى السياسية ذات الثقل قاطعوا الانتخابات الرئاسية، حتى لا يقوموا بإعطاء شرعية للنظام السياسي القائم حاليا. ودعا المهدي الجامعة العربية إلى التدخل لاستئناف الحوار الوطني السوداني مرة أخرى. وقال إن لقاءه مع العربي تناول نتائج القمة العربية الأخيرة التي عقدت في شرم الشيخ، إضافة إلى نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت أخيرا في السودان. وأعرب عن تطلعه إلى أن يكون أي حديث عن حوار وطني جديد في السودان، ينبغي أن يقوم على مراجعة لصلاحيات الآلية المعنية بذلك، لافتا إلى أنه أطلع العربي على موقفهم كممثلين لقوى المستقبل السوداني. وشدد على ضرورة حيادية موقف الجامعة العربية بألا تنحاز إلى جانب ضد آخر في السودان، وأن تنسق موقفها مع الاتحاد الأفريقي.
مشاركة :