انتفاضة عربية من أجل عودة الأمل - يوسف القبلان

  • 4/25/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تمثل عاصفة الحزم انتفاضة عربية عسكرية وسياسية وإعلامية وإنسانية ضد التدخل الإيراني في شؤون العرب ثم التمادي في هذا التدخل لتحقيق مطامع توسعية وزرع مكونات عسكرية داخل الدول العربية بتعاون من فئة فتحت لهم باب الخيانة وعلى رأسهم حسن نصر الله. كيف وصل حزب الله في لبنان إلى أن يكون دولة داخل دولة؟ الكل أدرك الآن أنه فعل ذلك بالخداع والكذب والمتاجرة بقضية العرب الأولى (قضية فلسطين) وكانت الوسيلة الخطاب الإعلامي الثوري الحماسي الذي يرفع الشعارات وأهمها شعار (الموت لأميركا) ومنها أيضا شعار المقاومة والممانعة. نموذج حزب الله أرادت إيران أن تنفذه في اليمن، وفتح لهم باب الخيانة بمفتاح الحوثيين ومفتاح رئيس اليمن السابق على عبدالله صالح الذي آخر ما يفكر فيه مصلحة اليمن. ويتم تغطية الخيانة والمؤامرة بنفس لغة خطاب حزب الله وشعاراته وأكاذيبه. الانتفاضة العربية (عاصفة الحزم) هي انتفاضة كان لا بد منها بعد انكشاف تلك المؤامرات على المستوى الرسمي والشعبي. انتفاضة حتمية للدفاع عن كرامة العرب وأراضي العرب ووحدة العرب ومصالح العرب. انتفاضة ضد الخيانة والكذب والخداع وزرع الفتن لتفتيت العرب. العراق وسورية ولبنان واليمن دول عربية، قضاياها قضايا عربية، حلولها عربية. وعندما تتدخل إيران في الشؤون العربية ويصل هذا التدخل إلى التمدد السياسي والعسكري، ونشر الفتنة وبث الفرقة بين أبناء الوطن العربي، فهل تتوقع إيران أن يصفق لها العرب؟ الانتفاضة العربية قامت من أجل اليمن ومن أجل الدول العربية. هذه هي الرسالة الواضحة القوية التي أوصلتها عاصفة الحزم إلى شعب اليمن الشقيق، وإلى إيران ومن يتعاون معها في تمزيق الوطن العربي. رسائل العاصفة تحث الشعب اليمني على التمسك بحكومته الشرعية، والمحافظة على وحدتهم، وعلى استقرار اليمن ورفض انقلاب الحوثيين على الشرعية. هذه رسائل سلام وتنمية. فماهي رسائل إيران؟ الإجابة ماثلة أمام أعين العالم في سورية والعراق ولبنان؟ الإجابة هي بث الفرقة، وإشعال النار الطائفية، وإنشاء أحزاب عسكرية وجماعات إرهابية تخدم التمدد الإيراني بل التخريب الإيراني في الوطن العربي. المملكة تبني في اليمن وغير اليمن وتشجع الحوار والاستقرار داخل الأوطان العربية من أجل التنمية، دور تنموي يعبر عن الانتماء العربي والقيام بواجب المسؤولية. إيران دخيلة وتقوم بدور يهدم وينحاز، وينتصر لطرف على آخر لأن ما يهمها هو مطامعها الخاصة وفرض نفوذها وليس مصلحة البلد العربي. وهكذا انطلقت الانتفاضة العربية (التي استندت على قرارات مجلس الأمن السابقة واللاحقة وآخرها القرار 2216) وذلك من أجل وقف التدخل الإيراني في قضايا عربية ليس لدعم الاستقرار وبرامج التنمية وإنما لزرع الفتنة وتشجيع الانقسام. انطلقت الانتفاضة لكشف خدعة الشعارات الثورية والخطابات النارية التي تاجرت وتتاجر بقضية فلسطين كمدخل للتغلغل في كيان الأمة العربية. كانت أهداف عاصفة الحزم واضحة ومبرراتها شرعية وقوية، وعندما حققت أهدافها ومن أهمها- حماية الشرعية والتهيئة لاستئناف العملية السياسية- تحولت إلى حملة لإعادة الأمل والأمن والسلام والاتجاه في طريق البناء والتنمية من خلال الأهداف التالية: 1- سرعة استئناف العملية السياسية وفق قرار مجلس الأمن 2216، والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطن الشامل. 2- استمرار حماية المدنيين. 3- استمرار مكافحة الإرهاب. 4- الاستمرار في تيسير إجلاء الرعايا الأجانب وتكثيف المساعدة الإغاثية والطبية للشعب اليمني في المناطق المتضررة وإفساح المجال للجهود الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية. 5- التصدي للتحركات والعمليات العسكرية للميليشيات الحوثية ومن تحالف معها، وعدم تمكينها من استخدام الأسلحة المنهوبة من المعسكرات أو المهربة من الخارج. 6- إيجاد تعاون دولي من خلال البناء على الجهود المستمرة للحلفاء لمنع وصول الأسلحة جواً وبحراً إلى الميليشيات الحوثية وحليفهم على عبدالله صالح من خلال المراقبة والتفتيش الدقيقين. وهنا يشهد العالم أن عاصفة الحزم كانت انتفاضة من أجل الشرعية والاستقلال والسلام والاستقرار والأمن الذي هو الأرضية الصلبة للبناء والتنمية. كانت انتفاضة من أجل عودة الأمل ليس لليمن فقط بل لكل الدول العربية التي تعاني من التدخلات وإشعال الفتن. العاصفة كانت سياسية وإنسانية وتنموية في المقام الأول ولكنها اضطرت إلى استخدام القوة بعد رفض الميليشيات دعوة الحوار، أما الآن وقد تحققت أهداف العاصفة فقد أعلنت دول التحالف بدء عملية إعادة الأمل . ليس هناك عدوان ولا أطماع وإنما عودة الأمل. والمؤمل من عودة الأمل أن يتسع نطاقها ليشمل الجميع. الأمل أن تعيد إيران تقييم سياستها تجاه العرب وأن تبتعد عن إشعال الفتنة الطائفية، الأمل أن يتم التخلص من كافة المليشيات الإرهابية، الأمل بالتحالف العربي الدائم ضد الإرهاب، وضد الانقسام، الأمل أن يوجه العرب جهودهم نحو التعليم والتنمية في كافة المجالات. الأمل أن ينتقل العرب من مرحلة الشعارات والمزايدات إلى مرحلة العمل.

مشاركة :