«الطفولة المبكرة» أكبر من شائعات المغرضين

  • 9/3/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

قادت حسابات غير سعودية تدار من خارج المملكة، حملة شرسة مطلع هذا الأسبوع، بهدف زعزعة الأمن، ونشر الفتنة والفوضى وإثارة الرأي العام، باستغلالها مشروع مدارس الطفولة المبكرة هذا العام، والذي أقره مجلس الوزراء بالتوسع في رياض الأطفال من خلال إسناد تدريس الصفوف الأوليِّة للبنين إلى المعلمات في أكثر من 1400 مدرسة، وذلك وفق حزمة من الإجراءات والتنظيمات الإدارية وضعتها وزارة التعليم لضمان جودة التطبيق بما يؤثر إيجاباً في تحسين نواتج التعلُّم، وتحقيق متطلبات النمو للطلاب والطالبات بالمملكة في هذه المرحلة. وبثّت تلك الحسابات آلاف المقاطع وآلاف الرسائل، بأسماء وصور وهمية وبلهجة سعودية، ومقاطع أجنبية، وفتاوى شرعية محرفة، للمطالبة بإلغاء مشروع الطفولة المبكرة، وركزت في محتواها الفوضوى على مخاطر الاختلاط في التعليم، والآثار الجنسية الناتجة عن الاختلاط، والتجارب الدولية الفاشلة في نظام التعليم المختلط، وطالبت تلك الحسابات الإرهابية بالاعتصام، والمواجهة لإيقاف قرار دمج التعليم في المملكة. وساهم استخدام تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي كقوة مؤثرة في الجمهور، وتركيزها على محتوى أكثر قرباً وملامسة لحياة المجتمع السعودي القائمة على مرتكزات العقيدة والعادات والتقاليد، على انتشار أفكار تلك المنظمات الإرهابية عبر حساباتها الوهمية في مواقع الشبكة العنكبوتية، لكن وعي المواطن وقوة الوحدة الوطنية، وعدم اعتماد المواطن على ما يبث في تلك التطبيقات وقف سداً مانعاً أمام تلك الرسائل المشبوهة، الداعية للفرقة والفوضى، ولم تسجل -ولله الحمد- أي معارضة، أو فوضى تذكر على الساحة، خلال الأسابيع الماضية، حيث تؤكد السجلات الأمنية، والتجمعات الأسرية، إحباط تلك المخططات الشيطانية التي تقودها المنظمات الإرهابية من خارج المملكة والتي تستهدف أمن واستقرار المواطن من خلال المحاولة في التأثير على الرأي العام. خطة متكاملة وأكدت وزارة التعليم في تقارير صحافية نشرتها على موقعها الرسمي وتناقلتها وسائل إعلامية تطبيقها لمشروع الطفولة المبكرة، حيث ذكر تقرير للوزارة لتغطية ملتقى قيادات التعليم أن الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ -وزير التعليم- حث قيادات التعليم بمناطق ومحافظات المملكة إلى أهمية الوقوف الميداني على مستجدات العملية التعليمية، وتسخير إمكاناتها لاستكمال كافة التجهيزات مع بداية العام الدراسي الجديد، والعمل على خدمة الطالب والطالبة وربطهم بنواتج التعلم، لافتاً إلى أن الوزارة وضعت خطة متكاملة للطفولة المبكرة تنسجم مع قرار مجلس الوزراء والأوامر السامية ورؤية المملكة 2030 الهادفة إلى تحسين جودة التعليم، وحصول كل طفل على فرص التعليم الجيد وفق خيارات متنوعة، مشيراً إلى إسناد تدريس الصفوف الأولية بنين لمعلمات متخصصات، من خلال إعادة تأهيل المدارس الحكومية القائمة وتطويرها، مع مراعاة تجهيز فصول ودورات مياه مستقلة للبنين وأخرى مستقلة للبنات، مبيناً أنه تم إلغاء التقويم المستمر من الصف الرابع الابتدائي، مضيفاً: «نحن في وطن جعل ربع ميزانيته للتعليم، فلا عذر أمامنا إذا قصرنا ولم نحقق المأمول ونواكب التطلعات، مبيناً أننا نعيش مرحلة تاريخية في مسيرة التعليم على مستويات عديدة أهمها تمهين وظيفة المعلم ومدارس الطفولة المبكرة، وتطوير المقررات الدراسية، واستكمال البنية التحتية للمدارس، والتركيز على جودة عمليات التعلم ونواتجها، وتقديم معالجات سريعة المكاسب. وأضاف: نحن أمام جيل سيحاسبنا على أي تقصير، ولن نقبل في خدمة الطالب والطالبة بأنصاف الحلول، كوننا نعمل لأجل خدمتهم ونعدهم للمستقبل، لافتاً إلى أن أساس التطوير هو التقييم السليم وقياس أدائه، منوهاً إلى إعطاء الإشراف التربوي مزيداً من المرونة لأداء المهام الإشرافية الفنية، وعدم شغل المشرف التربوي بأعمال إدارية قد تحد من أداء مهامه الأساسية التي ستسهم في تطوير المعلم، مؤكداً على استثمار كل دقيقة من وقتنا في الإشراف التربوي لمصلحة العملية التعليمية وتفعيله بالطريقة الصحيحة، وأن المحافظة على حقوق المعلمين والمعلمات واجب معنية به الوزارة ابتداءً من العمل على تطويره المهني وتهيئة البيئة التعليمية المناسبة لأداء رسالته، مشيراً إلى أن الجهد الذي لا ينعكس على مستوى الأداء داخل الفصل هو هدر للعملية التعليمية. 1460 مدرسة وفي تقرير آخر نشرته وزارة التعليم على موقعها الرسمي وتناقلته وسائل إعلامية، أكدت على أن إدارات التعليم في مناطق المملكة بدأت منذ الأحد الماضي، التسجيل في مدارس الطفولة المبكرة للمستجدين في رياض الأطفال، والطلاب والطالبات المنقولون في الصفوف الأولية، وذلك في 1460 مدرسة عبر نظام نور. وقالت ندى السماعيل -مدير عام الطفولة المبكرة بوزارة التعليم- في تصريح لها عبر موقع وزارة التعليم الرسمي: إن الوزارة وضعت خطة متكاملة للطفولة المبكرة تنسجم مع قرار مجلس الوزراء والأوامر السامية ورؤية المملكة 2030 الهادفة إلى تحسين جودة التعليم، وحصول كل طفل على فرص التعليم الجيد وفق خيارات متنوعة، مشيرةً إلى إسناد تدريس الصفوف الأولية بنين لمعلمات متخصصات، من خلال إعادة تأهيل المدارس الحكومية القائمة وتطويرها، مع مراعاة تجهيز فصول ودورات مياه مستقلة للبنين وأخرى مستقلة للبنات، مبينةً أن مدارس الطفولة المبكرة تشمل رياض الأطفال المستوى الثاني والثالث، والصفوف الأولية الأول والثاني والثالث بنين وبنات في المرحلة الابتدائية من سن أربع سنوات حتى ثماني سنوات، مؤكدةً على أن التركيز الأكبر سيكون على مراحل التعليم المبكر، من خلال توفير تعليم يسهم في دفع عجلة الاقتصاد، وتطوير المواهب وبناء الشخصية، وتعزيز دور المعلم ورفع تأهيله، وإعداد مناهج تعليمية متطورة تركز على المهارات الأساسية، وذلك كخطوة أولى لمرحلة الإسناد. جهود كبيرة وأشارت ندى السماعيل إلى أن وزارة التعليم بذلت جهوداً كبيرة لإنجاز المبادرة في وقت قصير لا يتجاوز خمسة أشهر، وواصلت العمل ليل نهار خلال فصل الصيف لتأهيل 3313 فصلاً دراسياً في رياض الأطفال لاستيعاب 82825 ألف طالب وطالبة، وتجهيز 3483 فصلاً دراسياً للصفوف الأولية في مدارس الطفولة المبكرة لاستيعاب 80675 طالبا وطالبة مع بداية العام، مضيفةً أن تغطية نسبة الأطفال من قائمة الانتظار للعام الحالي ستصل إلى 72 %، بنسبة زيادة في الالتحاق برياض الأطفال تصل إلى 50 % بين العامين الدراسيين 1439/ 1440-1441هـ، وأن نسبة الالتحاق الكلية في رياض الأطفال للعام الدراسي الحالي ستصل إلى 21 % بدلاً مما كانت عليه في العام المنصرم 17 %، كما ستبلغ نسبة الطلاب المتوقع إسناد تدريسهم إلى المعلمات 135 %، مشيرة إلى تحقيقها عائد وافر في التكلفة الكلية للمباني بلغ أكثر من اثنين مليار ريال بنسبة 91 % بين تكلفة البناء وتكلفة الاستفادة من الشواغر والفراغات، مبينةً أن تأهيل وتطوير المباني للطفولة المبكرة واكبه تحديث لبعض الأنظمة الداخلية للمدرسة، وتوفير عناصر متخصصة في رياض الأطفال والصفوف الأولية وموظفات خدمات لتلبية احتياجات الأطفال في تلك المدارس مع إعداد وتطوير برامج تأهيليه لهن، كما تم توفير مبانٍ مدرسية مجهزة ومستقلة. وأضافت أن تطبيق مدارس الطفولة المبكرة سيكون في مختلف مناطق المملكة من مدن وقرى وهجر، موضحة أن وزارة التعليم اتخذت عدداً من الإجراءات لتطبيق الطفولة المبكرة، منها: مراجعة السياسات التعليمية ذات العلاقة بهذه المرحلة، وتشكيل فرق عمل من المتخصصين لبناء وتنفيذ وتقويم التعليم في الطفولة المبكرة، والاستفادة من التجارب الدولية والإقليمية في مجال تطوير وتحسين جودة التعليم في الطفولة المبكرة، وإعداد الخطط التنفيذية وتحديد المستهدفات المستقبلية، وتطوير البرامج التربوية في الطفولة المبكرة. مشروع الطفولة المبكرة يهدف إلى تحسين جودة التعليم

مشاركة :