المسار المتعرّج للإنسان المتزوج | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 4/26/2015
  • 00:00
  • 58
  • 0
  • 0
news-picture

حِينَ يُقرّر الإنسَان أَنْ يَتزوّج، سيَتّهمه البَعض بالجُبن والاستسلَام، في حِين سيَعتبره البَعض الآخَر شُجَاعاً أو بَطلاً، لأنَّه قَرّر أخيراً أنْ يُشارك حيَاته مَع غَيره، ويَكون مِعْطَاءً، ويَتحلّى بالمَسؤوليّة.. أمَّا اليَوميّات التَّاليَات، فيَكفيها أنْ تَقف عَلى الحيَاد، لأنَّها لَن تَبْحَث عَن إحصَائيّات؛ حَول نسبة المُتفَائلين بالزَّوَاج، والمُتَشَائمين مِنه: (الأحد) في نَظر العُقَلَاء، الزَّوجَة هي الكفّة الأَرْجَح في حظُوظِ الحيَاة، وقَد انتَبه إلَى ذَلك الأسبَان، حَيثُ يَقولون في أمثَالهم: (أَحسَن حَظّ الإنسَان وأَسوَأه زَوجته)..! (الاثنين) الحُبّ قَبل الزَّوَاج، ومَعه، وبَعده، إشكَاليّة لَا تَنتهي، وقَد شَرّق النَّاس وغَرّبوا في طَرح مَرئيّاتهم تجَاهها، والأديب "عَادل صَادق" أَحد أُولئك؛ الذين جَرّبوا حَظّهم في تَعريف عَلاقة الحُبّ بالزَّواج، حَيثُ يَقول: (الزَّوَاج اثنَان يَعيشان مَعاً، أمَّا الحُبّ فاثنَان يَرغبَان في أنْ يَعيشَا مَعاً)..! (الثلاثاء) الخسَارة في الحيَاة، تَأتي في أَمَاكِن مُتنوّعة، ولَعلّ أكبَرها – في نَظر بَعض العَارفين ببوَاطِن الأمُور- تَأتي حين تَخسر حُبّ زَوجة مُخلصة لَك، حَيثُ يَقول أَحدُهم: (مَن خَسِر حُبّ زَوجة مُخلصة، خَسر حيَاته كُلّها)..! (الأربعاء) لَو سَألتَ الفيلسُوف "مصطفى محمود" عَن الزَّواج النَّاجِح، سيُلخّصه قَطعاً في مُعَادلة التَّنازلات، حَيثُ يَقول في ذَلك: (الزَّوَاج النَّاجِح يَحتاج مِن المَرأة إلَى التَّعقُّل، لأنَّه يُحتّم عَليها أنْ تَتنَازل عَن الكَثير مِن هَوَس الشّباب، وطَيشه وشَهوَاته، وتَتنَازل عَن بَعض نَفسها، لتَتقَاسم الحيَاة مَع زَوجها، الذي تَنَازل هو أيضاً عَن طَيشه وشَهوَاته)..! (الخميس) جَعْل الزَّوَاج نَوعاً مِن الصَّداقَة؛ يَحثُّ عَليه كَثير مِن البَاحثين، خَاصَّة الذين يَحترفون كِتَابة الرّواية، ممَّن يَعتمدون عَلى الخيَال، أكثَر مَمّا يَعتمدون عَلى الوَاقع، ومِن أُولئك الحَالمين، الأديب "واسيني الأعرج"، حَيثُ يَقول: (يَخسأ الزَّوَاج إذَا كَان قيداً قَاتلاً، ولَم يَكن صَدَاقَة مُمتعة)..! (الجمعة) اختيَار الزّوج والزّوجة وتَوقيت الزّوَاج، مِن الأمُور المفصليّة في قَضية الشَّراكَة الزّوجيّة، لَكن الصَّديق الرِّوَائي "هاني نقشبندي"؛ نَسَف فِكرة اختيَار التَّوقيت المُنَاسب للزَّواج حِين قَال: (لَيس مُهمًّا مَتَى تَتزوّج، بَل مَن تَتزوّج؟ الكَثير يَعتقد أنَّ القِطَار فَات، فليَذهب القِطَار إنْ شَاء، إذَا كَان الثَّمَن هو الذِّهَاب لوجهة لا نُريدها)..! (السبت) الخصوصيّة والسريّة، مِن المُمكن أنْ تَدخُل في كُلِّ شَيء في حيَاتنا، حتَّى الزّوَاج السَّعيد أصبَح مِن الأسرَار، لذَلك يَقول أحدُهم: (إنَّ سِرّ الزَّوَاج السَّعيد لَا يَزال مَكتوماً)..! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :