مِن النَّادِر أنْ يَتحدَّث أَحَد المُتزوِّجين؛ عَن تَجربته في الحيَاة الزَّوجيّة بتجرُّد ومَوضوعيّة، ولَعلَّ الحَقيقَة الوَحيدة التي يُجْمِع عَليهَا المُتزوّجون؛ هي التَّظَاهُر بغَيرِ الوَاقِع الذي يَعيشونه، سَوَاءً كَانوا مِن السُّعدَاء، أو مِن التُّعسَاء.. وهَذه اليَوميّات لَا تُحَاسب أَحدًا عَلى مَا يُظهره أو يُضمره، فَضلاً عَن الحُكم عَلى مَشَاعره وأهوَائه..! (الأحد) بَين الشّعور بالوحدَة، والتَّسرُّع في الزَّوَاج؛ تَكمُن الأَسئِلَة، وفي ذَلك تَقول أُستَاذة تَطوير الذَّات «كاتي بيري»: (كَثيرٌ مِن الفَتيَات يُسارعن إلَى الزَّوَاج؛ خَوفًا مِن الشّعور بالوحدَة، ثُمَّ يَخسرن أَنفسهنّ، وأَنصَحهنّ بأنْ لَا يَفْعَلْن ذَلك)..! (الاثنين) الشَّخصيَة العَربيّة تَمتَاز بالازدوَاجيّة، بحَيثُ تَتطلّع إلَى شَيءٍ؛ ثُمَّ تُمارس شَيئًا آخَر، وقَد «كَفش» أَحَد أَسَاتذة عِلم الاجتمَاع هَذا التَّنَاقُض -خَاصَّة في الحَيَاةِ الزَّوجيّة- فقَال: (التَّناقُض الاجتمَاعي كَامِنٌ في أعمَاقِ الشَّاب العَربي، فهو يُقلِّد الشَّاب الغَربي بأفَانين الغَرَام، ولَكنَّه في الزَّوَاج يُقلِّد وَالده وأعمَامه وأخوَاله.. إنَّه في غَراميّاتهِ «روميو»، وفي زَوَاجهِ «أبوفُلان»)..! (الثلاثاء) يُطرَح دَائمًا سُؤال يَقول: مَا هي مُوَاصَفَات الزَّوَاج النَّاجِح؟ والإجَابَة تَقَع عَلى عَاتِق مَن يَتصدّون لمِثل هَذه الأسئِلَة، حَيثُ أَجَاب أَحَد المُختصّين بقَوله: (الزَّوَاج النَّاجِح لَيس أنْ تُحبّ إيجَابيّات شريك حيَاتك، فذَلك سَهل، ولَكن في أنْ تَتقبّل عيوبه قَبل إيجَابيّاته)..! (الأربعاء) مَا هي مُوَاصَفَات الزَّوجَة المِثَاليّة في نَظَر الرَّجُل الشَّرقي؟ تُجيب الأَديبَة «سارة درويش» عَن هَذا السُّؤال بقَولِهَا: (في بِلَادنا المَرأة الذَّكيّة للإعجَاب فَقَط، لَا للزَّوَاج، فالمَرْأَة الذَّكيّة في مُجتمعنا مُخيفة؛ لأنَّها تَفهم، ومِن ثَمَّ فإنَّها تَتمرَّد، لذَلك يُفضِّل رِجَالُنَا المَرْأَة الحَمْقَاء)..! (الخميس) إذَا تَحدّثنا عَن الزَّوَاج، فيَجب أنْ نَستدعي تَعريف المَرأة العَانِس، وللأمَانَة فإنَّ أُستَاذنا الرِّوَائي الكَبير «نجيب محفوظ»، سَرح بخيَاله، وقَدَّم لَنَا تَعريفه الخَاص للعنُوسَة بقَوله: (لَا تُوجد فَتَاة عَانِس، بَل تُوجَد فَتَاة مَنَع الله عَنها «شَرّ زَوجٍ» غَير مُنَاسِب، وجنّبها الابتلَاء بزَوجٍ فَاشِل، وسيَمنحها الله في يَومٍ قَريب كُلّ مَا تَتَمنّاه)..! (الجمعة) الفَلْسَفَة في الزَّوَاج طَويلة كَثيرة، ومُوَاصَفَات الزَّوجَة لَا تَتوقَّف عِند حدُودِ الوَاقِع، بَل تَتجَاوزها إلَى الخيَال، ومِن الخيَال هَذه القصّة التي تَقول: (قَال شَاب لأُم فَتَاة: أُريد أنْ أَتزوّج ابنَتك، فعَدِّدي لِي مَزَايَاها. فقَالت الأُم: ابنَتي حَائِزَة عَلى شَهَادَات امتيَاز في الفسيولوجيَا، والبكتريولوجيَا، والجيولوجيَا، والبداغوجيَا.. فقَاطَعَهَا الشَّاب قَائِلاً: كَفَى يَا سيّدتي.. إنَّها لَا تُوَافقني، فأنَا أُريد فَتَاة تَعرف الطَّبخولوجيَا، والتَّسوّقولوجيَا، وكَافّة أشغَال البَيتولوجيَا)..! (السبت) عين الزَّوج يَجب أنْ يَتغيّر نَظَرها بَعد الزَّوَاج عَمّا قَبْله، فإذَا كَان مَقَاسها 6 على 6 قَبْل الزَّوَاج، فلا يُضيرها أنْ تَنخفض دَرجتين -عَلى الأقَل- بَعد الزَّوَاج، لتُصبح 6 عَلَى 4، امتثَالاً للمَثَل القَائِل: (افتَح عَينيك مَليًّا قَبل الزَّوَاج، وأَغْمضهم جَيّدًا بَعد الزَّوَاج)..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com
مشاركة :