أحمد العرفج: اكتساب العادات من الحيوانات

  • 9/5/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

هناك عبارة إنجليزية تقول: You are what you eat، وهي تعني؛ أن الإنسان في النهاية محصلة ما يأكل، وهذه العبارة ليست وليدة الفكر الإنجليزي، بل هي عبارة متنقلة بين الشعوب، قيلت في الفكر الهندي، وقيلت في الفكر اليوناني، وقيلت في الفكر العربي. قبل أيام وصلتني رسالة تقول: ( قال أحد الباحثين ، أن العرب أكلوا الإبل، فأخذوا منها الغيرة والغلظة، وأكل الأتراك الخيول، فأخذوا منها الشراسة والقوة، وأكل الإفرنج الخنزير، فأخذوا منها الدياثة، وأكل الأحباش القرود، فأخذوا منها حب الطرب والرقص، وأكل الفرس الروث، فأخذوا منه النجاسة). لم أُدقِّق و لم أتحقَّق من قال هذه الفكرة ؛ و ما يهمني ، هنا، أن انطلق من هذه الفكرة إلى المعنى الذي أريد أن أصل إليها في هذا المقال. و إذا أردنا مزيدا من التأكيد للفكرة السابقة، فأمامنا عبارة “ابن القيم” حيث يقول في كتابه “المدارج” 403/1: ( كل من ألف ضربا من ضروب الحيوانات ، اكتسب من طبعه وخُلقه ، فإن تغذّى بلحمه، كان الشبه به أقوى). بعد هذا التواصل والتداخل و”التلاحم”؛ بين الإنسان وما يأكله ويُعاشره من الحيوانات، دعونا نطلق العنان لبعض النظريات العرفجية؛ التي تقول -على غرار نظريات “بعض الباحثين”، فنقول: (العربي يأكل الحمام والعصافير، لذلك يُغرِّد في “تويتر”، كما أنه يأكل الدجاج بكثرة، لدرجة أنه أوشك أن “يبيض”، أما الجمل ، فقد وضع العربي له مسابقة “مزاين الإبل”، حتى أصبح ينافس الإنسان في التزين و”الزبرقة”.! ) في النهاية أقول: إن الحيوان شريك في التنمية مع الإنسان، وهذا انتصار لنا نحن الذين نطالب بمراعاة الحيوان، وعدم القسوة عليه، لأن الحيوانات الأليفة تنتهي في بطون البشر، وتصفي حساباتها معهم على طريقتها الخاصة، فمن عمل خيرا، سيجد الخير من الحيوانات، ومن عمل شرا، سيُدركه انتقام الحيوانات ولو بعد حين عندما يحل في البطن!

مشاركة :