مَرحلة التَّقاعُد مَرحلة صَعبة، لأنَّها تُمثِّل آخر حَلقَات الحيَاة بالنّسبة للإنسَان، فلَيس بَعد التَّقاعُد إلَّا المَوت، مِن هُنا تَأتي أهميّة النَّظر إلى فِئة المُتقَاعدين بعَين الاهتمَام، ونظرة الرِّعَاية التي تَليق بشَخصٍ؛ أفنَى حيَاته وشبَابه في خدمة عَمله..! ورَغم المُبَادرات الخَجولة مِن هُنا وهُنَاك؛ لخدمة المُتقَاعد، إلَّا أنَّ المُنتظَر كَثير، لأنَّ مَا قُدّم لا يَعدو أن يَكون شِعَارَات يُتاجر بهَا البَعض، ويَستوجه بهَا أمَام النَّاس والمَسؤولين، فمِثل هَذه المُبَادرَات لَيست أكثَر مِن شَهادة شُكر، أو درع لا يُسمن ولا يُغني مِن جوع..! لَن أتحدَّث هُنَا عَن حقُوق المُتقَاعدين مِن البَشَر، فهَذا أمر مَتروك لأهل الاختصَاص، ولَكن سأستَعرض نَصًّا مِن نصُوص التُّرَاث، يَتناول حقُوق الحيوَان، بمَا فِيهَا حَقّه حِين يَصل لسن التَّقَاعُد عَن العَمَل..! تَقول كُتب التُّراث: إنَّ الخَليفة "عمر بن عبدالعزيز" أَمَر وُلاته -في إحدَى رَسَائله- أنْ يَنهوا النَّاس عَن رَكض الفرس في غَيرِ حَق، وكَان مِن وَظيفة المُحتَسب مَنع النَّاس تَحميل الدَّوَاب فَوق طَاقتها، بَل وجَعَلَ المُسلمون الأوقَاف عَلى الحيوَانَات، وتَطبيب المَريض مِنها، وأوقَافًا لرَعي الحيوَانَات المُسنّة العَاجِزة "المُتقَاعدة"..! ويَذكر المُؤرِّخون أنَّ مَلعب العبَّاسيين الحَالي لكُرَة القَدَم في دمشق، كَان في الأصل وَقفًا عَلى الحيوَانَات المُسنّة "المُتقَاعدة"، ترْعَى فيهِ حتَّى تَموت، وهُنَاك أوقَافٌ للقِطَط تَأكل مِنه وترْعَى وتَنَام، وكَان يَجتمع في دَارها المُخصّصة لَهَا؛ مِئَات القِطَط الفَارهة السَّمينة "مِثلي"، التي يُقدَّم لَها الطَّعام كُلّ يَوم..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: إنَّ هَذه الحيوَانَات -بَعد خدمَتها الطَّويلة- لَم يُقدَّم لَها دِرعٌ تُعلِّقه عَلَى جِدَار الحَظيرة، بَل خُصِّص لهَا مَا تَحتَاج إليهِ مِن قُوتٍ وأكَلٍ، وشَرابٍ وعِنَايَةٍ طبيَّةٍ ونَفسيَّةٍ، وهَذا مَا يَحتاجه كُلّ مُتقَاعد، أفنَى عُمره عَاملاً بجِدٍّ وإخلَاصٍ..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain