العملات المشفرة وأشكال النقود «1من 2»

  • 9/6/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أظهرت المئات منها بأسماء جذابة مثل برايم كوين Primecoin وداش Dash وفيرج Verge وأصبح لها أتباع بين المهتمين بالتكنولوجيا. وتشهد قيمتها تقلبات حادة. ويقول البعض إن أكواد الكمبيوتر الغامضة تلك ستحل في يوم ما محل النقود التقليدية كما نعرفها اليوم. فما هذه العملات المشفرة تحديدا؟ وما الذي يجعل البعض يعتقد أن لها أي قيمة على الإطلاق؟ للإجابة عن هذين السؤالين، دعونا في البداية نلقِ نظرة على الكيفية التي تطورت بها النقود. تعد النقود مخزنا للقيمة، ووسيلة لتبادل السلع والخدمات، ووحدة حساب لقياس القيمة. وقبل استحداث النقود، كانت المجتمعات الإنسانية تتبادل السلع والخدمات مباشرة، مكيال حبوب مقابل ملح على سبيل المثال. لكن هذه الوسيلة لم تكن فعالة للغاية. ومع تطور المجتمعات ظهرت النقود السلعية المصنوعة من الصدف والنحاس والفضة والذهب. واستحدثت بعض الدول النقود الإلزامية وهي نقود ليست لها أي قيمة بخلاف أنها تمثل تعهدا بالدفع مثل النقود الورقية في الصين خلال العقد الثامن في ظل حكم سلالة تانج. ولم تكن النقود الإلزامية في صورتها الأولى مستقرة أو مقبولة على نطاق واسع، نظرا لأن المواطنين لم يصدقوا أن المصدر سيفي بالتزامه برد النقود. وخضعت الحكومات لإغراءات طباعة النقود لشراء السلع ورفع الأجور، ما أدى إلى ارتفاع التضخم" تخيل مواطنين ينقلون النقود في عربات يد في ألمانيا بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى". وتسعى البنوك المركزية في العصر الحديث إلى الحفاظ على استقرار الأسعار من خلال تنظيم المعروض النقدي نيابة عن الحكومات. في ظل اتساع نطاق النظام المالي وزيادة تعقده ظهرت الحاجة إلى جهات وساطة مالية موثوقة ونظم محاسبية تتمتع بالمصداقية. وكان ظهور مفهوم مسك الدفاتر بنظام القيد المزدوج في إيطاليا في عصر النهضة من الابتكارات المهمة التي عززت دور المصارف الخاصة الكبرى. وفي العصر الحديث، أصبحت البنوك المركزية على قمة نظم الدفع. ومع ميكنة الدفاتر المصرفية، تزايد الدور التنسيقي الذي تضطلع به البنوك المركزية. كيف يتم استخدام الدفاتر؟ تقوم المؤسسات المالية بضبط مراكز مالكي الحسابات في دفاترها الداخلية في حين يقيد البنك المركزي المعاملات بين المؤسسات المالية في دفتر مركزي. فعلى سبيل المثال، تستخدم مهرناز نقودا من حسابها لدى المصرف ألف لشراء سلع من ماري التي تمتلك حسابا مصرفيا في المصرف باء. يخصم المصرف ألف النقود من حساب مهرناز. ويحول البنك المركزي النقود من المصرف ألف إلى المصرف باء ويقيد المعاملة في دفتره المركزي. ويضيف المصرف باء لاحقا النقود إلى حساب ماري. وكما نرى يقوم هذا النظام على الثقة بالبنك المركزي وقدرته على حماية نزاهة الدفتر المركزي وضمان عدم صرف الأموال نفسها مرتين. أما في ظل وجود عديد من العملات المشفرة، فلا حاجة إلى وكيل مركزي مؤتمن، بل أصبح الاعتماد على تكنولوجيا بلوك تشين، دفاتر الحسابات الرقمية الموزعة، مثل تكنولوجيا أو سلسلة الكتل، لإنشاء دفتر، عبارة عن قاعدة بيانات في الأساس تتم إدارته عبر شبكة. ولضمان عدم صرف العملة المشفرة مرتين يتحقق كل عضو في الشبكة من صحة المعاملات باستخدام تكنولوجيا مستمدة من علوم الكمبيوتر والشفرة، وبمجرد الحصول على موافقة لا مركزية من أعضاء الشبكة، تضاف المعاملة إلى الدفتر الذي يتم التحقق من دقته وصحته. ويعرض الدفتر بيانات تاريخية كاملة عن المعاملات المرتبطة بعملة مشفرة معينة وهي بيانات دائمة لا يمكن لأي كيان التلاعب فيها. وتعد إمكانية الحصول على موافقة على صحة المعاملات بين الحسابات في إطار شبكة موزعة بمنزلة تحول تكنولوجي جذري

مشاركة :