انتشار المطاعم في بلادنا ظاهرة طبيعية منتشرة في أغلب دول العالم. خاصة مطاعم الوجبات السريعة. في العالم اليوم، ما ينتشر هو مطاعم الوجبات السريعة فقط -"الجانك فود"- أبرز الأمثلة سلسلة مطاعم الأخوين ماكدونالدز التي افتتحت أكبر فروعها خلال أولمبياد لندن قبل سنوات. اليوم ينتشر "الماكدو" عبر آلاف الفروع. في أميركا وحدها هناك أكثر من 14 ألف فرع. يليها على التوالي سلسة مطاعم "الكولونيل هارلاند" الشهيرة بـ"كنتاكي" التي تمتلك أكثر من 11 ألف فرع في العالم! لكن المطاعم التي تنتشر في شوارعنا ليست فقط تلك التي تنتشر في شوارع العالم. هناك مطاعم المضغوط والمندي والبخاري، ومطاعم الشاورما والمعجنات وغيرها! على أي حال؛ أنا أتفهم تماما أن يأكل الإنسان خارج المنزل حينما يصعب عليه الوصول إلى منزله. إما لبعد المسافة، أو لطبيعة العمل. أتفهم أن يأكل "العزوبي" أو عابر السبيل أو السائح في المطاعم. أتفهم أيضا أن يأكل الإنسان خارج منزله لكسر الروتين أو للبحث عن متعة إضافية. لكن أن تهجر الأسر بيوتها ومطابخها وتصبح من رواد المطاعم ليل نهار، فهذا أمر غير مفهوم. حتى الأسر التي لا تستطيع الذهاب إلى المطاعم تأتيها المطاعم. الآن صاحب المطعم قبل أن يشتري طاولات يشتري سيارات توصيل الطلبات! الأمر تجاوز الأضرار الاقتصادية إلى الضرر الصحي المباشر. وليس لدي حلول كي أعرضها لكم! فقط أجدها فرصة لتكرار ما سبق أن اقترحت عليكم، ألا تتركوا بقية الأكل على الطاولة وتغادروا، بل تأخذوه معكم وتعطوه أي محتاج. على الأقل تكسبون أمرين. الأول: أنكم ستضمنون أن إدارة المطعم لن تقوم -إن كانت سيئة- ببيع بقية الطعام على زبون آخر. الثاني: أن الفائدة من الطعام تضاعفت.
مشاركة :